نخطيط المناهج (5) النص اللغوي

جفرا نيوز - جفرا نيوز - تناولت في تخطيط المناهج (4 ) بعضًا من مزايا يتطلبها النص اللغوي المرموق. وهنا ، سأضيف مزايا ، لا بد أن تكون في ثنايا النص اللغوي، ومنها جمالية النص المنبثقة من الصور الفنية ، والخيال الواقعي ، والتخيل، والتصوير، حيث تجعل الطالب يعيش جوّ النص اللغوي، ويتذوق جماليته؛ ليكتسب مفاهيم وتراكيب وأساليب لغوية في غاية الروعة والجمال؛ لتنضمّ إلى مخزونه اللغوي ؛ لتساعده على إنتاج لغة جديدة.
فاللغة تكتسب بالاستماع، وتنمو بالقراءة، وتوظّف في المحادثة والكتابة،وفي تنمية التفكير المتعلق بمهارات التواصل اللغوي الخمس الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والتفكير.وهذا هو التكامل في المهارات اللغوية. إذ لا ينفصل التفكير عن أيّة مهارة من مهارات التواصل اللغوي.
فبالإضافة إلى جمالية النص ومزاياها يجب أن يتصف النص اللغوي المنشود بجملة من القضايا الأساسية والمصيرية، والقضايا الاجتماعية كمًا ونوعًا ؛ ليتبصر فيها الطالب بمساعدة المعلم. وهنا ، فالنص اللغوي يقدم خدماتٍ سلوكية تنعكس إيجابًا على سلوك الطلبة، وبمعنى آخر، فالنص اللغوي يتحدث عن نفسه، يعالج قضايا اجتماعية وثقافية تعود بالنفع والفائدة على المجتمع عبر تنميتها لدى الطلبة؛ لأنّ وظيفة النص اللغوي تبصير الطلبة بقضايا مصيرية ، وهذا من الأهداف العامة للنص اللغوي، عدا الأهداف اللغوية المتخصصة المقصودة.
فالمنهج اللغوي يتضمن مجموعة من النصوص، وقد تنحصر في دائرة إطار الوطن ؛ الأمر الذي يجعلها تتمركز حول الوطن . وفي هذا الجانب ينحصر الطالب في دائرة ضيقة. فكيف يكون الطالب في القرن الواحد والعشرين، وهو ضمن هذه الدائرة فقط؟ وهذا، لا يعني أن نترك هذا الجانب الهام، بل علينا أن نكامل الجانب الوطني مع الجانب العربي، ومع الجانب الإسلامي، بالإضافة إلى الجانب الإنساني؛ لأنّ الثقافاتِ كثيرةٌ ومتنوعةٌ وغنيّةٌ. وهنا ، تتسع دائرة الطالب وثقافته في ضوء منهج متكامل فيه الجوانب الوطنية، والعربية، والإسلامية، والإنسانية. وللتخطيط بقية ..
الدكتور سماره سعود العظامات
دكتوراه فلسفة في مناهج اللغة العربية وأساليب تدريسها