النسخة الكاملة

عيون الذئاب طالة , فلنفقتلعها معا, شعبا وقيادة !

Friday-2019-01-18
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر العبادي


لامني بعض الإخوة الوطنيين المعلقين الأنقياء, إذ أشرت في مقال سابق, إلى " معارض! " خارجي يبشرنا كل يوم بإنه قادم كي يحكمنا ! , وآخرين ينبئوننا تباعا, بأن بلدنا " على كف عفريت " والعياذ بالله , وأصر أولئك الإخوة, على أن هؤلاء مجرد نكرات لا أكثر ! .

لا علينا , سأحترم رأيهم , ولكنني أجزم أن من لا يرى بالبصيرة لا يرى بالبصر , ومن هنا , فإن بصيرتي المتواضعة تقول , أن هنالك مخططا إسرائيليا يحظى بدعم دولة كبرى, وله أعوان ناكرون ماكرون كثر , غايته تآمر كبير على الأردن, وعلى مستقبله , وعلى نظامه السياسي, كمملكة أردنية هاشمية.

كل المؤشرات الإقليمية والدولية وبمساعدة أعوان كثر , تؤشر على صحة ما أقول , ولهذا, فأنا أدعو وأطالب سائر الأردنيين الوطنيين المتبصرين, ومن كل أصل وفصل , للإنتباه والحذر, والوقوف مع " الملك " وحوله, ناصحين محاورين أمناء , لصد ذلك المخطط الظالم الخبيث , مهما كان الثمن , فلا قيمة تعلو بعد الإيمان بالله الواحد الأحد , فوق قيمة الوطن ! .

يجب , نعم يجب, أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال , وأن لا نخذل بلدنا وقيادتنا , فلا بد من أن نرفع من سوية خطابنا الحراكي السياسي المطالب بالإصلاح , بصدق وبوطنية راقية , وبموضوعية تعي حجم التحدي , وتترفع عن كل خطاب أو هتاف يصب من حيث لا ندري , في خدمة ذلك المخطط , الساعي بخبث إلى خراب بلدنا, وإجتثاث دولتنا , وطمس هويتنا, واللعب بمستقبل وطننا , خدمة لمصالح أخرى ,غايتها حل قضية فلسطين التاريخية ,على حساب آلامنا ودمائنا وشهدائنا ومعاناتنا وحقوقنا التاريخية الراسخة , أردنيين وفلسطينيين معا , وقلم قايم, ولا حول ولا قوة إلا بالله ! .

لم يعد سرا ولا خافيا إلا على المغفلين أو المتغافلين, أن ما يسمى بصفقة القرن قد نفذت عمليا معظم فصولها , ولم يتبق إلا الإحتفال بإعلان الفصل الأخير منها , وها هي التسريبات الصحفية الأميركية والإسرائيلية الموجهة لجس النبض , تتوالى , وتجد من يتعمد تكذيبها منهم, لغاية في نفس أكثر من يعقوب , ونحن نبدو كما لو كنا في غفلة من أمرنا, في مشهد يبعث على التساؤل ! .





عندما أنادي بدعم " الملك " والوقوف معه وحوله وحول الوطن , فأنا إنما أنادي بأن يقف الأردنيون جميعا ومن كل أصل وفصل , وهم اليوم وجميعا , على المحك , وقفة وطنية صلبة واضحة ترفض كل مشروعات التصفية الرعناء للقضية الفلسطينية , وفق أهواء ساذجة لا تدرك معاني تشبث الأردنيين بوطنهم , ولا تشبث الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة في وطنهم فلسطين .

لا بد وأن يتيقن البعيد والقريب , من حقيقة أن أية أحلام مريضة , وأوهام خسيسة تتجافى مع هذه الثوابت غير القابلة للنقض أو الإختراق , هي مجرد أوهام تهون الأرواح , دون تمريرها, أو القبول بها , وتحت أي ظرف كان , وفي أي زمن كان ! .

مرة أخرى , يبشرنا معلقون إسرائيليون وأعوان لهم خونة من بني جلدتنا , بأن الأردن الجديد سيولد قريبا ! , ويقولون ولا يخجلون , أن الأردن هو فلسطين , وأن فلسطين هي أرض الميعاد , ولا يجدون ردا قاسيا يكبح وجوههم القذرة بأحذية أقذر , فيتمادون في غيهم أكثر ! .

لهؤلاء الأنجاس الذين ينتهزون حصارنا, وإفقارنا المتعمد , وحراكنا المطالب بالإصلاح المشروع , فيفسرونه على هواهم, أو هكذا هم يريدونه , كما لو كان موجها ضد قيادة الأردن الهاشمية التاريخية , لهؤلاء الأنذال نقول , ويجب أن نقول جميعا وبصوت واحد وعلى قلب واحد , هذا البلد إسمه المملكة الأردنية الهاشمية , وسيبقى كذلك إلى يوم الدين , والهاشميون هم رموزه وقادته , وكل من يتوهم, أو حتى يخالط تفكيره, حلم مريض بائس بخلاف ذلك , سيجد الأردنيين جميعا أرواحهم على أكفهم, في مواجهة أحلامه اليائسة الشريرة , فلن تمر المؤامرة إلا على أجسادهم , ووطن بناه آباؤهم وأجدادهم الصيد بقيادة الهاشميين الأخيار , وبالدم, والدمع, ومر المعاناة وقهر الرجال , وإنتزعوه من براثن الذئاب , لن يتخلوا عنه كما هو, إلا إذا فنوا جميعا ! .

أما فلسطين وقدسها الشريف التي يرونها مجرد أرض ومدينة بمقدورهم إنتزاعها من صدورنا جميعا أردنيين وفلسطينيين , فهي فلسطين التي على ثراها وعلى أسوار قدسها الشريف , خضنا أصدق المعارك, وإستشهد أحرارنا, وروت دماء شهداء جيشنا الباسل, ومناضلينا الأحرار, أرضها الطهور منذ العام 1936 , وسنظل جندها الأوفياء, حتى جلاء المحتل الغاصب عنها , حتى لو تردد غيرنا, أو تسلح الغاصبون بكل ترسانات الدنيا , فنحن أصحاب حق , ونحن وحقنا عند الله إثنان , وهم مجرد واحد غاصب ! .

من جديد .. المؤامرة حاضرة , وتنفذ تباعا بحصارنا , وتجويعنا, وضرب فئاتنا المجتمعية بعضها ببعض, وتئييس شعبنا من إمكانية الإصلاح , بهدف تحطيم شعلة الإنتماء في صدورنا , ومحاولة فك الإرتباط الوجداني الراسخ المكين بين شعبنا, وقيادته الهاشمية , ووضعنا رغما عن إرادتنا في مواجهة قوانا الأمنية , وإشاعة مبررات الجريمة والمخدرات ومعاندة القانون والنظام العام بين صفوفنا , وهذه وغيرها كثير , ممارسات غايتها النذلة الخسيسة , جرنا في لحظة ما هم يتمنونها , إلى هاوية الفوضى لا قدر الله , وخابت أهدافهم بعونه تعالى .

ومن جديد أيضا , نحن مع قيادتنا الهاشمية, وعنها لن نتخلى, وتحت أي ظرف أو مبرر كان , ونحن متشبثون بإرث الآباء والأجداد , المملكة الأردنية الهاشمية , وعنها وعن فلسطين لن نتخلى أبدا أبدا, حتى لو تخلت عنها الأمة كلها , وحتى لو كان آخرنا طفل رضيع ! . هذا ما يجب أن يكون عليه خطابنا للإقليم , وللعالم كله , اليوم , وكل يوم .

أخيرا وليس آخرا ,علينا , نعم وبكل صراحة ووضوح , علينا شعبا وفيا, وقيادة كريمة , أن نتصارح, وأن نلتقي ونتشاور, وأن نتدارس واقعنا, وما يتهددنا من مخاطر جسيمة, ومؤامرة لئيمة , وأن يشد بعضنا أزر بعض , وأن نذهب وفورا , نحو حكومة وطنية سياسية تمثل كل الوطن , مدينة وقرية ومخيما وبادية , حكومة يعهد إليها أمر الإصلاح الشامل سياسيا إقتصاديا إجتماعيا, وعلى كل صعيد , كي نحصن بلدنا ضد كل المؤامرات والمتآمرين أيا كانوا , وإلا, فنحن لا قدر الله , كمن نسلم رقابنا لمن لا يريد بنا وببلدنا وبتاريخنا ووجودنا خيرا . الخلاصة , عيون الذئاب طالة , فلنقتلعها معا , شعبا وقيادة . الله من وراء القصد, وهو سبحانه المستعان .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير