صاحب الجلالة .. نريدك " فارسا وقويا " كشأنك دوما !
الإثنين-2018-12-17

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم : شحاده أبو بقرالعبادي
بصراحة لا نفاق فيها ولا تملق ولا رياء , فلقد آلمتنا وحزت في النفوس منا كثيرا صاحب الجلالة , رؤيتك متعبا في صلاة الجمعة بمسجد جدك الأكبر مؤسس الإمارة فالمملكة !, فأنت الملك , صاحب التاج , الجالس على العرش , وفي هذا ولهذا عندنا نحن سائر الأردنيين ومنذ بدأنا,مهابة خاصة , ومكانة خاصة , ورؤية خاصة , ولا أخال أردنيا واحدا أيا كان أصله يقف مترددا في إحترام وتقدير هذه الثوابت كلها حق قدرها .
صاحب الجلالة : نريدك دوما وكشأنك دائما , فارسا قويا شامخا بعون الله , تأخذ قرارك بالحق ونحن جميعا معك , فقط إستمع منا وليس عنا, وسترانا" ربعك " الذين ما هانوا ولا خانوا ولا يوما عن جادة الحق والصواب والوفاء للوطن وللعرش حادوا, ولا لغيره مالوا مهما أخذ الإعياء والفقر والتهميش والإقصاء منا مبلغه , على أيدي نفر إجتهدوا وكابروا وتكبروا وتوهموا أن شمس الأردن طلعت بفضلهم , وتغيب بقرارهم , حتى أوصلونا إلى ما نحن فيه اليوم من ضنك وضيق عيش وواقع حال ! .
صاحب الجلالة : ندرك جيدا حجم الضغوط المحلية والإقليمية والدولية التي لم ولن ترحم , وندرك أن الحمل ثقيل ومتعب ومضن , لكننا وبصلابة الرجال الرجال , ندرك وقبل كل هذا , أن من تغطى برضى الله ثم بمحبة وإلتفاف شعبه الواحد حوله ومعه , لا ولن تهزه الأنواء مهما إشتد أوارها, ومهما تكاثرت شرورها, ومهما تعدد محركوها وموجهوها وفق أهوائهم ومصالحهم وحدهم .
صاحب الجلالة : نحن والعرش الهاشمي صنوان لا يفترقان مذ خلقنا , واجهنا من المؤامرات ومحاولات الأشرار ورويبضات الزمان ما ناءت دون حمله الجبال , وصمدنا وقاومنا وأستبسل الآباء منا والأجداد في مقارعة الشر وأهله , دفاعا عن العرش وثرى الوطن , وكنا وما زلنا قصة تروى وبشرف, وستظل تروى اليوم وغدا وإلى أن يشاء الله وحده لا سواه جل في علاه , فهل نهون اليوم لا قدر الله أمام صعب أو خطب مهما كان !!.
صاحب الجلالة : نحن في الأردن الوطن الأبقى, مملكة أردنية هاشمية تعيل سبعة شعوب هاجرت أو هي هجرت أوطانها بحثا عن مستقر آمن أو عمل كريم , ولهذا صار الحمل ثقيلا لكنه عند الأردنيين في لحظة عز وشهامة ونخوة أردنية جد خفيف ويحتمل , وهو عند غيرنا مشقة لا مرحبا بها ولا تحتمل !, فهل يهون شعب وعرش هاشمي تلك هي خصاله وسجاياه !! .
صاحب الجلالة : نحن شعب واع مثقف ندرك بالبصيرة أكثر مما ندرك بالبصر , ولهذا يطالب حراكيونا ومحتجونا بالإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي ليس لمجرد ممارسة مناكفة أو إستعراض , وإنما خشية وتحوطا من غدر الزمان لا قدر الله , خاصة ونحن نقرأ في السطور وما بين السطور , من يحاول ركوب موجة الإحتجاج السلمي المشروع تحت وطأة الظروف ومتطلبات العيش الكريم المستور , ليحرف الحراك عن وجهته الوطنية الصادقة الشريفة , نحو مسارب بائسة تتحدث همسا وسرا عن زعامات خلف الحدود رهنت نفسها لغاصبي الأرض منتهكي المقدسات والعرض , ظنا بائسا ويائسا منها أن الأردن مجرد ساحة بإنتظار قدومها على ظهر دبابة معادية كي تتبوأ سدة الوطن! , ولهذا ترسل نفرا يظلم نفسه وحظه فيتجرأ على دركي ورجل أمن هنا أو هناك وسط زحام الحراك مطمئنا إلى أن رجولة وشهامة رجل الأمن تأبى عليه الرد بقسوة وهو قادر !, ثم نقرأ في أدبيات إعلام معاد ما يطلعنا على حقيقة أولئك النفر . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نعم صاحب الجلالة .. نريدك دوما فارسا قويا كشأنك دوما , وكن على يقين تام من أننا نحن فقراء القوم من عقربا إلى العقبة ومن كل أصل وفصل , جميعنا أيضا كذلك , لا يفت في عضدنا ولا ينتهك حرمة عزيمتنا ناكر جاحد خوان أيا كان وكانوا أعوانه , وسبيلنا الأقوم والصحيح إلى هذا , هو قربكم منا آل البيت جميعا وأنتم جلالتكم في الطليعة منا ومنهم , نتشاور في حالنا وأحوالنا وما صرنا إليه , ونضع ونصنع الحلول الصادقة القوية التي تحصن بلدنا الغالي في مواجهة العاديات والتحديات وغدر الزمان ومحاولات الأشرار وأصحاب الهوى والأجندات الخبيثة على هذا الكوكب .
صاحب الجلالة : نعرف أن هذا هو زمان منطق القوة لا قوة المنطق , لكن التاريخ يروي لنا كل ساعة لا كل يوم , أن البقاء للأصلح والأصدق والثابت على المبدأ الحق مهما إدلهمت الخطوب , وأن الحروب وعلى إمتداد التاريخ هانت وفشلت وأخفقت أمام صلابة المقاومة ومنعة الموقف ووحدة الصف , وأن محاربين أشداء ذهبوا وآلة حربهم إلى نفايات التاريخ , وأن متجبرين في سياساتهم متوهمين إمكانية إخضاع الشعوب لصفقاتهم وما يريدون , ذهبوا إلى من سبقوهم ولن يعودوا أبدا , فصبر الشعوب ودول القوة العسكرية الإقتصادية الأبسط هي الأبقى ما دامت تؤمن بأن الشجاعة صبر ساعة , وأن الله مع الصابرين مهما طال الزمان .
ختاما صاحب الجلالة وعذرا إن كنت تجاوزت حدي , كونوا جلالتكم على يقين لا يتزعزع , أن شعبكم الأردني الواحد لا يضمر لكم إلا الخير , فقط هو يريد الإصلاح سياسيا إقتصاديا إجتماعيا بقيادتكم الظافرة بإذن الله ,وليس هذا بالأمر الصعب أبدا , عندما يتشارك الأردنيون جميعا أسرة واحدة في رسم سياسات دولتهم وصنع قراراتها وتحصين حاضرها ومستقبلها في مواجهة كل طاريء , ولست أبالغ صاحب الجلالة إن قلت أن الحراكيين من شعبك الوفي جاهزون لحملك على الأكتاف والهتاف بإسمك لو خرجت إليهم , فهم عاتبون وفيهم وكثير غيرهم ناقمون على من قلت أعلاه بأنهم إجتهدوا وكابروا وتكبروا في المنهج حتى أوصلوا الفقر إلى لقمة عيشنا وما زال فيهم من يكابر حتى اليوم , فهؤلاء صاحب الجلالة هم جميعا دون العرش , والعرش والشعب أهم منهم بكثير جدا , وأنتم صاحب الجلالة وآل البيت الأسرة الهاشمية الكريمة جميعا , أنتم عدتنا وأمل الشعب كله في تلبية طموحه وتطلعاته , والألف ميل تبدأ بخطوة . حفظكم الله صاحب الجلالة فارسا قويا شامخا كما نريدك وكشأنك وكعهدنا بكم دائما . وحفظ الله الأردن وشعبه الواحد سندا ونصيرا للقدس ولفلسطين وقضيتها العادلة ولشعبها الصابر الناطر ساعة الفرج برحيل الغزاة الظالمين عن أرضها الطهور . الحمد لله رب العالمين, وهو سبحانه من وراء القصد .

