النسخة الكاملة

الى الرزاز .. أين تبخر الاستثمار ؟

السبت-2019-01-12
جفرا نيوز - جفرا نيوز - روشان الكايد
بداية نحن ندعم ونؤكد حقيقة أن الدولة تشكو من ضائقة اقتصادية تحولت الى أزمة صعبة ، وكانت الظروف الخارجية ذات دور فعال في تباطؤ عجلة الاقتصاد ، من ثورات الربيع العربي للاجئين واغلاق الحدود ، ولكن هذه الظروف لا تتحمل مسؤولية ضعف الاقتصاد بل ولا تلعب دور البطولة في انهيارات القطاعات المختلفة ( الصناعية ، التجارية ، الزراعية ) ، حيث يشاركها هذا الدور الهدام ، أيادي الفساد التي تغولت في المؤسسات ، واقتنصت كل فرصة لتغرف من المال العام ، وتجعل المديونية في أعلى مستوى ، وكل ذلك يتم وفق أسس ( عطاءات ، تنفيعات ، حوافز ، مكافآت ، نفقات سفر خارجي وهكذا ) ..

وجاء الرديف الداعم للفساد في اضعاف الاقتصاد هو غياب الوعي الحقيقي لدى الحكومة وفجوة الاحساس بالمسؤولية تجاه ما يحدث من انعدام توفر المناخ الملائم للاستثمار ، والذي كان يسير على استحياء وبات اليوم مناخا طاردا بشكل صريح لكل بوادر الاستثمار لا وبل استطاع ان ينهي وجود مصانع عريقة تعتاش منها مئات الأسر ومنذ عقود مضت ، فمصنع مذيب حداد الذي تأسس في عام 1975 ها هو يغلق أبوابه ويسرح 120 موظفا ؛ أي انه بقي يتحمل كل المعيقات وضعف التشجيع وارتفاع الضرائب لما يزيد عن أربعة عقود ..

فإن كنتم ( كحكومة تملك الادارة العامة لتسيير شؤون البلاد ) تشتكون من معدلات البطالة المرتفعة ، وضعف الاستثمارات ، فلماذا لا تبحثون في سبل غرس الاستثمار لا طرده ، وتعميق المشاريع التي تدعم الحفاظ على العمالة المحلية وتحرك عجلة هذا الاقتصاد ..

اذا كانت الضرائب قد اثقلت كاهل المواطن ، فها هي تغلق الشركات والمصانع أيضا ، فمن كان يصدق أن مصانعا عاشت لعقود من الزمن تغلق بسبب براثن الكهرباء والضريبة وزيادة كلف الانتاج ، فإلى متى وزير الاستثمار يتجول ويتحدث بدون أن يفعل ومن المستفيد من تحويل الاردن بمدنه الصناعية ومصانعه الى مدينة أشباح ؟!

ان قطاع الصناعة اليوم في ازمة حقيقية ، وأما قطاع الزراعة فهو يشكو أيضا من الضرائب و(همسات الاستيراد) وأما التجارة فقد بات الكساد واضحا وها هو يخرج من الأسواق ليجتاح المصانع ..

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير