من يخفي عن الأردن شيئا يقع في شر أعماله !
الثلاثاء-2018-01-16

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
المخاض العسير الذي يعيشه العرب منذ سبع عجاف , يفتح عيون النابهين منا كل يوم على شبهة سر هنا أو هناك , لنرى أن معظم القيادات السياسية العربية العليا يبحث كل منها عن مصالحه وحسب , ولا يضيره أمرنا نحن الاردنيين المنخرطين وبحسن نية في كل ما يجري , ولمصلحة أشقائنا العرب , حتى لو كان في ذلك غضب وعتب أهم حلفائنا من غير العرب ! .
نحن بلد فقير مديونيته تعدت كل الحدود وشعبنا يعاني ضنك عيش شديد لم يعد يطاق , ومع ذلك وكشأننا منذ وجدنا نتخذ الموقف الشجاع الصادق الجريء إلى جانب أشقائنا ولا نتردد أبدا , ولا نغضب وقد فقط نعتب على شقيق يتوانى عن دعمنا , ونلتمس له العذر طبعا ! .
أكثر ما يغيظنا ويؤلمنا جدا جدا , هو ما قد يخفيه شقيقنا وشريكنا عنا , في خضم ما يجرى من تطورات ومفاجآت وترتيبات ووعود منتظرة , ونرى في ذلك طعنة في الظهر لا يمكن نسيانها مهما طال الزمان , لا بل نرى فيها ما هو أبعد من ذلك بكثير , فالأصل أن يكون الشريك صافي القلب والنية لا يخفي عمن يشاركه ويضحي من أجله شيئا على الإطلاق , حتى لو أضطر إلى إخفاء شيء عن أقرب الناس إليه .
قلنا ونعيد القول , حلفاؤنا الحقيقيون من أهلنا العرب , هم أشقاؤنا في الخليج العربي , وأي كلام آخر يريد جرنا إلى تحالفات أخرى , هو قفز في الهواء وتأثر إبن لحظته أو هو نتاج عدم ود لأشقائنا في خليجنا العربي ! .
بوضوح أكثر , مصالحنا الإستراتيجية والحيوية الموثوقة موجودة عند إخوتنا في السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وحتى في قطر الداخلة في خصام مع أشقائها الذين ليس لها غيرهم ساعة يجد الجد !
أما من يريدنا الذهاب إلى محاور أخرى , ومن يخفي عنا ما يجب أن تعرفه أجهزتنا وحكومتنا في خضم الصراع المرير والمخطط الذي ينفذ تباعا , فذلك هو شأن كل طرف منهم ولا شأن لنا فيه .
أجزم أن مراكز القرار في بلدنا تقرا ظل الكلمات وما بين السطور , وتدرك ما تضمره الضمائر وما تخفي الصدور, وهذا ما يبعث فينا الطمأنينة على بلدنا بإذن الله تعالى . ويقينا فإن صفاء النيات تنجي أصحابها , ونحن بالضرورة منهم , ومن يخفي عن الأردن شيئا يقع في شر أعماله . الله العالم بما تخفي الصدور من وراء القصد .

