النسخة الكاملة

نُريدُ أكثَر من خالِد كلالدة !

الأحد-2017-08-20 01:55 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: علاء مصلح الكايد
بدايةً لا نُنكَر حاجةَ الهيئة إلى تعزيز كوادرها الفنيّة ( حسابيّة و تقنيّة ) لتلافي الأخطاء الأخيرة . لكنّ الأهمّ ، هو أنّها أنجَزَت الجُزء الأكبر من العمليّات الإنتخابيّة بأعلى قدرٍ من المهنيَّةِ و الشّفافيّة ، و الأهمُّ أن النزاهة لم تعُد هاجِساً ! سأتحدَّثُ هذه المرّة عن عرّاب الإنتخابات النيّابيّة و النقابيّة و المحلّيّة المُزدوجة الأخيرة ، معالي د. خالد الكلالدة . ترافق إختياره كوزيرٍ للشؤونِ السّياسيّة و البرلمانيّةِ إبتداءً معَ كثيرٍ من الجدل ، إذ إنقسم المراهنون إلى فئتين بين مُشَكِّكٍ بإيمانِ الرَّجُل الحِزبيِّ ، لا سيّما و أنّهُ كانَ من تيارِ إعتِصام آذار ، و ذهَبَ أنصارُ هذا الرّأي إلى أن الكلالدة تنازل عن النِّضال و باعَ القضيّة أمام بَريقِ " النُّمرة " الحمراء . و إعتَقَد الفريقُ الثّاني من المُراهنين أنّ للرَّجُلِ مآرِبَ حِزبيّة أفضَت إلى قبولِهِ بالّلعب ضمن الصَّفِّ الحُكوميَّ الأوّل و مُقارعة أركان القرار وجهاً لوجه ، و بالَغُوا حين وصلوا للتكُهِّن بأنّه قَبولَهُ كانَ أشبهُ بحِصانُ طروادة و أنّهُ لَن يلبِثَ حتّى يُشبِعَ نهمهُ السّياسي بمكاسِب فئوِيَّةٍ لجماعته من اليساريّين قياساً على سوابق ضعُفَت مهنيَّتها بمواجهة الرّغباتِ الحزبيّة و حساباتِ العودة للقواعد . و الحقيقةُ أن كِلا الفريقين أخطأَ في قراءة الرّجُل الّذي سُرعان ما أثبَتَ بأنّهُ من فِئةٍ ثالِثةٍ لم نألفها سابِقاً ، فكانت المُفاجأة مُدَوِّيةً بنزاهةِ الإنتخابات النّيابيّة و تفويتِ فُرصة الإنقضاضِ عليه من قِبَل خصومِه السّياسيين التقليديين - الإسلام السّياسّي - حين حصدوا مقاعدهم على حساب التيّارات الأُخرى بمن فيها رفاقه - الكلالدة - النضاليين ! و لو لم يكُن للكلالدة إنجازٌ سوى تحقيقِ الحُلُمِ الملكِيِّ و الشّعبيّ على حدٍّ سواء " نزاهة الإنتخابات " لكفاهُ إنجازاً ، لكنّ سياسة الحوار و البابِ المفتوح و عدم الإنقياد خلف مظاهر الوظيفة الّتي تُخفي ( المُسائَلين ) خلف الزجاج المُظلَّل لم تفتن الرّجُل ، و بقي كما هُو يكرهُ ربطاتَ العُنُق و يُفضِّلُ لِباس الميدان ! هو كلاسيكيٌّ عَصرِيّ ، من جيلٍ قديمٍ نسبيّاً و لكنّهُ مُنفتِحٌ على وسائلِ التّواصل الحديثةِ و على جيلِ الشّباب ، و بعبارةٍ أُخرى ، هو يجمعُ بين صفاتِ رجال الدّولة الكلاسيكيّة و الدّيناميكيّة . مواصفات الرّجُل يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار ، فلا الهيئة تريد أن تخسرهُ لاحِقاً ، و لا نريد أن نخسر هذه الأيقونة المثاليّة في مواقع رسميَّة أُخرى تحتاجُها . هو نموذجٌ يدفعُنا لتسليطِ الضّوء على قاماتٍ وطنيَّةٍ يُراهَنُ عليها ، لكنّها تنتظِرُ أن تمتدَّ الأيدي لها لتُبدِع .  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير