النسخة الكاملة

السادة النواب.. وغيرهم !!

السبت-2019-01-05 11:28 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة
و أنت تستمع لخطب السادة النواب في مناقشة الموازنة تقف بحواسك الرخوة ترتجف أمام مسرحيات أستعراضية تراجيكوميدية . هي ليست ديمقراطية ، فلا ديمقراطية مع ظلم و قهر و جوع وفقر وعوز ، و ليست مسألة سجال سياسي ،فلا الشعب يمكن أن يتعايش مع سلطة تدفعه ليكون جايعا و مهمشا ومضروبا على قفاه .
الأردنيون ليس جديدا عليهم "خيبة الأمل" من السادة النواب . ومن أختاروهم ليقفوا على عتبة مراحل جاثمة على نفوس الأردنيين ، مراحل من جنون بالقرار الاقتصادي ، و يلاحقها جنون سياسي .
ولو أن السادة النواب يتحسسوا جباههم قبل أن يصعدوا المنصات ، وليقروا ماذا يمكن أن يقول الأردنيون لهم ، و هم يسمعون دبيب قتل بطيء يزحف في أجسادهم وأرواحهم المهترئة ، و بعيشهم المتحول من فقر الى فقر مدقع يدق أبواب كل الأردنيين .
لو فقط يعيرونا صمتا فهو الأفضل ، من يحملون لقب نواب الوطن "الامة " ، لو يسكتوا بكون افضل كثيرا ، ولو لم يعقدوا جلسات يكون أفضل كثيرا وكثيرا ، ولو يروحوا على بيوتهم يكون أمرا جلالا و عظيما ، و الله هو العليم .
أليس من تنطقون باسمهم تحت القبة يقولون لكم أرحلوا ، فانتم لا تمثلون أحدا ؟ لا تمثلون غير أنفسكم كنواب لا مواطنيين واحدا واحدا ، و أسما خلف اسم .
مهما رموا علينا من شعارات سياسية براقة ، ومن خطب رنانة ، و ترميم لواجهات بتجميلها تحت مسمى المدنية و الحداثة والعصرنة بانها لن تخفي خرابا عظيما قائما و آتياً .
و أيا كانت محاولات من يطرحون مشروعا بديلا في الدولة الحقيقي و الزائف منها لاقناعها الاردنيين بانهم غادون للمستقبل و أسكاتهم بان التغيير والاصلاح قادم لا محال وان مفاتيحه وادواته بتأسيس حزب سياسي .
الأردن غير مهيء بعد ، الانتقال من عقلية العصا و الحصمة و والقطعة الى الدولة الحديثة ، كلام ليس مكانه الان ، و ما يجري اليوم أشبه بالاردن قبل نصف قرن و أكثر ، لا شيء قد تغير الا الانحدار نحو الاسواء بكل ما هو عام سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا .
في الأردن الجديد المواطن يبيع صوته ، ونواب يشترون يشتري كراسي النيابة بالفلوس ، و المواط ليس بالمعنى الديمقراطي ناخبا ، من شأنه أن يشارك في أختيار ممثله في البرلمان ، وان يحدد خياراته المستقبلية بحرية و ارادة و رشد ،ويشارك في صناعة مستقبل شعبه ووطنه .
في الأردن ، الأنسان محكوم نبيويا بكل أنواع القيود ، ولربما أن بعضها يولد معه ، وترافقه الى قبره ، وتمنع عنه أمكانية أن يصبح مواطنا محترما وحرا : الانتماء الجغرافي و الهوية الاجتماعية و المنطقة و القرية و العائلة و المستوى الطبقي .
تبيعات لا ترحم أي أردني ، انتهازيون وحرامية سرقوا البشر والحجر ، و عقليات بالية مستبدة ورثت السلطة من جد جدها ، و لا تريد شريكا و لا منازعا ، أقطاعيات سياسية يدور في رحاها زباينيه و ضعاف النفوس و مرتزقة و تجار و سماسرة .
الاردن بلد عجيب وغريب ، وطريف بطعم" اللزة " ، صمم لينزع عن الأردني العادي صفة المواطنة ، يجعلك تابعا وملحقا وتايها ومشوها و مرهون لمنظومة من الاعتبارات و الابتزازات المرئية و اللامرئية . مهرجا ساخط متخبط و يائس في دونيته وغروره .
حقيقة مرة وقاسية ومريبة ، و الأردن على مشارف الاحتفال بمئوية الدولة ، فمازال البلد يراوح مكانه ، وكلما أوشكنا على التحول من رعايا الى مواطنيين ، تتلاحم عوامل ذاتية وموضوعية و داخلية وخارجية ولنعود الى مربع الصفر .
كل مجلس نواب بقانون انتخاب جديد ، ويبقى الحال بغيضا . تظهر و تغييب الحراكات الشعبية ، جموع الاردنيين يخرجون الى الدوار يتوقفون لساعات و من ثم يغادرون على امهات وجوهم ، فلا يعرفوا لماذا أعتصموا و لا يعرفوا ماذا يريدون ؟ وليتحملني الحراكيون قليلا في التوصيف الجارح ، فقد غدا الحراك جزءا من الأزمة العامة على مركب تعقيدها .
الأزمة معقدة ، ولربما هي " لعنة التاريخ" . الكوابيس تعيد أنتاج نفسها رحلت حكومة أو بقيت ، حل مجلس النواب أو بقى ؟ قلاع محصنة محروسة من تحالفات للبزنس و السماسرة و تجار السياسة .
فماذا نتوقع حقا من سماسرة أن يتخلوا عن الككعكة وأن يرموا لنا قليلا منها بطيب خاطر مثلا ، لست كثيرا من المراهنين على أي شئ بالأردن لا شارع ولا حراك ولا قوى ونخب سياسية محافظة و ليبرالية ، وقولوا عني عدميا و عبيثا ، فلست بموارب .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير