معركة " درعا " خطيرة وعلينا الحيطة منها !
الثلاثاء-2018-03-27

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
كل الأفرقاء الذين يتحضرون لمواجهة عسكرية قد تكون وشيكة في الجنوب السوري , بإستثناء روسيا ربما , لهم مصلحة في " توريطنا " في هذه المواجهة , ولن يترددوا كثيرا في محاولة جرنا إليها إن إستطاعوا لا سمح الله .
فالمواجهة من وجهة نظرهم وأيا كانت نتائجها , قد تكون فرصة لهم لتراجع المنظمات الإرهابية داخل حدودنا وربما سرايا الجيش السوري الحر ولاجئين جدد من درعا وسواها , وهو ما سيشكل ذريعة للميليشيات الإيرانية وحزب الله والجيش السوري لدخول أراضينا كذلك , بحجة الملاحقة مثلا إن إستطاعوا .
إسرائيل من جانبها ومعها الولايات المتحدة , ستحبذان ذلك لغرضين , الأول جرنا للحرب لنبدو كما لو كنا نحارب إلى جانبهما , ضد سورية وروسيا وإيران وحزب الله , والثاني لتوريطنا وإضعاف موقفنا أمامهما حيال صفقة القرن المزعومة , إن كانت الغلبة لهم في هذه المواجهة المصيرية بالنسبة لإسرائيل , هذا إن لم تقلب واشنطن الأمور رأسا على عقب وتنقل المعركة كلها إلى دمشق , خاصة وقد دخلت أخيرا في خصام سياسي كبير مع موسكو التي ترى في نفسها حامية النظام في سورية .
في كل الأحوال نحن ملزمون بالدفاع عن حدودنا وعدم السماح لأي كان بدخول أراضينا , ومشكلتنا أننا عسكريا على خطوط تماس مباشر مع جميع القوى على الطرف الآخر من حدودنا مع سورية ومع إسرائيل , ولا ننسى بالطبع مخيم الركبان الذي زرعوه قنبلة في خاصرتنا ! .
هذه أمور تقلقنا نحن المدنيين !, ولا نعرف تقديرات نشامى جيشنا إزاءها , لكن ثقتنا بالله أولا ثم بجيشنا قوية بإذن الله .
لست عسكريا , لكنني أرى أن علينا أن نحمي حدودنا ضد أية محاولة دخول لأرضنا , من خطوط خلفية بعيدة نسبيا عن نقاط التماس مع الأطراف الأخرى , وأن لا نتسرع وأن نتحمل أية قذائف قد تدخل أراضينا بقصد أو بغير قصد , كي لا نسمح لأحد بجرنا لحرب لسنا طرفا فيها , وأن نعلن ومبكرا كل حدودنا الشمالية والشمالية الغربية مناطق عسكرية يحظر دخولها على المدنيين قبل المسلحين .
وقبل ذلك علينا أن نصارح شعبنا بما سيحدث من تطورات قد تنقلب إلى حرب كبرى لا أحد يمكنه التنبؤ بمآلاتها وتطوراتها , خاصة وأن أطرافها تريد زجنا فيها , بعضهم يريد أن نحارب بما يخدم غايته , وبعضهم يريد توريطنا فيها كمبرر لدخول أراضينا إن تمكن لا قدر الله !
معركة درعا وما حولها غربا وشمالا خطيرة , وعلينا التحوط لها جيدا شعبا وجيشا وحكومة في صف واحد . والله من وراء القصد .

