النسخة الكاملة

رانيا العبدالله "نشمية أردنية".. ب"رتبة أم"

الخميس-2018-08-30 05:08 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز|خاص 
تتوقف صحف وقنوات ومواقع دولية عند "اللمسة الإنسانية" التي تُبْديها الملكة رانيا العبدالله خلال جولاتها الداخلية بين المدن والمحافظات "منتقدة فقر وعوز"، و"مستبشرة بهِمم"، و"فخورة بإبداع"، إذ تجد نفسها مضطرة على مدار اليوم والساعة لأن تكون جزءا من الأردنيين، تُشارِكهم "الهم والقلق" من المستقبل المضطرب في دول عظمى، فما بالك بدولة في "العالم الثالث"، و "مُزنّرة بالنار والفوضى والحقد".. لا تحتاج رانيا العبدالله إلى مقالة مدح أو إطراء، ولا يُعْتقد أن لديها الوقت الكافي لتقرأ كل ما يُكْتب مدحاً عنها، وهي لا تحتاج إلى "فريق إعلامي" يقوم ب"تسويقها وتقديمها"، هي لا ترى أن ما تفعله "سرا وعلنا" يحتاج إلى "شرق وتسويق وتقديم"، هي ك"أردنية نشمية" لا تراه أكثر من "أقل الواجب".
في فبراير 1999 اكتشفت الملكة رانيا أنها أصبحت أماً أو أختا أكبر لملايين الأردنيين، بعد أن كانت مشغولة بعبدالله وحسين وإيمان وقتذاك، أصبح عليها في الوضع الجديد ك"ملكة لها طلة استثنائية آسرة" أن تحتضن الملايين، وأن تتجشم عناء السفر من أجلهم، لتُعاين وتوجه وتفحص وتناقش عبر المنصات الإنسانية التي تشرف عليها، فقد كان بوسعها أن تجلس في مكتبها بعيدا عن أشعة الشمس أو البرد القارس، لكنها آثرت أن تتنقل بين المدن والبؤر الأشد فقرا لتعيش هم الأردنيين، إذ يُحْسب للملكة خلافا ل"السيدات الأُوَل" حول العالم أنها تبعد كثيرا في نشاطاتها عن العاصمة إلى المدن البعيدة والأرياف المتطرفة جغرافيا بحثا عن "صاحب حاجة".
مسؤوليات أخرى تنتظرها في المنزل شاب برتبة "مقاتل وولي عهد"، وفتى صغيرا، إضافة إلى "قمرين" يحتجن ما يحتجنه من "حب وحنان وتفقد حال" أسوة بكل الأردنيين الذين تلتقيهم، فيما تصر ألا يعيش الأبناء حياة أفضل من حياة الأردنيين، إذ يُنْقل عن الملكة أنها سافرت إلى الولايات المتحدة للتأكد من أن ولي العهد لم ينل "لمسة رفاهية" في غرفته الجامعية، والتي أظهرتها صور بأنها أقل من مستوى طلبة أردنيين آخرين يدرسون في جامعتهم.
قبل سنوات خالفت الملكة رانيا "تقدير موقف" بشأن "سفر إنساني" إلى إيران حينما وقع "زلزال بم" مخلفا مئات القتلى وآلاف المشردين، فقد كان "تقدير الموقف" أن زيارة الملكة إلى إيران مع إمدادات إنسانية وإغاثية أردنية يمكن أن يُفسّر في جزء أو أكثر من العالم بأنه "تقارب مع إيران"، وهذا لا يفيد التوجه السياسي للأردن الذي كان يحافظ على "مسافة معقولة" من إيران، لكن الملكة طلبت أن يجري إبعاد السياسة عن "وجع وكرب الإنسان" في أي مكان، إذ أصرت على أن تسافر إلى إيران، في تصرف قدّره العالم، إذ كان حدثا فريدا أن تسافر الملكة إلى مدينة منكوبة وفي ظل خلاف سياسي لبلدها.
المواقف عن الملكة لا تُحْصر، وفي عيد ميلادها لا نملك إلا أن ندعو لها بطول العمر وبالصحة التامة والسعادة الدائمة.. وب"آمين لكل ما في قلبها".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير