سليم البطاينه ٠٠٠٠( هل يُعاد الأن انتاج الدور الوظيفي للأردن في سياقات جديدة ؟؟ )
Friday-2019-09-13 03:03 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينه
سؤال ولطالما فكرت به كثيراً !!!!!! لماذا لجأ الأستعمار ( الإنجليزي والفرنسي ) إلى اعتماد آلية الدولة الوظيفية لتحقيق أهدافه ؟ وهل تم حالياً أستبدال تلك الآلية بآلية الجماعة الوظيفية ؟؟ وماذا بعد إنتهاء الدور الوظيفي لبعضاً من دول المنطقة ؟ فالكاتب الاسرائيلي ( شمعون غاريدي ) وأفراهام تافيف يقولان أن الاْردن هي دولة وظيفية دون قيمة ذاتية وأنها ستُحال على التقاعد بعد أنتهاء مهمتها والتي بنظرهم لم تنتهي بعد ؟ فوجود الاْردن ببساطة يرتبط بوظيفته لا بأية عوامل ذاتية أخرى !!!!! فقد تم سلخه عن بلاد الشام ليُشكل حاجزاً بين اسرائيل وبقية دول المشرق العربي ليكون وطنناً بديلاً وخزاناً للاجئين من دول المنطقة !!!! وفِي مقابلة تلفزيونية لشمعون غاريدي على القناة العاشرة الاسرائيلية قال فيها أن الدول العربية المعتدلة كانت وظائفها وما زالت هي منع الحركة القومية العربية من التوسع وتهديد اسراءيل ومصالح الولايات المتحدة الامريكية ،،،،،، وتلك الدول تستمد قوتها وقيمتها من الوظائف المسندة اليها
فالدول الوظيفية لم ترسُمها شعوبها بل رسمها الاستعمار وهي فارغة من أية إمكانيات ومحكومة بتنفيذ ما يُطلب منها ولا بقاء لها من دونها !!!!! فعندما نتحدث عن دولة وظيفية فذلك لا يعني إلغاء شعبها أو سكانها ولا تُلغي طبيعة الروابط التاريخية التي قامت بعد التشكيل الكياني !!! فالإنجليز والفرنسيين قسموا المشرق العربي برسم خطاً في الرمال يمتدُ من حدود إيران شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً ،،،،،، شماله لفرنسا وجنوبه لبريطانيا !!!!!!!!! فأنتهاء دور الوظيفة لا يعني انتهاء وجود شعب أو دولة فالاردنيون شعب وليسوا قطيع ماشية ، ويملكون وطن وليسوا عابري سبيل !!!! فالمهام الوظيفية لا ترتبط بالشعب
فالجغرافيا السياسية لم تتغير وحدها بالمنطقة بل تغيرت معها أنماط الفكر والسلوك السياسي العربي بدرجة غير مسبوقة ؟ فكل حدث يحصل بالمنطقة والإقليم لا بد له وان يكون له هدف معين أو غاية يُراد الوصول ، كما ستكون له أعراض وإشارات تسبقه وتُنبىء وتُهيء لحدوثه !!!! فاسرائيل وساساتها يعملون بجدية على تكريس الحاضر وتجاهل الماضي ونسيانه !!!! ففكرة اعادة الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية وإعادة انتاج هويتها وثقافتها هي فكرة اسرائيلية قديمة
فاسرائيل الان لم تعد بحاجة الى Buffer في زمن التطبيع والهرولة العربية باتجاهها !! بل أصبحت بحاجة الى جسر جغرافي سياسي واقتصادي واجتماعي يصلها بالمجال الحيوي العربي ،،،، أي بمعنى التحول الجذري من ( Buffer State ) إلى ( Bridge State ) !!!!!!!!! فالاردن الان لم تعُد بوابة اسراءيل إلى دول المنطقة والخليج تحديداً بعد فتح خطوط مباشرة وظهور علاقات علنية وسط الحديث عن مشاريع استراتيجية عملاقة تتعلق بالنقل والغاز سترتبط اسرائيل بقلب العالم العربي

