حين يُفاجأ طبيب بجثة أخيه الشهيد .. !
الثلاثاء-2018-05-15 11:40 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- رائده الشلالفه - ليس أقسى من الموت إلا فجيعة الحياة حينما يتحول الفُقد فيها الى بديهية أو حتمية تصنعها يد البطش والظلم على حدٍ سواء، فيستحيل الفرح الى صنم لا يعنيننا، ويصبح الاحساس ممرا مظلما لا يودي الا إلى العدم .
حالة من الخدر، من العبث المجبول بالقهر، بالايمان القابع في ملكوت القلب كحبلٍ سُري ينقل حزننا ونجوانا مع الله، يقف الطبيب الغزي معتصم النونو يتفحص جثة الشهيد المائلة امامه خلال عمله في المستشفى على إسعاف جرحى مجزرة غزة يوم امس التي ارتكبتها يد الغدر والارهاب الصهيونية في مواجهاتها مع شبان المقاومة الشعبية الغزيين في سلسلة الزحف المليوني تجاه الشريط الحدودي، ليُفاجأ بأنها جثة أخيه !!
وفي الحكاية الموجعة، تفاجأ الطبيب معتصم النونو خلال عمله في المستشفى على إسعاف الجرحى، بشقيقه معتز النونو الذي أصيب عند الشريط الحدودي في غزة، فبعد معاينته لعددٍ من جثث الشهداء، تصله جثة أخيه، ليقف مذهولا لا يعي تفاصيل الفاجعة التي وجدها بين يديه، وقد راح به الذهول الى استعادة شريط حياته مع اخيه، الى المشهد المرتقب الذي ستستقبل فيه امه خبر استشهاد ابنها، هل ستزغرد، هلى ستهرول الى غرفة ابنها الشهيد وتفتح خزانته وتلثم ثيابه وتشمها بحرقة عميقة وتبكي ؟؟
الموت في بعض حروبٍ قد يكون موتا مجانيا، تصنعه الة الحرب ليعلو الطغاة، لكن الموت في ارض فلسطين.. في ارض غزة الصمود والمقاومة، فله طعم اخر وقد تحول الى موسم قطاف تحصده السماء ليعبره الشهداء الى جنة الفردوس (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) / سورة آل عمران.
يذكر أنه استشهد يوم امس 55 متظاهراً فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الصهيوني في مواجهات على الحدود مع غزة الاثنين وإصابة أكثر من 2000، وذلك بالتزامن مع افتتاح وكر السفارة الامريكية في قلب مدينة القدس الشريف .

