كما البيوت أسرار , فالأوطان أسرار أيضا ! .
الخميس-2018-01-22

جفرا نيوز -
جفرا نيوز
بقلم : شحاده أبو بقر
بيوت الخلائق قصورا كانت أم كهوفا , ملآى بالأسرار على أهمية أو تواضع تلك الأسرار . ذلك قول شعبي أردني نردده وبالذات عند رواج الحديث عن مشكلة في بيت ما في القرية أو المدينة أو الحي , وبالذات عندما يعجز فضولنا عن معرفة ما يجري , فترانا ننهي حديثنا بالقول " البيوت أسرار " !
والأسرار هنا تتماهى مع معنى الخصوصية والحرمات , وهي قد ترقى إلى حد مفهوم المصالح , فلكل أسرة خلف أربعة جدرانها مصالح ما , تحرص أن لا ينكشف أمرها للعامة خارج تلك الجدران , وهنا يتجسد قول " إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " .
ما ينطبق على البيوت وأسرارها , ينطبق على الاوطان كذلك , فللاوطان أيضا أسرارها , وهو حق لها شرط أن لا يؤذي مصالح جيرانها وشركائها في الغرم والغنم , وتحديدا عندما تكون هنالك قضية أو مشكلة لكل منهم فيها مصلحة ما , أو هم شركاء علنيون في تفاصيل تلك المشكلة وآثارها سلبا وإيجابا معا .
مناسبة هذ الكلام وبوضوح تام , هي ما نسمع وما نقرأ بين السطور وفي الكلمات وظلالها , من تفاوت في المواقف حول قضية فلسطين والقدس الشريف وما يدعى بصفقة القرن والعصر وما شابه من نعوت ! .
وهو تفاوت نسأل الله نحن الأردنيين الأقرب والأكثر إلتصاقا بالقضية وبالقدس , أن يكون نتاج حكمة ونيات سليمة غايتها مصالح الجميع بلا إستثناء , وفي مقدمتهم المرابطون الصامدون الرازحون تحت الإحتلال وظلمه .
نعم , كما البيوت أسرار في عرفنا , فالأوطان أسرار كذلك , ولكن ومرة أخرى , شريطة أن تكون غايتها شريفة تسعى لمصالح الجميع لا أحدا على حساب أحد , ولا تخليا عن ثوابت القضية التي إستهلكت حتى الآن مئات آلاف الأرواح ويتمت ورملت وأعاقت ودمرت وإستباح العدو فيها أقدس المقدسات وأغلى المحرمات ! . والله من وراء القصد .

