النسخة الكاملة

المهندس سليم البطاينه يكتب : ( البلاد بحاجة إلى مبادرات سياسية داخلية من خارج الصندوق )

Friday-2018-12-21 10:44 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز ـ كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
&٠ من المعروف فأن أي مجتمع يزداد فيه حدة الفقر ، وأعداد العاطلين عن العمل ، ويشهد غياباً للعدالة الأجتماعية !! لا بد أن تكثرُ فيه الاضطرابات والأحتجاجات المختلفة ، وحالات من عدم الأستقرار !!! فالأردن الأن يمر بمرحلة حاسمة من تاريخه وليست سهلة ؟؟؟ فالبعض يريدها طريقاً إلى المجهول والفوضى والعنف !!، فليس سراً أننا أمام حالة من الفراغ السياسي ، الذي يؤدي إلى فوضى الأحوال والأفكار ، وغياب الأستقرار النفسي ، وأهتزازاً للثقة ، وغياباً للرؤى الوطنية الحقيقية !!! فذلك الفراغ يُضعف الدولة ويترك المواطنين بلا مشروع أو طموح تجاه المستقبل !!! فالحرج السياسي لا يمكن مسحه من الخارطة إلا بمبادرات سياسية جريئة ، فالسياسة لا تُبنى بالتكهنات ؟ فنحن أمام حالة من الجهل وغياب المعرفة مما يمكن أن يحدث غداً أو بعد غد ؟؟؟ فهنالك غموض يغذي المخاوف ويُنشىء الهواجس بحيث يصبح الناس أكثر قابلية وإستعداداً للخوف والقلق ؟؟ فجميع الأردنيين وبغض النظر عن مستواهم المادي والاجتماعي والوضيفي يشعرون بالقلق ، ويعانون من حالة ترقب غير مريحه في ظل غياب المعلومات والحقائق الشفافة ؟؟ فتلك الفوبيا التي يعاني منها المواطنين زادت في السنوات الأخيرة ، وكشفت جانباً خفياً يسكن داخلهم !!!!! فالحاجة الأن باتت ماسة إلى فكر جديد ينتشلُ البلاد من مشاكلُها . &٠ فترحيل المشاكل لا يحلُ شيئاً ، ولا ينتجُ عنه سوى الدمار الأجتماعي والسياسي للبلاد ؟ فحصر مشاكلُنا بات مهمة عسيرة جداً !!!!!! لكنها ليست مستحيلة !!!  فما نحتاجه اليوم ما هو إلا العودة إلى جذورنا التاريخية العميقة ، والتفكير بشكل عميق كيف وصل بِنَا الحال الى ما نحن به الأن ؟؟؟ فأستمرار هذا الوضع الحالي السيء غير ممكن !!فأزماتنا تشتد وتلقي بظلالها الثقيل على الحياة العامة !!!! وهذ يثبت أن المعادلة السياسية الحالية دائرية ومغلقة ؟ فنحن بأمس الحاجة إلى مبادرات سياسية داخلية جرئية ، تعملُ على أن يعود كل شي إلى قنواته الطبيعية المعتادة بدلاً من الخروج إلى الشوارع والساحات العامة ، وخصوصاً أن لدينا أطاراً عاماً وهو الدستور والمظلة الملكية . &٠ فالمشهد برمته يعني أن ثمة مشاكل وأخطار تُهددنا ونحن عنها لاهون ؟؟ وكأننا في حالة أنعدام وزن ورؤية ؟ فالمعادلة الصفرية ( كل شي أو لا شي )  لا وجود لها في عالم السياسة وإدارة الدول !!!!! لذا لا بد من البحث عن مخارج وحلول واقعية تتضمن الأعتراف بأخطاء الماضي ، والخروج من تلك الحلقة المفرغة المزمنة والمؤلمة بدلاً من الجلوس فوق فوهة بركان لا نعلم متى ينفجر ؟؟ فهنالك صمتاً حيال مشاكلنا دون إدراك أن الصمت هو مشاركة في تفاقمها والمد في عمرها . &٠ فالواقع آليم والقضية لم تعد مجرد أزمات ومطالب شعبية !!! بل تجاوزت ذلك بكثير ؟؟ فلا نُريد أن نصل إلى حالة لا نُميز فيها بين الفوضى والنظام ؟ فالفوضى تؤدي لاضطراب وفقدان التوازن والتوتر !!!!! فكلما إنحرف المجتمع عن صوابه !! ذهبنا إلى مستنقع الفوضى والطريق المعتم الذي لا قرار له ، ويصعب التحكم فيه ، أو توقع لنهايته !!!!!!!! فمشاكلنا بها عدة أطراف ، يجب أن يفكرُ كل طرف بمساهمته في حجم تلك المشاكل مهما كانت نسبتها قبل أن يناقش دور غيره فيها ، وأن يعمل الجميع على وقف النزيف الأجتماعي والسياسي الذي إن أستمر أكثر سندفع ثمنه غالياً !!! فمشاكلُنا صعبة ، لكن حلها ليس مستحيلاً
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير