النسخة الكاملة

مروان الحمود سيرة كفاح وسيرة عطاء ( شيخ الرعيل الاول )

الأربعاء-2019-02-13 05:18 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - اليوم … سابحر بحروفي بمدينة السلط ، لتلتقي حروفي بشموخ منارة من منارات سلطنا الحبيبه وساريه من ساريات هذا الوطن ، اليوم ستحاول حروفي مداعبة نسيح عباءة الزعامه والشيخه ، اليوم ساكتب وستقف حروفي اكراما في حضرة رجل قدم لهذا الوطن واعطى ابا عن جد دون فلاشات واستعراضات ودون حتى مقدمات او غايات .. فالغايه لديه هو الاردن فقط وليس لغير الاردن لديه بديلا ، رجلا لم نراه يوما بشوارع امريكا او حتى فرنسا ، ولم نراه يوما يرتدي برنيطه ويصطاد اسماك سواحل وشواطئ ساحل العاج او حتى جزر شرق اسيا ، رجلا لانراه الى بحواري السلط يتفقد ازقتها وشوارعها ، رجلا دائما مانراه على جبالها وهضابها يشارك ساكنيها افراحهم واتراحهم وحتى امراضهم ، فنراه تارة على راس جاهه لاصلاح ذات البين ، او متقدما شباب المدينه لتشغيلهم وفتح طرق المستقبل امامهم ، او فاتحا ابواب بيته الثلاثه لاستقبال الناس وتلبية احتياجتهم مااستطاع ، هناك على رأس تله تسمى العيزريه ترعرت انا وكبرت ، وكنت جارا لهذه القامه التاريخيه ، وكم اتشرف باني كنت يوما احد اولاد جيرانه فتعلمنا منه معنى ان تكون كبير قومك ، فلم نراه يوما يمتعض من اصوات لعبنا على باب بيته او حتى عندما نغافل اهالينا لناكل من غرس مروان ( والغرس كان قطعة ارض تتوسط الحاره يقوم سنويا بزراعة اكثر انواع الفاكهه فيها وكانت كل الحاره تأكل منها ) ، لم نراه الا جارا يتفقد الجار السبعين وليس السابع ، لن اطيل فمهما كتبت من مقدمات في حضرة هذا الفارس لن اوفيه حقه ، فلنبحر سويا في حضرة هذا الشيخ ، شيخ وفارس "فوق العادة”من الرجال الذين ظلوا على عهدهم، للوطن والقيادة اوفياء صادقين . معالي ابو العبد وهو الاسم الاحب لديه . سنحدق جيدا بالكلام … ونتمنى ان ننصفه، ونحن نتأهب لشرف الكتابة عنه، بلا "غرض او "هوى” فهو الصادق، الأجودي، الشامخ بطهره ومكارمه، الأردني النقي مثل نبته برية، تنهض عند ساعة الفجر، في حدائق البلقاء الحانية. واضح وضوح الشمس، لا يفصح عن مشاعره، ولا تدخل في حساباته عبارات الاطراء والفاظ العشق، صمته نبيل، يضيء سجايا الكتمان في نفسه الأبية، وهو يتظاهر بالشدة والصلابة التي يختفي خلفها قلبه المرهق بمحبة الناس، والمحاصر بأبجديات الانتماء للأردن … قيادة وشعبا ووطنا، نفتديه بالمهج والأرواح. هي "العيزرية” التي لا نبدلها بكل البلاد … وهو "مروان الحمود”ابن عبد الحليم القادم من شموخ البلقاء، و”السلط” واسطة عقدها الجميل، متسلحا بعناده، لكنه عناد صاحب الحق، الذي يضبط اعصابه ويكبح جماح عواطفه بعقلانية شيخ قبيلة، ورجل دولة وابن وطن … يحسب دائما ردود افعاله، ويحتكم للمنطقة والانتماء. وهو شيخ وزعيم بكافة المقاييس بعقل راجح، دائم الصحوة مثل لاعب شطرنج ماهر، يحرك جنوده بدقة، لخدمة الوطن … كل الوطن بجنوبه ووسطة وشماله ومخيماته. أبا العبد .. كل دروب المجد تسير اليك، ملء الجوانح تتلو عطر رجال دولة، ما بدلوا عن محبة الاردن تبديلا. فهنيئا لنا بمروان وهنيئا لنا بهذا الفارس الاجودي .
وهنا ساقتبس ماكُتب عنه وساروي سيرته بعيدا كل البعد عن عبارات اعتياديه : فمما كتب الدكتور محمد محمود العناقرة لكل أمة تاريخ يصنعه عظماؤها وفي الدولة الأردنية برز العديد من الرجالات الذين كتبوا أسماءهم بحروف من نور في سجل تاريخ هذا الوطن فهم لم يبخلوا والوطن لم ينساهم ومن أبرز هؤلاء الرجالات الشيخ مروان الحمود ابن السلط وأحد رموزها ، السياسي المحنك الذي ارتبط بوطنه بعلاقة روحية يجدر بالجميع الاقتداء بها فكانت مدينة السلط في عُرفه ليست مجرد مدينة نشأ فيها وإنما كانت بالنسبة له (كل شيء) بكل ما يعنيه هذا الرمز.
وعن سيرته اكتب مما اعرف ومماعرف ويعرف والدي ( راكان القداح ) فمروان لوالدي الرجل الذي يحب :
ولد مروان الحمود في مدينة السلط عام م1942 ودرس المرحلة الابتدائية في مدرستها ثم تابع هذه المرحلة في بيرزيت قضاء رام الله حتى السادس الابتدائي ليعود إلى ثانوية السلط "مصنع الرجال” ثم في طولكرم بعد ذلك التحق بمعهد الحسين الزراعي لمدة سنتين وتخرج منه عام 1964م.
نشأ مروان الحمود في بيئة اجتماعية وسياسية متميزة فجميع أفراد عائلته كانوا من الرعيل الأول حيث كان لهم دور مهم في فترة تأسيس وقيام الدولة الأردنية فجده الشيخ نمر الحمود العربيات كان أحد أركان "حكومة السلط المحلية” والتي تشكلت في قضاء البلقاء (السلط – عمَّان – مأدبا) وعلى أثر اجتماع ضم شيوخ القضاء مع المندوب السامي البريطاني السير هيربرت صموئيل في 21 ـ 8 ـ م1920 كان الشيخ نمر الحمود العربيات أحد ممثلي أهل السلط في مجلس شورى حكومة السلط الذي تمَّ اختياره بالانتخاب ، وشارك نجله عبد الله النمر الحمود العربيات في حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى المشكلة في 28 ـ 9 ـ م1938 بمنصب مدير للمالية ثم شارك في حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى المشَّكلة في 6 ـ 8 ـ م1939 كوزير للشؤون المالية والاقتصادية.
أما السيد عبد الحليم النمر الحمود وهو والد (مروان الحمود) فقد كان إحدى الشخصيات الأردنية المرموقة جمع ما بين الهم العربي والشأن السياسي والاجتماعي المحلي قلما توفرت في غيره فقد بدأ عبد الحليم النمر دراسته الابتدائية بمدرسة السلط ثم انتقل إلى كلية الحقوق بجامعة دمشق وبعد تخرجه عَمًلَ بوظيفة حكومية وشارك في المجلس البلدي وانتخب رئيساً لبلدية السلط من عام 1944 – م1947 كما تم انتخابه ممثلاً عن السلط في أول مجلس نيابي في حكومة المملكة الأردنية الهاشمية عام م1947 وقد أصبح عضواً في الكتلة المستقلة التي كان صالح المعشر ناطقاً رسمياً باسمها ، عَمًل رئيساً للمجلس النيابي في الفترة ما بين عامي 1951 – م1954 ، تقلد عبد الحليم النمر العديد من المناصب فقد أصبح وزيراً لعدة مرات للدفاع والداخلية والمالية. شارك عبد الحليم النمر مع شفيق إرشيدات وسليمان النابلسي في تشكيل الحزب الوطني الإشتراكي حيث تمكن هذا الحزب من تشكيل حكومة برئاسة سليمان النابلسي ، وقد أصبح عضواً في مجلس الأعيان الأردني.
ارتبط عبد الحليم النمر بالشهيد وصفي التل بعلاقة صداقة حميمة وقد قال فيه وصفي التل: "إنه الإنسان الغالي العزيز … لم يكن عندي مجرد الأخ العزيز أو الصديق الحميم الوفي لم يكن أبو مروان مجرد ذلك بل كان تجسيداً شريفاً واضحاً لمجموعة قيم وصفات تجعل من فقده خسارة لا تصيب أصدقاءه وأقرباءه وعارفيه فحسب بل تصيب كذلك كل من آمن بقيم الخير التي تعبر عنها حياة الإنسان الخيًّر الطيب”.
انتخب السيد مروان الحمود رئيساً لبلدية السلط عام 1968 ، وقد عَمًل جاهداً لخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم ونظراً لتفانيه في العمل وإخلاصه المطلق لوطنه وللمواطنين فقد أحبه جميع من تعامل معه أو سَمًع به كونه عًرف بصفات عدة كسعة أفقه وطيبة قلبه ودماثة خلقه ، يبذل كل جهده لخدمة الناس دون تفريق بينهم ، وذلك استكمالاً لما بدأه والده ، عُين في عام 1971 عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الوطني ثم تم انتخابه رئيساً له وعندما شكل السيد زيد الرفاعي حكومته الأولى عام م1973 جاء السيد مروان الحمود وزير داخلية للشؤون البلدية والقروية ثم شارك في الحكومة المشَّكلة في 23 ـ 11 ـ م1974 وزيراً للزراعة وقد شغل المنصب نفسه في حكومة الرئيس زيد الرفاعي والتي تم تشكيلها في 8 ـ 2 ـ 1976م. وجاء من جديد وزيراً للشؤون البلدية والقروية في حكومة الرئيس مضر بدران المشكلة في 13 ـ 7 ـ م19576 وفي حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكلة في 4 ـ 4 ـ م1985 جاء وزيراً للشؤون البلدية والقروية والبيئية ثم أصبح وزيراً للزراعة في تعديل جرى عليها في 4 ـ 1 ـ م1986 وعندما شكل السيد عبد الرؤوف الروابده حكومته في 4 ـ 3 ـ م1999 جاء السيد مروان الحمود نائباً لرئيس الوزراء في هذه الحكومة.
اختير عضواً في المجلس الوطني الاستشاري الأول والثاني والثالث خلال الفترة الواقعة بين 1978( – 1984 م) وقد تم انتخاب السيد مروان الحمود كعضو في مجلس النواب عن قضاء السلط في الفترة ما بين 1984( – 1988م) وانتخب مرة أخرى نائباً عن محافظة البلقاء 1989( – 1993م). وفي عام م1993 اختير عضواً في مجلس الأعيان ولا يزال أحد أعضائه إلى اليوم.
وقد ارتبط معالي مروان الحمود بعلاقة طيبة ومميزة بالراحل الكبير الحسين بن طلال طيب الله ثراه وقد قال فيه: "الملك الحسين بن طلال الذي أحببناه وعاصرناه وعشنا معه في هذا الوطن الذي أحببناه كحبنا له. فقد سعى المرحوم طيلة ما يقارب النصف قرن في بناء الأردن الحديث واهتم بإنسانه فبنى وطور ووضع أسس نهضة علمية وثقافية وصناعية وتجارية عمرانية عملاقة. سنذكره ونتذكر سعيه الحثيث بأن يكون الأردن القدوة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهذا ما نتمتع به الآن. وها هو جلال الملك عبد الله الثاني يسير على نهجه بخطى ثابتة قوية لأنه تخرج من مدرسة الحسين ويحيط به شعب وفيّ صادق أمين”.
يرتبط معالي السيد مروان الحمود برجل الوطن والدولة السيد زيد الرفاعي بعلاقة صداقة قلما تجد لها مثيل ومن الجدير بالذكر أن السيد زيد الرفاعي أحد رجالات الرعيل الأول الذين ساهموا في بناء وتطوير الدولة الأردنية وخلال مسيرة حياته المكللة بالنجاح والعطاء ما عرف لا طريق الحق والصواب ، طريق الصدق والإخلاص فكان ذا حس شخصي وشعور بالمسؤولية وتحمل للواجب ، نال ثقة الهاشميين بكل جدارة عُرف عنه الحزم والعزم والقدرة على تسيير دفة الأمور ، وقد عمل السيد مروان الحمود مع دولة السيد زيد الرفاعي في عدة حكومات وكانا متفقان على القضايا الداخلية والخارجية.
تمتاز شخصية معالي السيد مروان الحمود بانتمائها الواسع إلى الثقافة العربية واعتزازها بالحضارة العربية الإسلامية فهو مدرسة بالانتماء للوطن والأمة حمل على عاتقة ومن خلال المناصب التي تقلدها في الدولة الأردنية مسؤولية بناء الوطن ورفد مسيرته بكل ما لديه من طاقات وإبداع وأخلاق ومروءات فهو ينحدر من عائلة أردنية عريقة توصف بالطبية وعنوانها الكرامة.
لقد قدم معالي مروان الحمود صفحة ناصعة في تاريخ الأردن وشغل موقعاً مهماً في ذاكرة الوطن ، فقد كان رائداً في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي قدم الكثير لوطنه وكان عطاؤه منقطع النظير دون أن ينتظر المقابل وقف لجانب العديد ودعم الكثير بكل استطاعته بذل الكثير من العطاء واجتهد ونال ما طمح إليه.
بقلم الاعلامي محمد راكان القداح .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير