النسخة الكاملة

طعه وقايمه ! .

الخميس-2018-12-05
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- بقلم : شحاده أبو بقر

رحم الله الدكتور معن أبو نوار نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام في حكومة الدكتور عبدالسلام المجالي منتصف العقد الأخير من الألفية الفائتة , وقد كنت أهاتفه يوميا تقريبا أسأل عن خبر يخص الأردن ليؤكد أو ينفي بصفتي مسؤول التحرير في مكتب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية التي كان محرروها يتصلون بنا لمتابعة مدى صحة الخبر فنلجأ إليه رحمه الله بحكم منصبه .

ولكثرة إتصالي به ولأمر واحد هو التأكيد أو النفي , مازحني ذات مرة قائلا بأدبه الجم, وبعدين معك عموه هو أنت معيني وزير للنفي ! . بالمناسبة كان الأردن في تلك الفترة بعد توقيع إتفاقية السلام بيئة خصبة للإشاعات والأخبار الصحيحة وغير الصحيحة والتكهنات والتحليلات المزاجية والقريبة للدقة وتلك التي هي أبعد ما تكون عن الدقة , أي كانت الساحة الأردنية إن جاز التعبير, من ناحية إعلامية خارجية وحتى داخلية أشبه ما تكون كما نقول ب " طعه وقايمه " .

تذكرت اليوم تلك الواقعة وتلك الأيام , وأنا أقرأ عبر إعلامنا سجالات النفي المتشعب في أمور شتى . البنزين والسولار صالحين , لاغير صالحين . نسبة الحديد كذا والمنغنيز كذا وهما مطابقتان للمواصفة , لا غير مطابقتين. المصفاة تصرح وتنفي عن نفسها, وشركات إستيراد المحروقات ينسب إليها أنها تتطاحن في تبادل تحمل المسؤولية , وكل يقول بنزيني أحسن ومطابق, بما في ذلك المصفاة .

الشاي يحتوي على بقايا مبيدات , لا , لا يحتوى , والنسب مأمونه كما هو عالميا , هناك أكياس تم فحصها وهي لا تحتوي وأخرى النسب فيها كذا وكذا . الحكومة السابقة تنفي أن يكون رئيسها شافاه الله هو من إستثنى المصفاة من تطبيق المواصفة , وتضيف أنها هي من إستثنى ولكن بغياب الرئيس خارج البلاد . مديرة المواصفات والمقاييس تنفي صدور تصريحات عن إجتماعها اليوم بممثلي شركات إستيراد النفط , وتضيف أن التصريحات أو البيان يصدر غدا بعد إكتمال عمل أو إجتماع اللجنة الفنية .

مدير المواصفات والمقاييس السابق الدكتور حيدر الزبن أمده الله بالصحة والعمر المديد يجيب الإعلام بأن هناك ما هو أهم من موضوع البنزين ! , ويؤكد أن المصفاة تم إستثناؤها من تطبيق المواصفة بعد إنتهاء عمله بيوم واحد , كما يؤكد على أهمية الوطن ورجاله .

الحكومة الحالية تقول لا , قرار إستثناء المصفاة من تطبيق المواصفة متخذ من سنوات سابقة , وليس في الأول 1 /5 وما جرى هو تمديد العمل به . مدير عام الجمارك يقول الحكومة تسلطت على صندوق المساعي في الجمارك , ووزير المالية يرد ويوضح ما جرى .

بربكم , أليست هذه " طعه وقايمه " . أو بتعبير شعبي آخر, هي حالة لا تعرف ديانها من المطالب ! .ثم نتساءل أو يتساءل بعضنا عن إنحسار ثقة المواطن بدولته ! .

عندما تصل الحال بنا إلى أن كلا منا يدافع فقط عن نفسه ولا شأن له بغيره , فإن ذلك يعني وبكل صراحة ووضوح وشفافية ومصداقية ووو, أن قلة قليلة فقط يعنيها شأن الوطن , وأجرها على الله . ويا حرام , والله إن الأردن الوطن يستحق أفضل من ذلك بكثير . الله العلي العظيم من وراء القصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير