النسخة الكاملة

رسالة الى الاخوان المسلمين اسرائيل مكتئبة من الاصلاحات في الاردن

الخميس-2011-09-20
جفرا نيوز - جفرا نيوز- تعاني إسرائيل من حالة اكتئاب يأخذ منحى هابطا كلما حقق الأردن قفزة إصلاحية صاعدة تمنحه مزيدا من الاستقرار وتعزز صورته العالمية كبلد ديمقراطي .وفي كل محطة تاريخية يضع الأردن فيها قدمه على بلاطة في الساحة العالمية ويتحدث عبر الممثل الشرعي والوحيد للدولة الأردنية الملك عبد الله الثاني عن قضايا العرب والمسلمين العادلة, أو يبرز الأردن كبلد شرق أوسطي يعتبر واحة آمنة للديمقراطية وسط محيط الأزمات, تنبري ثلة موجهة مأزومة من الساسة والأكاديميين والإعلاميين الإسرائيليين لمحاولة تقليص امتدادات الأردن على الخارطة العالمية واللعب على وتر الوطن البديل أو تهجير الفلسطينيين أو اختلال النظام في الأردن .

وتنشر الصحافة الإسرائيلية تحليلات موسعة على صفحاتها الرئيسية وافتراءات على شاكلة ضعف ..انهيار وشيك ..أزمة .. في الكيان الأردني....ثورة شعبيةولا تتعدى هذه المنشورات الأوهام والأماني السوداء, ولا تمثل أكثر من دسائس تهدف الى بلبلة الشارع الأردني وبث بذور الفتنة فيه .وتخويف أطراف المعادلة الوطنية والسياسية في البيت الأردني من بعضهم بعضا.

الأزمة النفسية بدأت لدى الجانب الإسرائيلي بعد ساعة من الخطاب الشهير للملك عبد الله الثاني أمام الكونغرس الأمريكي بتاريخ السابع من آذار للعام 2007 حيث سارعت قناة الفوكس نيوز الأمريكية المنحازة الى إسرائيل بعرض آراء مجموعة اللوبي الصهيوني الذين لم يعجبهم الخطاب, بل عرضت في حينه رأيا متشددا لعضو الكونغرس الأمريكي توم لانتوس الذي قال أن خطاب الملك عبدالله الثاني خيب ظنه بشكل عميق أما النائب الجمهوري كريستوفر شير المحسوب على اللوبي الصهيوني فبدا عاتبا على الخطاب لأنه ركز على القضية الفلسطينية واعتبرها مفتاح الحل لكل قضايا المنطقة.

وتباعا كانت الكوبرا الإسرائيلية بالمرصاد, لتبتكر حفيد أحد اخطر الضالعين في تأسيس العصابات الإجرامية وهو أريه الداد حفيد إسرائيل الداد الذي تزعم مع اسحق شامير منظمة شتيرن الإرهابية المعروفة بعدم احترامها للشرعية الدولية حيث قامت باغتيال الكونت برنارندو شو الدبلوماسي السويدي ووسيط الأمم المتحدة عام 1948 لتوصيته بضم القدس الى الدولة العربية في فلسطين وفرض قيود من دون الهجرة الصهيونية لفلسطين وكان الداد الجد المرشد الروحي للمنظمة .

هذه الشخصية السيكوباتية -حسب تصنيفات علماء النفس - تمارس في كل محطة حيوية في تاريخ الأردن فعل الردح الإعلامي, وما هو إلا انعكاس لازمة داخلية تعيشها إسرائيل في عقر يمينها المتطرف الذي يرقب بغيظ دولة مجالها الافتراضي في ذهنيته وطنا بديلا للفلسطينيين لكنها تنمو وتترسخ دعائمها وتصلح نفسها ذاتيا .وجاء تصريح الملك الاخير بأن الاردن ليس وطنا بديلا لأحد ليجبر الداد الحفيد على تقيؤ عباراته التي تناقلتها الصحف.

وفي ذكرى استقلال الأردن كان الداد المأزوم نفسه- وهو عضو مايسمى كتلة الوحدة القومية في الكنيست -يدعو لإجراء استطلاع للرأي حول ما إذا كان سكان المملكة يوافقون على تحويلها إلى الدولة الفلسطينية في الوقت الذي يدعو فيه إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وزعم الداد إن هذا المخطط هو مخطط عملي لأنه حتى لو لم تفعل إسرائيل شيئا من أجل دفعه قدما فإنه ستجرى في الأردن تطورات مشابهة لمصر وليبيا وبإمكانه أن يتحول إلى فلسطين من خلال سلسلة تظاهرات وإسقاط النظام !!.

ودعا إلداد إلى أن تستغل إسرائيل المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة لنيل اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 في أيلول المقبل من أجل ضم الضفة الغربية إليها.

الداد ليس مجرد ظاهرة فردية كما تزعم الخارجية الإسرائيلية في اعتذاراتها الخجولة للأردن, ففي خط مواز يسير رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق المقرب من نتنياهو الجنرال عوزي ديان إلى التوصل إلى حل إقليمي للمشكلة الفلسطينية عن طريق إنشاء الدولة الأردنية الهاشمية الفلسطينية الموحدة وذلك ردًّا على التغيُّرات الكبيرة الإستراتيجية في المنطقة.

وفي كلمةٍ ألقاها في النادي التجاري الصناعي في تل أبيب ونقلتها صحيفة 'مكور ريشون' اليومية قالنظرًا إلى عدم اليقين في المنطقة, فإنه يتعين على إسرائيل أن تأخذ زمام المبادرة في العمليات التي تخدم مصالحها, مثل وقف جميع الاتصالات مع سورية ودفع عجلة الحل الإقليمي التي من شأنها خلق نظام مشترك يشمل المملكة الأردنية الهاشمية والفلسطينيين التي ستحكم أيضًا الأجزاء الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة, بوصفه مفتاح الحل الاستراتيجي للمنطقة'

وحتى الاكاديميون الذين يفترض بهم الحياد والموضوعية يخلعون في الجانب الاسرائيلي الثوب العلمي ويلبسون قناع التطرف,حيث رأت دراسة إسرائيليّة صادرة عن مركز (بيغن السادات) في تل أبيب -وبالمناسبة يفترض بالمركز ان يكون مختصا بدراسات السلام- أعدها ما يسمى بالبروفيسور الاسرائيلي إيال زيسر تضمنت إنّه بحكم القرب الجغرافيّ للمملكة الهاشميّة من بؤر الاحتجاج, أيْ سوريّة ومصر, فإنّ اندلاع الربيع العربيّ في الأردن أمر من الصعب منعه, كما أنّه في الفئات التي تعتبرها الدراسة هامشيّة هناك مطالب بتحويل المملكة إلى مملكة دستوريّة,

وإنّه منذ بداية السنة كانت المظاهرات في المملكة الهاشميّة قليلة وشاركت فيها أعداد قليلة من المواطنين, ولكن المظاهرات التي اندلعت في منتصف شهر تموز (يوليو) الماضي في العاصمة عمّان وفي عددٍ من المحافظات كانت واسعة النطاق وأكدت القدرة الكامنة لدى الشعب الأردنيّ في إنجاح الاحتجاجات, ومن الواضح جدًا أنّه في حال اندلاع موجة الاحتجاج في الأردن, فإنّ هذه الموجة ستطال مؤسسة الحكم حسبما تزعم الدراسة التحريضية في مضمونها والبعيدة عن القراءة والاستقصاء وأساليب البحث العلمي.

ويزيد السعارالاسرائيلي بعد اهم الاصلاحات في الاردن وهي الاصلاحات الدستورية, حيث نقل عن مايسمى مصادر سياسيّة إسرائيليّة, وُصفت بأنّها رفيعة المستوى الاسبوع الماضي بأن صنّاع القرار في تل أبيب يخشون من جبهة أخرى, وهي الجبهة الشرقيّة, أيْ المملكة الأردنيّة الهاشميّة, وبحسب المصادر عينها, كما زعم موقع صحيفة »يديعوت أحرونوت« على الإنترنت فإنّ الحكم في الأردن بات ضعيفًا.... وإنّ الوضع في المملكة الهاشميّة ليس مستقرًا, ذلك أنّ المملكة تمر في مرحلة صعبة, ومن غير المستبعد البتة أنْ تمر الأردن في هزّة كبيرة, وبالتالي يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب أنْ يتعاملوا مع هذا الأمر بمنتهى الجديّة!

هذه الزوبعة مردها تصريحات الملك التي قال فيها إنّ إسرائيل تواجه وضعا أكثر صعوبة بعد اندلاع الانتفاضات العربية, وقال الملك أنّ الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من إسرائيل, والإسرائيلي هو الذي يخاف اليوم.

وفي مواجهة هذه الزوابع لا يكفي مجرد الاعتذار الدبلوماسي الخجول من الطرف الاسرائيلي ويجب تجاوز ذلك إلى حشد برلماني ومؤسساتي وشعبي يطالب بمحاكمة مطلقي هذه الترهات في المحاكم الدولية بتهمة تهديد سلامة وأمن وسيادة دولة مستقلة وفاعلة في منظومة الامم المتحدة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير