النسخة الكاملة

العيسوي ببذلة الفوتيك بالطفيلة الهاشمية

الثلاثاء-2018-12-25
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - عيسى محارب العجارمة – يجهل البعض الخلفية العسكرية للمقدم يوسف العيسوي رجل الاستخبارات العسكرية الأسبق الذي يشغل اليوم منصب رئيس الديوان الملكي العامر، وتأتي زيارة معالي أبو حسن إلى محافظة الطفيلة الهاشمية وبمعيته عدد من المسؤولين لافتتاح مجمع تطوير وسط الطفيلة ونقل تحيات جلالة الملك لشعبه الوفي بالمحافظة الوفية وسماع همومهم وتطلعاتهم من خلال السفير المخلص للملك والشعب والجيش معا.

هي زيارة عسكرية رفيعة المستوى وان لم يرتدي معاليه بذلة الفوتيك، فالطفيلة ذات بعد ومنظور عسكري واستراتيجي بقلب الملك واستقرارها يعني استقرار عمان والأردن عموما، وهي أول الحب بكتاب الوطن منذ الفتح الهاشمي المجيد ببواكير الثورة العربية الكبرى، فالطفيلة وشعبها في قلب الملك وهم جنود الملك الأوفياء، وتدافع بعض المواطنين في تسليم مطالبه لرئيس الديوان الملكي لا يعني بحال من الأحوال تفسيره بطريقة أخرى كما شوهت القصة بعض المواقع.

إنها قصة الحب والإخلاص والمحبة المتبادلة بين الملك وشعبه ورجاله المخلصين مثل معالي السيد يوسف العيسوي التي تقول سيرته الذاتية أنه كان عنصرا من عناصر الاستخبارات العسكرية بالجيش العربي وما يعرف اليوم بالأمن العسكري , وسبق أن تم انتدابه لمهمات خارجية , وفي فترة الخمسينيات وحتى السبعينيات كانت الاستخبارات العسكرية تتولى المهام الخارجية , وقد بلغ عملها ذروته في عهد الراحل غازي عربيات , حين استطاع وعبر تخفية بلباس راعي أغنام وقطعه الحدود , أن يحدد تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الكرامة وحجم الأرتال والنفوس واتجاه الهجوم , وأن يضع الراحل الحسين بتفاصيل العملية الواسعة الإسرائيلية .

العيسوي خدم في قطر عربي قريب وأتكهن أنها بيروت, في سفارتنا هناك , عقب اغتيال الراحل هزاع المجالي , وقد اتهم وقتها عبدالحميد السراج رئيس الوزراء السوري بتولي العملية وقيل أن عناصرا خارجية اخترقت جبهتنا الداخلية , وقتها كان لابد من تفعيل الأذرع الخارجية للعمل الاستخباراتي و من يعملون في هذا المجال كان لابد من توفر صفات خاصة بهم وأولها :- ذكاء العنصر , وليس أصله أو مسقط رأسه , أو دينه , وأبو حسن العيسوي غادر إلى هناك بوظيفة إدارية في إطار التمويه ، كان عملهم في عاصمة مضطربة تتقاذفها تيارات قومية , مثل القوميين السوريين وكانت مقرا لتجاذبات التيارات السياسية , وهناك أدى مهمته في حماية السفارة وفي منع استهداف السفير الأردني آنذاك , فقد كان هو الآخر بحسب المعلومات مطلوبا رأسه .

ما الذي فعله العيسوي هناك أيضا؟ لقد انغمس في التيارات السياسية مستغلا نسبه وعائلته وأصله وعدم الشك به وعلى ما يبدو فإنه وفر معلومات مهمة لمرجعياته العسكرية ووفر ما هو أكثر من ذلك حول ما يحاك بالبلد وأهلها وذاك نتركه للتاريخ الذي يرحم حين تفقد البشر الرحمة.


ماذا قال عنه رفاقه الذين كانوا معه في تلك العاصمة العربية، قال أحدهم أن يستطيع حفظ المكان وتفاصيله وزواياه، ويستطيع العودة له ولو بعد (10) أعوام، كان يستطيع الركض لمسافة طويلة جدا، والأهم أنه كان يقرأ صفحة كاملة من كتاب ويحفظها عن ظهر قلب , فطبيعة عمل عناصر الاستخبارات كانت تحتم عليهم , حفظ المعلومات والظواهر في عقلهم دون تدوينها حتى لا يكشف أمرهم .


حين أتى به الشريف زي بن شاكر للديوان الملكي بداية التسعينات كان يحمل رتبة مقدم , وبعد حرب الخليج , وردت للديوان الملكي مئات البرقيات , والمراسلات والسجلات , وكان لابد من شخص يملك حسا استخباريا , ولأن العيسوي كان ابنا شرعيا لشعبة المعلومات والتي تسمى بالقيود في الاستخبارات العسكرية ..جيء به كي يقوم بأرشفة , مخزون الدولة من المساجلات والمراسلات وأرشيف الحسين الخاص ,وهذا العمل كان يحتاج لرجل استخبارات يقوم بتحليل البرقية أو الرسالة , فالقصة هي أرشيف دولة وليس مادة تاريخية , قدر لأبي حسن العيسوي أن يطلع وقتها على تاريخ الدولة المخفي منذ (50) عاما وقام بأرشفته بطريقة استخبارية , كما تعلم في شعبة القيود , ولم تخرج وثيقة من هذا الأرشيف , وحفظت السجلات السرية للديوان .

لو كان الراحل محمد رسول الكيلاني – رحمه الله - على قيد الحياة لأخبركم عن وفاء هذا الفلسطيني الأردني العسكري، وكيف أفنى عمره في خدمة الجيش والبلد، ولأخبركم عن مهام نفذت في عواصم عربية، ربما لا يباح لأحد، أن يقولها ولكن ربما في لحظة صفاء، ربما سيقول لكم أبو حسن العيسوي عن عمله، وعن الأشياء التي اطلع عليها والمهام التي كادت في لحظة أن تطيح بالرأس، ونفذوها لأجل بلد يحاربه عبدالناصر هناك، وتحاربه العرب هنا , وعرشه مهدد وترابه مهدد أيضا .


العيسوي ابن شرعي للجيش، وابن شرعي للاستخبارات العسكرية في الحقيقة كان أمهر ضابط مر على الجيش العربي وربما على الجيوش العربية، في إدارة أدق شعب الاستخبارات وأخطرها وهي القيود أو المعلومات، لهذا هو لم يكن سكرتيرا للأمير الراحل زيد بن شاكر، بل كان ناقلا لأدق التفاصيل..

يوسف العيسوي وصل اليوم للطفيلة بمهمة عسكرية بالغة السرية وان كانت معلنة تحت عنوان إعادة الأمل لها ولشعبها الوفي وأنها في صلب أجندة الملك الهاشمي حالها حال كل أجزاء الوطن الغالي مثل مخيم الحسين الهاشمي الذي عاشت فيه والدته الأردنية الأصيلة بنت فلسطين النبيلة التي أنجبت مثل هذا الفارس المخلص للملك وللشعب الأردني العظيم من شتى أصوله ومنابته.

فالمرحلة ما عادت تحتمل تحريض معتز مطر وأمثاله على قناة الشرق وغيرها وأما أن نخلص للملك على طريقة أبو حسن أو ننجر لتخرصات الآخرين ليجرونا لحروبهم الأهلية المدمرة وقرار الإعمار الهاشمي للطفيلة الهاشمي هو قرار عسكري بحت تقع مهمة تنفيذه على عاتق رجل عسكري واستخباري كرئيس الديوان الملكي الهاشمي لا معتز مطر نذير الشر وغراب البين والسم الناقع في كبد حراكاتنا المسيسة.
0798985640
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير