الى دولة رئيس الوزراء المحترم !
الأحد-2018-09-30 05:41 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة
بحكم عملي الصباحي وعملي الاضافي المسائي، لم اتابع ولا جلسة واحدة من جلسات مجلس النواب، لا أعلم عن جلسات مجلس الوزراء، لم أقابل أي وزير أو نائب، ارى بعضهم في مركباتهم على الاشارات الضوئية يتحدثون بهواتفهم النقالة، لا أعرف كثيراً عن أماكن سكناهم أو طبيعة حياتهم، لا أملك حساباً على موقع تويتر ولا على الفيسبوك، لا اعرف رقم هاتفك الخاص ولا رقم اي وزير من الوزراء، لا يعنيني كثيراً ان اعرف عن الوزراء ولكني مهتم بسماع أخبارك ومغامراتك؛ فمن ايجابيات الأقوال وحقيقة الأفعال، الى سلبيات مواجهة الفساد والتغلب على الكساد؛ كل ما اعرفه أن المواطن الاردني بحاجة الى نهج حكومي مفيد وفكر ايجابي جديد.
دولة الرئيس، لقد اجتهدنا في أعمالنا وتعبنا من تحدياتنا، تعلمنا في مدراسنا وجامعاتنا عن حب الوطن، وأهمية الولاء والانتماء، وكانت طاقاتنا الايجابية بلا حدود، وقناعاتنا الوطنية بلا قيود، ولكن احبطتنا كثرة الوعود وقلة الموجود، فرواتب محدودة وخدمات مفقودة، مستشفيات مضغوطة ومدارس مملؤة، وبين ما هو تعليمي وصحي، معيشي وسكني تزايدت الأحمال وتناقصت الآمال!
دولة الرئيس، في كل يوم ندعو ارتفاعاً في الدخل وانخفاضاً من القهر، لم تعد تعنينا الألقاب والمسميات بقدر اهتمامنا بالصواب والإنجازات، لم نعد نكترث كثيراً لنسب المديوينة بقدر تفكيرنا بأمورنا المعيشية، لم نقرأ كثيراً عن الايجابيات بقدر بحثنا بالبعد عن السلبيات، لم نتابع أسعار النفط عالمياً ولكن مراقبة الأسعار نهاية كُل شهر كان كابوساً حقيقياً، لم نقرأ قانون ضريبة الدخل حرفياً ولكننا علمنا انه مُتعب اقتصادياً، لم نسأل كثيراً عن مشاريعنا الاستثمارية لقناعتنا بثبات رواتبنا الشهرية !
دولة الرئيس، لقد حالفنا الوقت في الدراسة خارج الوطن، واسعفنا الوقت في التعرف على تجارب الدول الغربية في إدارة الملفات الاقتصادية والمالية، فكان المواطن ولا زال جزءاً لا يتجزأ من منظومة الاصلاح القائم على الشفافية والتشاركية، منظومة سمحت بإطلاق العنان للأفكار الإبداعية والإبتكارية حتى اصبح من الشباب قادة للاقتصاد لا عبئاً على البلاد، منظومة سمحت في تحقيق الاتصال بين المواطن ومؤسسات الدولة في ارقى انواعه وأطيافه.
إن إدارة الملفات الحكومية من الصعوبة بمكان، تستوجب توجيهها وتوظيفها بالشكل المناسب وبالوقت المناسب، من أجل تحقيق نهضة متكاملة في ملفات التعليم والصحة والنقل، التعليم والعمل، الصناعة والتجارة، عبر خارطة طريق واضحة تدرك فيها الوزارات موقعها الصحيح في هذه الخارطة ضمن رؤية شمولية، تسمح في إستقراء المستقبل الأفضل بعيداً عن المزايدات والاشاعات، يُساعد في كل ذلك كادر اعلامي محترف يستشعر هموم الوطن والمواطن وينقل الصورة الحقيقية بعيداً عن المهاترات والوطنيات، لنجعل من الأردن دولة قائدة في العالم فكرياً وثقافياً، ونجعل من شبابنا قادة للإبتكار العالمي تكنولوجياً وصناعياً.

