تخطيط المناهج (3) اختيار النص اللغوي
الأربعاء-2019-01-16

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د.سمارة العظامات - فلسفة في مناهج اللغة العربية وأساليب تدريسها
تحدثت سابقًا عن تخطيط المناهج ( 2) ، والمتعلقة بالأهداف اللغوية. وهنا ، أتحدث عن اختيار النص اللغوي في الوحدة الدراسية، وعن جزئية واحدة فقط، ولن أعطي الموضوع حقه ؛ لأنه يحتاج إلى تفصيل عميق.
إن عملية بناء الوحدة الدراسية ليست سهلة، وتحتاج إلى نظرة شمولية فاحصة لواضع المنهج تساعده في تحقيق بنائية سليمة للوحدة الدراسية.
وهنا ، تنطلق الوحدة الدراسية من المحور الأساس لها، وهو اختيار النص اللغوي، الذي يتمثل في نصٍ يَعرِضُ مشكلةً أو ظاهرةً ما، بحيث يكون النصُ المحورَ الأساس، الذي يكون عمدةَ المسرح اللغوي وعملياته، وما يتضمنه من معايشة للغة العربية : نحوها وصرفها، وفنونها ومهاراتها. وهنا، أقول : أنّ النص اللغوي يجب أن يتمتع بالمرونة بحيث يمكن تناوله في سياقات مختلفة، ونشاطات لغوية متنوعة. كما أن جانب التحفيز في النص يشكل مرتكزًا هامًا؛ لأنّه يساعد الطلبة، ويشجعهم على التعامل مع نصوص جديدة فيها أصالة، ومحفزة للذهن والتفكير.
كما أنّ قابلية النص كمرتكز آخر تفتح آفاقًا ومساراتٍ جديدةً، تنمي التفكير لدى الطالب كي يقوم بأنشطة يربطها بالحياة اليومية. وهنا، نبتعد عن النصوص الجامدة، التي لا تفتح ذكاءات جديدة لدى الطلبة.
ومن ناحية الأفكار المتضمنة في النص اللغوي، فكلّما كان النصُ اللغويُ غنيًّا بالأفكار؛ فإنّه يتيح لواضع المنهج إعدادَ أنشطةٍ لغويةٍ مختلفةٍ، تشملُ أسئلة متنوعة، وقضايا لغوية ، وبلاغية، وإملائية، ونحوية، وصرفية، وغيرها، ممّا يؤدي إلى تنمية المهارات اللغوية لدى الطلبة في سياقاتها الطبيعية. وهذا أيضًا ينعكس على أننا ندّرس كيفًا لا كمًا، وعلى وحدةٍ مبنيّةٍ على الكيف تتمتعُ بالمرونة، والتحفيز والقابلية، وغنية بأفكارها. وللتخطيط بقية ...

