حلول غير عادية لمرحلة استثتائية
الإثنين-2018-02-12 10:35 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المحامي عبد اللطيف العواملة
لا شك اننا نعبر مرحلة استثنائية من تاريخ وطننا الغالي حيث تكالبت علينا المواجع العالمية والاقليمية و تدنت مواردنا المالية الداخلية و الخارجية مما اجبرنا على اتخاذ قررات اقتصادية صعبة خلقت تشوهات مالية اربكت فئات اساسية في المجتمع و ادخلت التشاؤم الى قلوب كثير من الناس يعبرون عنه بطرقهم المختلفة.
بداية لا بد من القول باننا لا نشكك في نوايا الحكومة و جهودها المخلصة النقية فهي كسابقاتها تعاني من تراكمات قرارات قديمة كان لها تداعياتها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. فنحن منذ عقود ندور في حلقة مفرغة من رفع الاسعار و الدعم المباشر و غير المباشر و كذلك ايضا الحلول المجتزئة غير الكاملة.
التحديات حقيقية و شاملة و جذرية فلا بد ان تكون الحلول على هذا المستوى. لنعترف بأن الاجراءات و القرارت الاقتصادية المتراكمة لغاية الان غير متسقة مع الواقع الاجتماعي و السياسي، و الاسطوانة هي ذاتها (مع حسن النية). فلو راجعنا تصريحات رؤساء الحكومات و الوزراء في هذه الحكومة و سابقاتها لوجدناها كالنسخ الكربونية تدور حول من اين سنأتي لكم بالمال و نحن دولة محدودة الموارد؟ المحدود الحقيقي هو التفكير القاصر في عدم وجود رؤية متكاملة مبدعة في التعامل مع التحديات. و على من ليس لدية القدرة على ذلك ان يترك الساحة لغيره فالحلول الوقتية و المعلبة لا تأتي بالنتائج الناجحة.
اذا كان ما يقوله المسؤولون صحيحا و باننا نمر بمرحلة استثنائية فلماذا نعالجها بحلول عادية غير مبتكرة؟ حلول غير شاملة بل مجتزئة؟ اين الابتكار و اين الحزم المتكاملة من الخطط السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية؟ اين هي الخطة الكاملة لاعادة هيكلة القطاع العام و ايقاف الهدر فيه؟ ما هي الاجراءات المطلوب اتخاذها لتخفيض اعداد الوزراء و النواب و الاعيان و ضبط نفقاتهم الحالية و "التقاعدية"؟ هل يدعم البرلمان قاطرة التنمية ام يشدها الى الوراء و يزيد في الانفاق غير المسؤول؟ كيف تتم عملية تقييم حقيقية للمؤسسات المستقله و الشركات الحكومية و رواتبها و مصاريفها؟ هل الحكومة قادرة على التعامل مع الفساد بشكل جذري و مواجهة اوجهه المختلفة و الذي تحميه للاسف بعض الممارسات العشائرية كما رأينا مؤخرا؟ هل نحن جادون في تحقيق العدالة الضريبية التي تحقق الامن المجتمعي؟ سيقبل المواطن العادي اسعارا اعلى و دعما اقل اذا رأى ان هناك استراتيجييات شاملة و متكاملة لوقف الهدر و تشجيع الانتاج الحقيقي.
ما نواجهه اليوم هو ظروف استثنائية و المعروض هو اجراءات عادية تخلو من الابداع الحقيقي. هنا تكمن المشكلة. بداية الحل هي بالاعتراف بالمشاكل متكاملة و معالجتها كملف شامل عابر للحكومات و البرلمانات و الظروف الاقليمية و الدولية المتقلبة. الحل ليس سهلاً و لكن لا يجوز تجزئته و لا يمكن ترحيله. حلول عادية لمرحلة استثنائية لن تؤدي الغرض.
جلالة الملك عبد الله – اطال الله في عمره – يلامس بشكل مباشر هذه التحديات و يتحدث عنها في كافة المنتديات. جلالته يقود بنفسه عملية التغيير و يعلم بان العقبات كبيرة و لكنه يؤمن بان الاردن قادر دوما على مجابهة المحن و الخروج منها اقوى و اكبر. سلمت يمناك يا سليل الاشراف، فالكل معك.

