(عن حازم المجالي...النائب وإبن البلد)
الخميس-2018-10-11 08:48 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز ـ كتب : عبدالله الأحمد
قد يشكل العنوان المرتبط بالنيابة اثارةً أو مدعاةً للاستفزاز من البعض ممن يتعاطوا مع الشأن العام ومؤسسات الدولة بنوع من الريبة واللاثقة ونظرة سوداوية ترسّخت في اذهانهم عبر السنين الطويلة، فلست بصدد الانكار عليهم بوجهات النظر الخاصة بهم كوني انا الآخر ممن يقاسمهم تلك الافكار والنظرة احياناً عند تتبعي لسجل الانجازات التي حققتها مؤسسات الدولة على اختلاف مسمياتها، الا انه من الجميل الاعتراف ببعض الحالات الفردية لوطنيين حقيقيين تركوا بصمة انجازاتهم بيضاء جلية في مواقع القرار وبين قواعدهم الشعبية التي افرزتهم بذكاء.
يأخذني الحديث عن حازم المجالي لذكريات بسيطة المضمون عميقة المعنى عايشناها عن كثب، كانت فصولها تتراوح بين الزمالة والحياة المشتركة والتعاطي مع الشأن العام والهم المجتمعي كان فيها ابو سارة وما يزال من السباقين في مضمار الخير اينما وجِد وطلبت الحاجة في ربوع الوطن الغالي شمالا وجنوباً، شخصية محسوبة على الخير والشهامة وجاهزة برسم التنفيذ في مواطن الحق والرجولة.
غير أن قصة نجاحه في كسب ثقة القاعدة الشعبية في محافظة العقبة بانتخابه نائباً بعيداً عن المراهنة على التمثيل العشائري والمناطقي الضيق جعلت من حضوره الايجابي أكثر قوةً وتفسيراً لمعنى الشخصية الوطنية العامة كحالة نادرة الحدوث في العمل النيابي الاردني المربوط غالباً بالفزعة والمناطقية ونائب الحي والحارة، شكّل فوزه في ثقة الناس هناك نقلة نوعية في أسس اختيار نائب الوطن لمن يرغب في تعميم هذا النموذج العميق.
هناك في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة كان حازم المجالي صاحب المبادرة والانجاز الوظيفي، تجاوزت شخصيته حدوده الوظيفية (التي ارادها له البعض) بشهادة الجميع ممن جمعتهم به الزمالة، هناك وعلى كرسي المسؤولية كان من السهل أن تسمع به ومن الاسهل معرفته جيداً ودون تعريف باسمه لحظة تقديم المعاملة في كافة مراحلها الادارية من حيث التسهيل ودقة الانجاز وسرعة القرار والسمعة الطيبة التي تنطبع في اذهان المراجعين حال مراجعتهم لسلطة العقبة.
في مجلس النواب الاردني الحالي، تابع (ابو سارة) مسيرة الخير والحضور المميز، كان الى جنب المواطن في وجه الحكومات حين تغوّلت على قوته، يؤثر العمل ومصلحة الوطن على علاقاته الشخصية التي خسر الكثير منها حين تقاطعت مصلحة الوطن والمواطن مع مصالح المتنفذين، هو حصّة الفقير وطالب الحاجة بغض النظر عن الاسم والمنطقة والمصلحة، شاطره بذلك بعض النواب ممن نكن لهم الاحترام ونرفع لهم القبعات اجلالاً لوقفاتهم الرجولية وجميل صنائعهم وأداؤهم المميز.
الاردن دولة فيها من الكفاءات المخلصة والايادي البيضاء الكثير، كانت مشكلتنا ولا تزال مع من تصدروا المشهد العام بالتعيين والانزال المظلي ومع نواب مثّلوا على المواطن ولم يمثّلوا الوطن، حين ساهم غياب النواب الوطنيين في ارتفاع وتيرة التغول على جيب المواطن من قبل الحكومات والتهاون في المال العام وضعف الرقابة على اعمال الحكومات وغيرها من المشاكل الداخلية التي يعانيها المواطن وترتبط أساساً بضعف الرقابة على اعمال الحكومات المتعاقبة نتيجةً لخلو الساحة النيابية من الكفاءات الوطنية ذات الحضور المُهاب باستثناء حالات قليلة تركت آثاراً طيبة في الذاكرة الوطنية ولا تزال، تعامل حازم المجالي مع كرسي النيابة كتكليف يدفع بموجبه فاتورة الوطنية والوقفة المشرفة على حساب مكتسبات واستحقاقات (يسعى الآخرون لتحصيلها بعيداً عن لغة الضمير والوطنية).
حازم المجالي،، ان خير من استأجرت القوي الأمين.

