المهندس سليم البطاينه ٠٠٠( الحديث عنهم يعني الحديث عن المستقبل و التحديات المقبلة !!! )
الثلاثاء-2018-12-25 10:41 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
كيف يفهمون الحياة ؟ وما معنى الوطن لديهم ؟ ومن يقرأ همومهم ؟؟ شباب ضائع ما عاد يفقه معنا لهويته أو إنتمائه ؟؟ أو حتى سبباً لوجوده أو غاية لحياته ؟؟ فأينما تولي وجهك تجد مآسيهم بين الطموح والجروح ، فقد أختلطت عليهم الأمور فأمتزجت المعرفة بالحيرة والقدرة بالتعب ، رغم عقولهم الممتلئة حيوية ونشاط واصرار على عيش الحاضر والمستقبل ٠
شباب أفرزه عصر الأنهيارات والهزائم المتتالية ، حتى خنقه الأحباط وأنهك روأه وحرمه من الحلم والمستقبل !!!!!!!! ومن ثم أنهار عنده رمز الحياة ؟ فمشاكلهم صداع يؤرق جبين المجتمعات ، وواقع ملموس وشاغل محسوس !! فهم العمود الفقري لأي أمة ، وهم الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية في كل مجتمعات الدنيا !!! وهم الرصيد الأستراتيجي والثروة الحقيقية !!!!!!! فلا يوجد شيء أخطر من السكوت والتهوين !!! فمعظم الشباب الأردني اليوم في عزلة وأنفصال عن عالمه الواقعي !!!!! وفِي حالة ضياع وإنحطاط دائم ، حتى ضاقت صدورهم من هذا الواقع الآليم الذي أصبح مثقلاً بالمرارة ٠
فالعاطلون عن العمل من شبابنا قادرون عليه ويبحثون عنه !! إلا انهم لا يجدونه ؟؟ الأمر الذي يؤدي بهم إلى فقدان السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة وإعتلال في الصحة النفسية ، فيعتريهم نمط من الهم واليأس والكره للذات والمجتمع !!! فلا هم مالكين للأمل والتفاؤل ، ولا هم قادرين على التعاطي بايجابية مع من حولهم نتيجة فقدانهم للثقة بالدولة والمجتمع !!!
مشهداً وقصة لا زالت عالقة في ذاكرتي يعود تاريخها إلى عام ٢٠٠٣ عندما كان الأخ والصديق الوفي معالي قفطان المجالي ابا فراس وزيراً للداخلية ، حيث كرمني وكعادته دوماً بأن أرافقه الى تونس باجازة رسمية مدتها عشرة أيام لزيارة كريمته التي تعد الماجستير في جامعة تونس حيث زُرنا فيها جزيرة جربة ومدينة الحمامات ومدينة تونس وغيرها من المدن التونسية ، وفِي أحد جولاتنا كنّا نتمشى بمدينة الحمامات وكان معنا صديق لمعالي ابا فراس وهو مرجعية عليا تونسية ذات طابع أمني بحت ، سألته أن ما يُدهشني ما رأيته بتونس هو كثرة المقاهي بشكل ملفت للنظر سواء بالعاصمة وباقي المدن التونسية !!!!!!!!! فكان جوابه أن هؤلا الشباب الجالسين بالمقاهي والعاطلين عن العمل هم القنبلة الموقوتة القادمة التي لا نعرف متى ستنفجر ؟؟ وهم مشكلة تونس القادمة دون محالة !!!؟؟
فالذي نلاحظه الأن أن العوامل التي أدت إلى أنفجار الانتفاضات العربية في عام ٢٠١١ أقوى بكثير بعد مرور ثمانية أعوام !!!!! فالمنطقة باتت ضعيفة جداً ولا تملك القدرة على أمتصاص الصدمة التي سيولدها الصراع الأجتماعي ٠
فعلاقة الوطن بالشباب يجب أن تكون وثيقة جداً كعلاقة الروح بالجسد ، فلن يكون الوطن أكثر أماناً وإستقراراً إلا إذا كان شبابه فاعلين ومتميزين ، فهم بناة الحاضر والمستقبل ، فالحديث عنهم يعني الحديث عّن مستقبل الأردن القادم وتحدياته المقبلة !!!

