صالونات سياسية
الخميس-2019-09-27
جفرا نيوز -
جفرا نيوز ـ يسار خصاونه
حين أحرق نيرون روما كان في غاية النشوة والطرب وهو يرى عاصمته تحترق ، وأخذ يعزف على آلته الموسيقية أشعار هيموروس في وصف حريق طروادة ، وغاب نجمه بعد أن ترك روما في فتنة طائفية دامت سنوات حين ألصق تهمة حرق روما بالمسيحيين ، واليوم نرى أكثر من نيرون في هذا الوطن الصغير ، يجلسون في الصالونات التي يسمونها السياسية و تضم أصحاب الدولة والمعالي ، وقد يندس نفر من سعادة النواب ليطربوا وليشربوا كأس حرق الوطن بطريقة حديثة لا دخان لنارهم
لكن الضحايا أكثر من أن تُعد من جوع وبطالة وتسول ، إنهم في صالوناتهم يفتخرون بما وصلوا إليه من اعتلاء قمة الفساد ، بل ويتبارون بهذه الإنجازات ، وإذا كان نيرون قد ألصق التهمة بالمسيحيين فإن أصحاب الصالونات قد ألصقوا التهمة بكل موظف شريف مهما كانت وظيفته بعد أن رفض مشاركتهم هذه المباراة ، واحتالوا باسم القضاء على كل من تسول له نفسه أن يخدم البلد بكل نزاهة وشرف ، وكأن منصات القضاء هي للقضاء على الشرفاء فقط ، إنني أقولها بكل بساطة إننا نعيش في وطن صالوناته السياسية باغية وهي التي سوف تقتل المواطن قبل حريق الوطن