النسخة الكاملة

حضانة أطفالي حقي !!

الثلاثاء-2018-12-25 09:50 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتبت  :  تاتيانا الزعبي - "بعد شهور من المعاناة في المحاكم ، وسنيين من المشاحنات والصراعات، حصلت على الطلاق…نعم سأحتضن أطفالي ونعيش بسلام. انتظرت دوري ليحكم لي القاضي بنفقة صغاري، فأنا أحلم كيف ستكون أيامنا والسعادة تغمرني وكلي طاقة وحب للحياة. نزلت علي الصدمة كالصاعقة : نفقة صغارك الثلاث "مئة وخمسون دينارا". ولكن يا سيدي القاضي : كيف استطيع إعالة صغاري بهذا المبلغ (كهرباء ، ماء ، مدارس ، ايجار ، طعام ، لباس)…فإلتفت اليّ قائلا : صدر الحكم وهذه نفقة أطفالك. خرجت ولا أعلم الى اين اتجه ، سرت بطريقي والدموع تحجب رؤيتي. تذكرت شهادتي الجامعية المعلقة على الحائط ، لم أكن يومًا امرأة منتجة ، لأحصد نتاجي في نهاية المطاف وأعيل أطفالي ، لم تحتسب الليالي والايام والساعات التي قضيتها في رعاية بيتي وأطفالي. عذرًا أيّها القاضي ، عذرًا ايّها القانون ، عذرًا يا مجتمعي ، كيف تمنحوني حق حضانة اطفالي وتسلبوني اياه بعدم قدرتي على اعالتهم وحفظ كرامتهم بعيش كريم ؟؟!! أهو سلب لحقي بطريق مشروع ؟ أم الحضانة مقصورة على الام المقتدرة ؟!!... توقفت لبرهة وعدت بوجهتي الى القاضي "سيدي القاضي اتنازل عن حضانة صغاري ليعيشوا بكرامة من دوني." مشهد من المشاهد الكثيرة اليومية المتكررة في محاكمنا الشرعية. ايتها الام حضانة اطفالك حقك ، لكن للاسف ليس هناك اسس او آليات تتكفل بها الجهات المعنية لإيجاد صندوق نفقة يتكفل بالنفقة الملائمة في حال عدم اقتدار الاب. ان تخصيص ورصد مبلغ في ميزانيات الوزارات والبلديات للنفقة تمنح لأبناء المطلقات الفقيرات يضمن لهم العيش الكريم في ظل امهاتهم حق مقدس لابد من تحقيقه فالدولة هي الراعي للشعب. لابد ان نكفل رعايتهم فهم ابناؤنا ، هم شباب المستقبل ونتاج الغد ، هم أولى الناس بالرعاية والعيش الكريم في حال انفصال الزوجين و وجودهم في حضانة الام. الى متى ستبقى المعاناة ؟! مسلسل يومي لا نهاية له.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير