النسخة الكاملة

اختصارا ، جهارا نهارا ، في وجه هذا الليل الطويل ....

السبت-2019-01-05 11:25 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - الصحفي : خلدون حباشنه
في ظل ارتفاع منسوب النقد ، وعدم الرضى ، وفي ظل تعالي وتيرة الشعاراتيه الغنائيه وبلوغها مستويات قياسية فنيا وسياسيا واقتصاديا ، ووصولنا مرحلة عدم الثقه والافراط في التجريح من أعلى الهرم القيادي إلى أسفله وفي ظل غياب تنظيمات حزبيه مؤدجله بالمعني المنضبط فكريا وسياسيا فان الأردنيين ونتيجة لحملهم الثقيل وبلاءهم الطويل ليسوا حملا لثورة ولا اضطراب كشعب ومجتمع ودوله وهذا حديث لمن يمنون أنفسهم باضطراب وفوضى يعتقدون أنها ستؤدي إلى ما هو افضل قياسا على ما جرى عند الجيران ولأن الأردنيين ايضا كشعب متسق ومتناغم إنسانيا واجتماعيا وان كان يحتوي وعاؤه الوطني مكونات عده وهو متماسك ومتحاب ومتواد دينيا سواء كمسلمين أو مسيحيين أو كمسلمين فيما بينهم وتجمعه روابط عده تتميز به عن غيره .... وهو كشعب ايضا يمتاز بمنظومه امنيه وعسكريه واستخباريه لم تنساق ابدا نحو الدمويه ... وجل تركيزها على الخطر القادم من الخارج ... هنا على من يجد في نفسه القدره والمكنه والرغبه أن لا يرى في الوقفه على الدوار الاول أو الثاني حتى الثامن وغيرهم من غير الراضين والرافضين للواقع برمته أن يكفوا عن التذمر الذي نعيشه منذ عقود وان نبادر جميعا الى وقفة مع أنفسنا وامام بوابات بيوتنا ومكاتبنا واماكن عملنا لنتامل عميقا ما نحن فيه و لنقدم على التغيير الذي نريد اولا في انفسنا وثانيا في خياراتنا واداءنا ثم إلى خندقنا الشعبي الوحيد عبر انتخاب مجلس نيابي بروح وطنيه وبمشاركة واعيه واختيار يرضي الله والضمير والوطن وهو الذي بدوره يفرض الإرادة المجتمعية والشعبية التي من الممكن أن تحد من تغول وسطوة السلطة التنفيذية وأدواتها ... ففي حين يشارك ٣٠ ٪ فقط ويتخلى ٧٠٪ عن خياراتهم علينا أن لا نتهم من قدموا خياراتهم ايا كانت مدخلات هذه العمليه الاردن وفي اتجاهيه الرسمي والشعبي هو البلد الوحيد في العالم الذي لا يرضى عنه أحد حتى ابناؤه .... رغم كل محاولات حصاره وخنقه وتدميره والحاقه والضغط عليه إلا أنه لابد من الاعتراف أنه نجح في الاستمرار وأتذكر هنا أنه وفي أوج الهجمة القومية الناصرية في مصر ، واوج صعود قومية الثورة في العراق على زمن عبدالكريم قاسم وفي ذروة غرور النظام القومي في سوريا حتى بلغت الأخوة العربية أن تتقدم القوات السورية حتى اربد ويتصدى لها اللواء المدرع الاربعين كان هناك مجلس نيابي في الاردن فيه عضو اسمه " وصفي التل " عليه رحمة الله قال كلمة لرئيس وزراء أدت به إلى الاستقالة فورا وهي باختصار لمن يذكرها " اللي مابقدر يحمي بيته ما بقدر يحمي الاردن ... قدم استقالتك" وهو ما حدث فعلا ... من هنا لا توجعوا رأس الاردن بالتيارات والشعارات والهتافات والانتقادات ونحن نعلم جيدا أن الخلل أساسه فينا جميعا وان الضعف والارتباك والفوضى في الحقيقه هي منتج سياسي سلبي ناجم عن غياب مثلث القوه الشعبيه المتمثل في " القيادات الشعبيه وغياب رأي عام وسطوة الذاتيه " رغم سيادة ثقافه عاليه ووجود مستوى تعليمي متطور وعلى هذا اعتقد أن كثيرين ممن ينتظرون اعلان فتح باب المزاوده سينطلقون باتجاه خلق ما يفند هذا الرأي الا أنني موقن أن ثمة فوقيه مرضيه سياسيه واجتماعيه تستدعي قيام جزر معزوله سياسيا حتى يدخل الأردنيون جميعا عدة انفاق يحفرها البعض بنية واصرار بينما البعض الآخر يجد نفسه فيها بعفوية عاطفيه مؤذيه اكثر ... بعد ما وصل عمرك سبعين سنه اذا ما نجحت في جمع خمستك على الأقل معك تجاه أمر معين فانت فاشل فما بالك اذا كنت على مشارف التسعين وحتى زوجتك مش معك وعايش لحالك فانت فاشل اكثر اذا تصدرت موقفا سياسيا ولا تصلح لإدارة الحشود والجماهير أن كان هناك حشود أو جماهير لان الاردن لم يعد بلدا عشائريا ولا حتى حزبيا ولا تنظيميا بل بات تحت رحمة جماعات متنفعه لا اكثر ... ملاحظة : هذا الرأي لا يعني الرضا والتسليم بما يجري ....
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير