التعيين لأقارب الوزراء والنواب الأكرمين
الأربعاء-2019-02-06

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - روشان الكايد
إحقاقا للنزاهة والشفافية والعدالة ؛ وردنا خبر تعيين لأشقاء نواب في مناصب يقال عنها ذات بعد قيادي أو للدقة (وظائف قيادية) والغريب في الأمر أن تتوازى التعيينات الجديدة مع خط القرابة والتنفيع على شكل نائب أو وزير ..
إن ما يحدث لا يعد سوى قلبا للأوراق وبناء العديد من الحفر والفجوات أمام كل مواطن أردني يحمل شهادة علمية رفيعة تنتظر حقها في رؤية ضوء الاستحقاق على أسس مشروعة لا منزوعة ..
كم من عقول ومتعلمين في القرى والبوادي والأرياف والمحافظات بل وحتى العاصمة ؛ يحملون شهادات على أعلى المستويات من داخل الأردن وخارجها ، من جامعات حكومية وخاصة ، وبتقديرات عالية ، وبطموح كبير ، وبهمة تصقل الصخر ، وبروح من الاصرار تذيب كل معضلة تقف في دروب التقدم والانجاز والمثابرة ، لكن المؤلم أن شرارة البدء لا يمتلكها هؤلاء ، وصافرة الانطلاق ليست بحوزتهم ، بل انها من ممتلكات وأدوات الحكومة التي تشاطرها بها السلطة التشريعية على أسس التقسيم والتنفيع وهذه المشاطرة هي لا على أسس توزيع قانونية أو مواثيق ومرجعية إدارية ، بل على منطق ( هات وخذ ) ، في نوع من المساومة المؤلمة والمقايضة العالية المستوى التي يدفع ثمنها الشعب بدءا من لقمته التي يتم المزادوة عليها عبر الضرائب والاسعار وغيرها وحتى الانجاز عبر القفز عن الخبرات وتجاوز الكفاءات والعقول النيرة وإعطاء من لا يستحق كل منصب متاح على الفور كتوزيع طبقي ( طبقة السلطة والتنفيع) ولكم في أرقام ديوان الخدمة المدنية (الدور) خير مثال ، لمن يبقى لسنوات على ذات الرقم أو يتراجع رقمه لأسباب غير معلومة ..
المؤلم ليس الظلم وحسب ؛ انما استمراريته هي التي تترك جرحا لا يبرأ ، تهدم ثقة انسان بعطائه ، تطفىء شموعا من الأمل ، تقتل كل بوادر الصبر ، ومساحات الانتظار ، هذا بالضبط مايفعله نائب أو وزير حين يغتصب حق الناس ويختص بخاصته به ، وينزع المكان المناسب من الشخص المناسب للشخص غير المناسب ، ويستمر مسلسل التهميش وسوء الادارة وغياب القرار السليم ، والحل القويم لأزمات الوطن عبر تفويض الدور الهام للعقل الذي يجهل آلية العطاء والاهتمام
إن مايحدث في الوطن من أساليب متعددة وطرق مستزيدة في التنفيع والتعيين ، يفضي الى مسلكين تسير بها عقول الشباب الملهمة ، فأما أن ترضخ للواقع وينساب ابداعهم في قوارير النسيان على رفوف الصبر البائس ، واما هجرة تلك العقول وايقادها واستثمارها لما ينفع ما يستحق الانتفاع من بيئة جاذبة للابتكار والكفاءات ولكن خارج الوطن ، وفي الحالتين لن ينتفع الوطن منهم ولن تسير خطى الحضارة على ثراه قيد أنملة ومازال في غرف القرار من يتوغل ويختص ..
الموضوع مؤلم ، وممتد منذ عقود ، لكن على مجلس النواب أن يخجل من الشعب الذي جاء به للمجلس ..

