النسخة الكاملة

المهندس البطاينة يكتب : ( مستقبل الاْردن شاحب في ظل غياب الطبقة الوسطى )

الأحد-2019-01-13 12:08 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينه
طبقة من طبقات المجتمع ضاعت وأختفت دون رجعة !! وأصبح أصحابها يبحثون عن نقطة عودة دون أمل !! فقد كانوا مستورين ولا يحتاجون إلى احد ولا يمدو إيديهم للسؤال !!! ولكن سرعان ما أصبحوا في حالة ضيق وتعب لحد أن الحياة أصبحت صعبة عليهم ، وباتت بعض الأسر يمر يوماً عليهم دون ان يملكون قوت يومهم ، ولَم تصبح لديهم أحلام حتى تتحقق ولا جرأة حتى أن تحلم ؟

&٠ فمفتاح النهوض نحو المستقبل كان وسيبقى في مدى المقدرة على نمو الطبقة الوسطى المستقلة ذات الحس المستقبلي ، فضعف وغياب تلك الطبقة هي أحد التي تلعب دوراً كبيراً في تراجع المجتمع الاردني وهم عماد نهضة أي مجتمع !!فبدون طبقة وسطى مستقلة فاعلة أقتصادياً وغير معتمدة على الدولة لن يكون هنالك نجاح في التقدم والتنمية وضمان الحريات !!! فهم مفتاح الأصلاح في جميع المراحل وبدونهم المستقبل شاحب !!!
فقد دخلت الطبقة الوسطى نفقاً مظلماً خلال العشر سنوات الاخيرة ، وهو ما يُمثل خطراً شديداً على تماسك المجتمع ومناعته السياسية والأمنية !! فالمؤشرات الأقتصادية أمامنا تؤكد ان الهوة بين الطبقات الغنية والفقيرة تتسع وتُظهر ان الهرم الاجتماعي الاردني في خطر ؟ فالطبقة الوسطى تلعب دور ضابط إيقاع الأوضاع الاقتصادية ، حيث أصابها اختلالات أضعفت من قدرتها وإمكاناتها في مواجهة تكاليف العيش ومساهمتها في الانتاج عبر خلق قيمة مضافة داخل المجتمع !!! فتاريخياً تعتبر الطبقة الوسطى بمثابة صِمَام الأمان لأي مجتمع بشري ، وكلما زاد عدد تلك الطبقة وحجمها كلما شكلت مصدراً مهماً للاعتدال والأمان المجتمعي !!!!!!! فمن دونهم لا يمكن للمجتمعات ان تنهض وفق هيكل اجتماعي حضاري .
فللأسف فقد ذهبت تلك الطبقة دون رجعة فزادت طبقة الأغنياء وزادت معها طبقة الفقراء اصحاب المقولة الشهيرة ( الجنة للفقراء ) علماً بأن اصل المقولة أخترعها الأغنياء لتصبير الفقراء على فقرهم !!!!! وان يرضوا بحالهم ولا يحاولون التطلع الى أعلى ؟ فتأكل الطبقة الوسطى في أي دولة يرجع بصورة رئيسية إلى التوزيع غير العادل للثروات إضافة إلى ميلان كفة الفساد على حساب الأعتدال في الإنفاق والإيرادات .
٠ فالحل يكمن في إعادة التوازن إلى مسألة توزيع الثروات على المواطنين والحد من الفساد ومحاربته ، وإعادة أحياء دور القطاع الخاص ودور المجتمع المدني وتغير نظام التعليم لخلق كفاءات في سوق العمل وخلق مناخ إقتصادي وإجتماعي وسياسي يعزز مفهوم المشاركة والمواطنة من جهة ، ويربط الاردني بأرضه حتى يصبح قادراً على العمل والإنتاج ، ويملك عمل وبيتاً يغنيه عن التسول أو الاحتجاج ضد الدولة والنظام !!!!!!!!! فألى متى هذا الضياع فالدولة تتلاعب بالمستقبل ؟  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير