المحامي اسامه البيطار يكتب : اتركونا وشأننا ...

جفرا نيوز - جفرا نيوز - يبقى التحليل سيد الموقف ونحن نبحث عن أسباب وتداعيات عدم الخروج من ازماتنا ان كانت اقتصاديه او اجتماعيه او سياسيه ، ففي الحديث عن اقتصاد متأزم نلحظ ان غالبيه القيادات الحكوميه السياسيه التي قادته اخر عشر سنوات هي من خريجين افضل الجامعات في العالم ((هارفارد ، اكسفورد ، ييل ، لندن )) ولكنهم في الطابع الأعم لا يعرفون شيئا عن واقع المؤسسات الحكوميه ، التركيبه الاجتماعيه ، التفاصيل الحياتيه للناس في المدن والقرى والأرياف . فالمواطن الذي لم ينفك ان يبحث عن مواطن الخلل في وضعه الذي لا يرتجى من وراءه حل على المدى القريب ، يرى في هؤلاء الذين تحلوا وتشربوا بكل النظريات الاقتصاديه الحديثه ولم يتعايشوا او ينسجموا معه ، والذنب ليس ذنبهم وإنما ذنب من سيدهم في حياتنا ، أستطيع ان استوعب ان يدير خريجوا اعظم الجامعات بنك او مؤسسه ماليه حتى تتواكب اولا بأول مع المستجدات اما إدارتهم لاقتصاد الاْردن فمن الواضح انهم فشلوا فشلا ذريعا والنتائج امام اعيننا واضحه ماثله ليست بحاجه الى تعدد الامثله لكثرتها . ان انجح الوزراء والقيادات الحكوميه في الإدارات العليا هم من كانوا خريجيين الجامعات الحكوميه الاردنيه وتليهم العربيه ويتبعهم باخر السلم ( مجامله ) الأجنبيه . المظاهرات الشعبيه تعبر عن واقع حقيقي تفيد بالرفض المستمر للنهج ذاته والحكومات المتعاقبه تضع الكره في ملعب الشعب وكاننا امام امتحان مستمر أما ان تنصاعوا لذات النهج او نعبر على جماجم فقركم واحتياجاتكم وكرامتكم ، لانهم ببساطه لا يريدون ان يقتنعوا انهم فاشلون بامتياز ((فالأيكو )) لا يسمح لهم بالتنازل ولكنه حال خروجهم من كرسي الحكم حتى تسمع منهم لغه مختلفه وهي لغه الانتقاد الجاف لمن جاء وراءه ، والنكته السمجه انه ينتقد ذات النهج !!! و هو الذي كان يديره ويدافع عنه بكل جرأه واندفاع عندما كان على كرسي الوزاره او رئاستها ... اذا المسأله كلها مرتبطه بالنهج الذي يديره الاشخاص فهم لم يستمروا بذاته او يحسنوا ما قام به الأوائل وإنما اخترعوا نهجا على مزاج ما درسوه وطبقوه علينا بلا مراجعه او تمحيص فكانت النتائج كارثيه وإلا ماذا تفسرون هذا التراجع المستمر والانحدار والبقاء في عنق الزجاجه والتي لم ولن نخرج منها طالما هم هم . اتركونا وشأننا ...