النسخة الكاملة

الأردن في عام 2018 ساحة صراع أم ساحة التقاء

السبت-2018-01-06 03:57 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - د. عمر العسوفي
* التسويات الكبرى للمنطقة تتطلب عمليات جراحية تمهيديه * حرب أو مواجهة مع إيران ضرورة لتهيئة المسرح ليتناسب مع صفقة العصر المطروحة * قد تلجأ إحدى القوى الإقليمية إلى لملمة بقايا فصائل المجاهدين وتوجيههم لضرب المصالح الأمريكية في المنطقة . يبدو ان عام 2018 سيكون العام الأكثر وضوحا لمعالم التسويات الكبرى في الإقليم وبنفس الوقت سيشهد أكثر عمليات التغيير أفقيا وعموديا،الوضع في العراق بدأ يأخذ معالمه ومعركته الرئيسية داخليا سواء اتجه نحو التقسيم أو الفدرالية أما في سوريا سيبقى الحل السياسي مرتبط بما يحدث في إيران وانتخابات روسيا، اليمن ودول الخليج ستكون في حالة التلقي لمخرجات التسويات الكبرى، مصر لديها من المشاكل ما يمنعها من أن تكون الدولة القائد في الإقليم وهي ليست ببعيد عن أطروحات التقسيم والتقزيم... على الرغم من التاريخ الطويل في علاقات التعاون والصداقة مابين أمريكا وإيران إلا إن الأخيرة تبدو إنها الأكثر حضورا وتأثيرا في المشهد الإقليمي وأن كثيرا من التسويات المطروحة قد تعرقلها أو تؤخرها بما يتناسب ومصالحها وتطلعاتها،علاوة على أن مخرجات التسويات الكبرى تقتضي وجود قوة إقليمية واحده هي إسرائيل(سوبر بور). الأردن نجا من قائمة دول الإقليم التي عصفت بها الفوضى ولكنه ركن رئيس في الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي والخشية كل الخشية أن يكون الحل النهائي على حسابه خصوصا فيما يتعلق بتوطين اللاجئين الفلسطينيين وفقدان الوصاية على المقدسات في القدس، بعد قرار ترامب لنقل السفارة الأمريكية والاعتراف بأن القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال كان الأردن قيادة وشعبا الأكثر رفضا للقرار وتجلى ذلك من خلال المسيرات الشعبية الحاشدة ومن خلال حركة الملك عبد الله الثاني التي شملت عدة عواصم بما فيها الفاتيكان لتطويق القرار وبيان عدم مشروعيته ، إلا إن إسرائيل وأمريكا ماضيتان في تنفيذ توجهاتهما فقد أقرت الحكومة الإسرائيلية والكنيست عدة فوانيين بخصوص القدس وضم الضفة الغربية بما يعني بوضوح سقوط أوسلو وملحقاته لابل أن الخطوة التي تطبخ الآن هي تطبيق القوانين الإسرائيلية على القدس ومناطق الضفة الغربية وإعلان يهودية الدولة الأمر الذي سيخلق واقعا جديدا لدى السكان الأصليين لفلسطين من العرب. الأحداث التي تدور في إيران ليست وليدة لحظتها وليست بريئة من التدخل الخارجي.؟ من أجل ذلك كله فإن حربا محدودة أو مواجهة مع إيران لابد منها والأرجح أن تكون مواجهة على ارض سوريا ، حيث حزب الله ومليشيات الحرس الثوري وبقايا فصائل المجاهدين الإسلاميين. إيران بدورها ستحاول تحشيد المسلمين الموالين لها وتوجههم لضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وتحت شعار تحرير القدس سينظم لها خلقٌ كثير تعاطفا مع الهدف المسمى ،وسيكون الأردن هو الساحة التي لابد أن تمر منها جحافل المحررين للقدس وهنا ستكون المواجهة الكبرى، المجتمع الدولي سيهب لمساعدة الأردن ولكن فوضى كبيره ستعم المنطقة ستفرض أمريكا فيها رؤيتها بالقوة نظرا لتغيير الوقائع على الأرض....ستنكفئ إيران إلى الشرق وسيوضع الحل السياسي في سوريا موضع التنفيذ وتتم تصفية القضية الفلسطينية بما لا تهوى الأنفس ولكن هذا لن ولم يمنع جذوة النضال والجهاد أن تخبو عن تحرير الأرض مهما كبرت التضحيات...؟ ما عدا هذا السيناريو الصعب فإن الأردن سيكون هو محطة الالتقاء التي فيها تتم التفاهمات والتسويات التي ستنفذ باتفاقات محسوبة ما بين دول المنطقة.؟ نأمل ذلك مع ترجيحي الشخصي للسيناريو الأول.؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير