النواب امام مقصلة الشعب !!
السبت-2018-02-17 04:21 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شـادي الزيناتي
مع بدء العد التنازلي لجلسة النواب يوم غد الاحد والتي ستطرح فيها رئاسة المجلس مذكرة حجب الثقة عن الحكومة ، يقف اعضاء مجلس النواب امام مقصلة الشعب التي لا ترحم !
المتابع للحراك السياسي العام والشعبي بشكل خاص حول هذا المشهد سيجد ان مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بعديد منشورات المواطنين الذين يطالبون نوابهم بحجب الثقة عن الحكومة ، كنوع من الانتصار لهم ، وردا على قرارات الحكومة الاخيرة برفع الاسعار والضرائب على حد سواء ، وهذا مايراه المواطن الاردني انه تغول على جيبه وقوته اليومي.
القواعد الشعبية باتت تضغط و بكل قوة في الساعات الماضية على ممثليها في البرلمان لحجب الثقة عن الحكومة ، و تنوعت اساليب ذلك الضغط ما بين وعد بالدعم لهم والوقوف خلفهم في الانتخابات المقبلة اذا ما اوفوا بعهدهم ، وما بين نقد لاذع لمواقف المانحين منهم بناء على مواقف سابقة ، اضافة الى وعيد لكل من يمنح الثقة بالوقوف بوجه في قادم الاستحقاقات .
الضغط الشعبي الكبير يقابله تعامل حكومي مبني على الواقع والثبات ، فخطاب حكومة الملقي للنواب لم يتغير ولم يتبدل منذ الثقة الاولى و كذلك الموازنة ، وختاما باطلالة الرئيس على شاشة التلفزيون الرسمي ، والتركيز ان ليس بالامكان افضل مما كان اقتصاديا بسبب الظروف المحيطة والمتغيرات السياسية العديدة والتي جففت لفترة طويلة منابع الدعم والهبات الدولية لبلد يعاني من عجز في موازنته ومديونية عالية و بتزايد لا يتوقف ، اضافة لازمة اللجوء السوري التي اثقلت كاهل الموازنة ، ناهيك عن حماية الحدود والحرب على الارهاب .
كل تلك المبررات وغيرها الكثير ، يضاف عليها قليل من العلاقات الشخصية بين الوزراء والنواب تجعل من الاغلبية النيابية حاضرة في صف الحكومة ومنذرة باسقاط للمذكرة النيابية ، خاصة في ظل وجود كتل برلمانية رملية وغير فاعلة او مؤثرة وانعدام في الرؤية السياسية و تباين في مواقف اعضاء الكتلة الواحدة وهذا ما اشار له جلالة الملك مؤخرا بانتقاد واضح .
النواب في موقف صعب وامام مفترق طرق ، فان توافقوا مع الحكومة وقبلوا بذرائعها فسيكونوا بمواجهة الشارع و امام مقصلته ، وان كانوا عكس ذلك فسيخسروا تحالفاتهم الحكومية وامتيازات الشراكة معها خدماتيا و غير ذلك ، علما ان الاخبار المتواردة لغاية هذه اللحظات تفيد بتجديد الثقة لحكومة الملقي بنحو ثلثي اعضاء المجلس ، فأي طريق سيختار ممثلوا الشعب؟

