اختيار رؤساء الجامعات بين الترشح و الترشيح ..
الأحد-2018-01-07

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور سمير بطاينة
لقد انتهت وزارة التعليم العالي من إستلام كل طلبات الذين رشحوا أنفسهم لرئاسة احدى الجامعات الشاغرة, وستبدأ عملية الفرز والمقابلات والترشيحات على نحو كلاسيكي لا يتناسب مع نهج الوزارة المتميز في إدارة ملف رؤساء الجامعات ولا مع جرعة الشجاعة و الهدؤ والحلم الذي وجدها معالي الوزير في هذه الصحراء القاحلة الا من النفاق و علو أصوات بغاث الطير.
هذا النهج في الأختيار هو الذي أساء للمختار والجامعة والوزارة؟
فالقامات ( اللجنة الموقرة) القائمة على الإجراءات تقابلها قامات قامت على سابقتها, والذين ترشحوا الأن هم أساتذة فضلاء كأولئك الذين ترشحوا في المرة السابقة والأختلاف البسيط في طاقم الوزارة, فما الذي تغير في المعطيات والمقدمات حتى نتوقع تغيرا كبيرا في المخرجات؟
أنا لا اشكك بشيء و لا اشك بمصداقية معالي الوزير ولا باللجنة الموقرة فشكي بهم شك بنفسي لأني منهم, وأنا لا اعرفهم جميعا لكن من أعرف منهم عن قرب أكن له من الأحترام والاعتراف له بالحرفية و المهنية ما لا يكفيه مداد ولا يسعه ورق , فإن أسيئ فهمي فأقول كما قال ذلك الفيلسوف: أوقفوا الارض عن الدوران أريد أن أترجل فما عادت الأرض تصلح للحياة, ولكنني أشك بكفاية وكفاءة الأجراءات التي أوضحها بالتالي:
اولا: هل من يصلح لرئاسة جامعة بعينها هم فقط اولئك الذين رشحوا أنفسهم لها؟ ام أن هنالك اناس يحق لهم أن ينافسوا مع زملائهم لكنهم لم يستطيعوا ترشيح أنفسم لعلة تستوجب احترامهم لها دون أن ينقص من بالغ احترمنا وتقديرنا لزملائنا الذين رشحوا أنفسهم ملتزمين بسيسات الوزارة المعلنة؟
فبعض الزملاء يأخذ بالرأي الفقهي أنه لا يجوز طلب الامارة, وبعض الزملاء الذين تم اختيارهم لمواقع ادارية داخل و خارج الأردن من قبل أرباب العمل أو أصحاب المسؤولية لكفاءتهم يمنعهم التزامهم الأخلاقي بعملهم ومروءتهم أن يقلبوا ظهر المجن لمن وضع ثقتهم بهم من أول بارقة لفرصة لهم الحق بالمنافسة عليها, وبعض الزملاء أصبح عنده شك بالاجراءات وأنها عبثية ويرون أن القضية محسومة بالضغط السياسي أو تسوية بين بعض اصحاب النفوذ أو مؤسساته, فأصحاب هذه القناعة يرون من حترامهم لذواتهم أن لا يدخلوا بإجراءات فيها جهالة, وإن كنت لا أتفق جذريا معهم, لكن التاريخ والممارسات لا تجعلنا الا ان نحترم هذا التخوف وأن له ما يبرره.
يجب أن نفعل الية الأستقطاب ليكون مثل هؤلاء في حلبة السباق لترتفع وتيرة المنافسة وتشتد الركبان في الميدان فلا نحتاج مجددا إلى جولة إعفاء ؟
وعليه فإن على اللجنة الموقرة أن توسع عينة الاختيار باستقطاب بعض الأساتذة الذين حجبهم ما أسلفت عن طرح أسمائهم وهم بذلك يعينوهم تحقيق رغباتهم فهم كالمحتاج المتعفف بمروؤته وأنا على ثقة من أن الزملاء الذين رشحوا أنفسهم هم على نفس السوية من الذين حجزهم مانع عن التقديم, أي أنهم ما كانوا ليقدموا لو أن احدهم كان في أي وضع من الفئات الثلاثة التي قدمت.
فمن أليات الأستقطاب أن ترشح اللجنة نفسها اسماء ولكن من أهم اليات الأستقطاب "التزكية "وهو أن يسمح لكل استاذ في الجامعة أن يرشح اسما لرئيس لجامعته تشكل الترشيحات هذه بنكا للجنة الموقرة في الاختيار.
إلى متى سيبقى مئات الاساتذة في جامعة مثل العلوم والتكنلوجيا مثلا والجامعات الأخرى ومنهم أعيان و نواب و وزراء سابقين ليس لهم الحق في إبداء رأيهم بمن يكون رئيسهم, إن مثل هذا الاجراء ( التزكية) يعزز الوجود للذات وللمؤسسة وللاردن ويعمق الانتماء, لأن المساهمة في القرار تعني ببعدها الاخر هو اعتراف بالوجود واحترم الذات والمشاركة بتحمل المسؤولية والتبعات, ولو كنت صاحب قرار لأخترت مائة أستاذ( أقدم مائة) من كل جامعة وجعلتهم يصوتون على القائمة المختصرة للمتقدمين بنتائج غير ملزمة بل لها وزنها في المفاضلة.
وفي الختام, وحتى لا ينفث الشيطان في قلب قارئ فكاتب المقال زاهد بالمنصب العام زهد عشاق الدنيا بالقبور.
ثانيا: في مقالة قادمة ..

