النسخة الكاملة

دولة الإنسان..مجرد حلم

الأربعاء-2019-02-06
جفرا نيوز - جفرا نيوز - وجدي الجريبيع

تفاجأت من مقولة رئيس وزرائنا الخلوق بأننا في الأردن نترجم دولة الإنسان إلى واقع نعيشه !!!؟؟
ولكن كيف ومتى وأين ولماذا والكثير الكثير من أدوات الإستفهام تضعنا في خانة الشك فيما يقوله دولة الرئيس .؟؟؟
كيف نعتبر أنفسنا في دولة الإنسان وحولنا الكثير من الفاسدون والانتهازيون والمنافقون ؟
لماذا نتحدث عن الأمل والتغيير ومن حولنا ظلاميون وحيتان نتنة تقف عائقاً أمام التغيير ...
متى نصل لبرلمان ناصع البياض في وقت أصبح من الصعب أن تعثر على نائب يقول الحقيقة ويقدم رؤى عميقة لمشكلات الوطن ، بينما وهو فى الواقع نائباً بليدًا وعاجزًا أمام هموم الوطن والمواطن وغضنفراً في الدفاع عن مصالحه وسلب حقوق الناس والتوسط على حساب الكفاءات لأشقائه وأقاربه حتى ولو كان منهم صاحب عكاز .
متى نتخلص من المنافقون «العابرون للحكومات والبرلمان »الذين يمتلكون قدرات على البقاء والفوز ؟
متى تدرك حكومتنا أن المواطن البسيط العادي محور الوجود وموضع العناية وغاية الغايات في التشريعات والنظم وليس النواب وطبقة السياسيين الإنتهازية ، وأن على المواطن تدور رحى الآمال والتطلّعات، وله تسخّر الطاقات وتوظف الخبرات، ولأجله يكون العمل والبناء والإنجاز لكي يعطينا الإبداع .
متى تدرك الحكومة أنّ انتماء المواطن لدولته وإيمانه بوطنه رهن بمستوى موقعه في هذه الدولة ومحله في الوطن ومدى تحقيق العدالة في التعامل معه ،فالحكومات التي تضع في أولى حساباتها مصلحة مواطنيها وتسعى لتوفير الحياة اللائقة والكريمة لهم وتسوسهم بالعدل والإحسان هي حكومات تُكتب لها الحياة وتضمن لذاتها ولمواطنها الموقع المتقدّم والمميز بين الأمم الراقية المتقدمة.
متى تعي الحكومة ورئيسها أن مشكلتنا في أننا لم نفكر بعد ببناء دولة الإنسان بعكس ما صرح به بأننا بدأنا نترجمها لواقع نعيشه ، بل على العكس تماما ستبقى مجرد حلم طالما أن هناك بيننا فئة تحاول أن تبني دولة على قياسها, دولة بحجم مكاسبها ومصالحها وبحدود امتدادها الجغرافي والعشائري ، ولا ضير لديها إن قامت مصالحهاعلى حساب أوجاع الناس وحقوق الغير .
متى تعي الحكومة أن النهج الذي تسير به في إدارة الدولة وأزماتها خاطئ يعيق تقدمنا الى دولة الإنسان ويضعنا في طريق مسدود لا أمل فيه ،وعند إداركها لهذا الخطأ تجدها تتهرب من المسؤولية وتضع اللوم على غيرها دون أن تذوق مرارة ما صنعته بقراراتها ،ليبقى الشعب من يتجرّع مرارة سوء أفعالها ، ويقاسي ويلات سياساتها وحده في عراء البؤس والفاقة يستجدي وطناً يحميه من جور الدهر وقساوة الأيام .
متى ومتى وسنبقى نقول متى ما دام النهج كما هو ....

لك الله يا وطني ..
لك الله يا شعب ....
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير