الأردن والسعودية والإمارات والكويت .. وبريطانيا !
الخميس-2018-02-12

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
نكتب ومنذ عشرات السنين من أجل ما نعتقد أنه في صالح ومصلحة بلدنا , وظلت كتاباتنا نظيفة من كل أذى لأي كان بحمد الله , دعونا لإصلاح الخطأ حيثما كان , ولكن بأسلوب مهذب لا شطط ولا غلو فيه , ومن الناس في بلدنا من إمتدح ما نكتب , ومنهم قلة ذمته بدعوى أن فيه نفاق لحكم أو حكومة طمعا في مغنم , ويعلم الله الذي لا إله سواه , أن الغاية ما كانت دوما سوى الوفاء الوطن وستر عوراته أينما وجدت , ولسبب منطقي هو أنه للوطن ! , ومن أنعم علينا يوما بمغنم أو حتى بكلمة شكر , فليفضح سرنا إن أراد , ولا حول ولا قوة إلا بالله !
قلنا منذ عدة أسابيع تقريبا أن الجغرافيا العنيدة من حولنا مقبلة على حرب جديدة , وأن علينا أن نتحوط ونحتاط ونفعل المستحيل كي نجمع ونوحد شعبنا كله , على كلمة سواء , فالخطر الذي يتهددنا هذه المرة ليس هينا على الإطلاق , وكنا سبقنا هذا الكلام بكلام آخر قلنا فيه , إن سورية التي كانت والعراق الذي كان , لن يعودا كما كانا أبدا , فهناك اليوم وافدون غرباء جدد يتحكمون بالقرار هناك , ولا أحد منهم يريد لنا وبنا خيرا , وفي الغرب منا إحتلال مستفحل وجد في الإدارة الأميركية الجديدة ضالته المنشودة , فالقدس بالنسبة لهم إنتهى أمرها وترمب قال اليوم أنها ما عادت خاضعة حتى لتفاوض فيما قال وزير خارجيته سابقا , أن الإسرائيليين والفلسطينيين هم من يحددون حدود القدس ! ولا ندري أيهما نأخذ كلامه على محمل الجد !
ما فعلناه نحن حيال فقر شعبنا وحصار من نار يلفنا شمالا وشرقا وغربا , أننا أخذنا بفهلوة المنظرين الإقتصاديين الذين غمرونا على مدى سنوات بقوانين غربية ترجموها بركاكة في مواضع شتى ونظريات لا تنسجم البتة مع واقع مجتمعنا المنهك إقتصاديا وإجتماعيا , واتحفونا بالمزيد من الضرائب ورفع الأسعار على شعب يئن معظمه تحت وطأة الفقر والبطالة والفاقة ولا ندري ماذا يقصدون من وراء ذلك , مثلما ألقوا على عاتق مؤسساتنا الأمنية والعسكرية أعانها الله , بأعباء كبيرة وكثيرة جراء قراراتهم ونظرياتهم تلك ! .
لا أدري هل سيعجب هؤلاء المنظرين أم هم سيضحكون كثيرا من إقتراح آخر يقول أن علاج واقعنا الإقتصادي المتردي كان يفترض تطبيق عكس ما فعلوا , من أجل تحريك عجلته وحركة سوقه وتخفيف أعبائه المرهقة عن كاهل شعبنا الطيب ! .
هناك نظريات تدركها العجائز الأميات في بلدنا لبلوغ هذا الهدف الوطني المهم في هذا الزمن الصعب , وهي نظريات تقوم على خفض الضرائب والأسعار لا زيادتها بهدف تحقيق هدف البيع الكثير والربح القليل وهما معا يعودان على خزينة الدولة بأفضل مما هو الآن , وينشطان حركة السوق وتداول المال عندما يجد القابضون على ملايينهم أن إستثمارها في السوق أفضل من تجميدها في البنوك بفائدة قليلة , ولفائدة الجميع الغني والفقير معا , ألم يسمع أولئك المنظرون بنظرية إبتدعها الأردنيون الأوائل عندما قالوا " أحيي مالك بمال " أي عندما يخسر أو يركد سوقك تدبر أمرك بضخ عشرات الملايين إن لم يكن مئاتها ومن جيوب الأثرياء في السوق لتستعيد ما قد خسرت ثم تربح ! .
بإختصار , ننصح مراكز القرار بأمرين , الأول أن يجربوا لشهرين مثلا تخفيض الضرائب والرسوم إلى أقل من نصف ما كانت عليه قبل الرفع , ليروا كيف ستدور عجلة الإقتصاد وينشط التداول والسوق بالتالي , وكيف سيخف الحمل الثقيل عن كواهل المواطنين الذين صارت الأغلبية منهم فقراء بالكاد يتدبرون أمورهم أو هم أعجز عن ذلك .
أما الأمر الثاني , فهو القناعة بأن حلفاءنا إستراتيجيا في المنطقة وخارجها , هم أشقاؤنا في دول الخليج العربي وبالذات السعودية والإمارات والكويت , وصديقتنا القديمة الجديدة بريطانيا ألتي كنا تحت إنتدابها والتي أوجدت إسرائيل إبتداء , وهي الأدرى من سواها بشؤوننا وشؤون المنطقة كلها وهي دولة كبرى تملك حق النقض في مجلس الأمن مثل غيرها من عظمى الدول .
مهما تطورت الأمور عند أشقائنا الخليجيين الذين يواجهون اليوم إيران في اليمن وغير اليمن , فهم وبرغم كل شيء , الأقرب منا ولنا , ولم ولن يخذلوننا ساعة يجد الجد , أما صديقتنا أميركا وصديقنا البنك الدولي , فلا رحمة في قلوبهم نحونا إلا بقدر ما يتحقق لهم ولإسرائيل وحدها دون سائر دول الارض من مصالح ليست في مصلحتنا أبدا , فهم يعملون وبالتماهي مع إسرائيل على إعادة صياغة وإنتاج المنطقة من جديد ونحن جزء منها , أكرر ..ونحن جزء منها ! , فهل نفكر في الأمر مليا وبهدوء ينتج قرارات صائبة ,آمل ذلك وهو على الله ليس بعسير , والله من وراء القصد .

