الطراونة …. أنجبته مؤاب وأرضعته عمان وكانت باقي المدن دماءً في شرايينه

جفرا نيوز - جفرا نيوز - عندما تنشأ بين ضلوع وطنك متنقلاً بينها مجرباً طولها وعرضها غناها وفقرها جوعها وشبعها لا يمكن إلا وأن تخرج الى مرحلة الشباب وأنت مشبعاً برحيقها وحافظاً لدستورها حيث أنفاس الطفولة لا تفارق صاحبها مهما كبر سنه . عاطف يوسف الطراونة كلنا نعرفه رئيساً لمجلس النواب من عشرات السنين لكن معظمنا لايعرف كيف تكون علاقة هذا الرجل بالتراب فهناك علاقة خاصة بين رجالات الوطن الحقيقيون وترابه سعادة أبوالليث كما يحب أن ينادى رجل أعمال هو وأشقاؤه ولدوا وتربوا في مؤاب درة الكرك وعاشوا طفولتهم هناك فذاقوا حرَها وبردها ولعبوا في شوارعها فحفظوا جغرافيتها عن ظهرقلب ولذا تراهم يوجّهون شطرها معظم مشاريعهم لتنميتها وليعيش أطفالها وصبيانها ما حُرموامنه في طفولتهم . أبناء يوسف الطراونة لهم مع الأردن قصة عشق بينهم وبين ترابها وكيف لرجال الأعمال أن يقعون في غرام وطنهم فهذه قصة أخرى …. خرجوا من مؤاب لإستكمال دراستهم وشق طريقهم نحو الحياة فكان لهم ما كان فهم الاّن المهندس والطبيب والمقاول والأكاديمي فكانوا نتاج قصة غرام بين الرجل ووطنه وكانوا أبناء بارين للتراب الذي خلقوا منه وكانوا نطفة من وطن ثم جنين مخلص للرحم الذي خرج منه ثم بشراً يعملون يوماً عن يوم لترجمة العشق للتراب لعلّها تصل الى فاقديها من حب التراب والإخلاص له . المهندس عاطف يوسف الطراونة ولج العمل السياسي بعد عقود من العمل الهندسي والتجاري فأتقن هندسة السياسة وتميز في ترجمة عشقه للأردن الذي ولد في مؤابه ورضع من عمانه وسرت الطفيلة واربد ومعان والرمثا والسلط والعقبة وباقي مدن الأردن في شرايينه ومن هنا تراه يوجه إمكانياته شطر الشمال والجنوب والغرب والشرق حيث العشق لدى سعادة أو الليث لا يجزأ فهو عاشق وأي عاشق تعرفون. عاطف يوسف الطراونة عاشق ولهان وذلك يبدوعلى مقلتيه عندما ُتذكر له رجل يبكي في الشمال لجوعه فتراه يحّرك ما يستطيع نحوه لتراه اّمنا من خوف ومُطعماً من جوع وكذلك تراه بنفس الوتيرة عندما تشكو له إمرأة من الجنوب قلة حيلتها وهوانها على الناس فتشرأبُ عيناه نحو جبينها مطمئنا لها أنها ستبقى مرفوعة الرأس ويفعل ما من شأنه ذلك . نعود ونكرّر أن عاطف الطراونة مثالاً للسياسي العاشق لتراب وطنه اّناء الليل وأناء النهار وذلك تراه في عيونه … ولا أظن أن سعادته ينكر أنه عاشق فالعيون تدل على ذلك سعادة أبو الليث . عن الحياة