تشكيلة “غريبة” من رجال الدولة في جلسة مع الملك
الخميس-2017-01-19 11:10 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز-فرح مرقه
مجرد تحليل الشخصيات التي حضرت اللقاء الاخير مع ملك الاردن قد يصيب سياسيي البلاد في الاردن بالدوار،خصوصا بعد تغييرات في مواقع مختلفة ومؤسسات مختلفة دون ايضاحات، فالخليط الغريب الذي اجتمع به عاهل الاردن الاربعاء، يؤكد ان الملك مستمر بنهج خلط الأوراق لرجالات الصف الأول، الامر الذي اتى لاحقا لاستماع الملك ذاته لعدد من التقييمات الصعبة لأوضاع بلاده قبيل وأثناء وبعد رحلته الاخيرة الخاصة .
عاهل البلاد اليوم يبدو ان لديه أجندة واضحة باستغلال "كلّ الخبرات” الموجودة في البلاد من جهة، كما يبحث وفي الوقت ذاته عن رجال مناسبين تمهيدا للتغييرات في المناصب العليا التي بدأها منذ ما يقارب الاسبوع من جهة ثانية، الأمر الذي يفسر حضور شخصية من وزن رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، رغم فتور سابق بالعلاقة سابقا مع الملك ذاته.
اللقاء الذي تم الترويج له على اساس انه ضمن لقاءات الملك بكبار الشخصيات والسياسيين، حضرته تشكيلة شديدة الغرابة، قد لا يجمعها الا القصر الملكي، كون فيها ايضا السياسي الاسلامي المعتدل والوزير الاسبق الدكتور عبد اللطيف عربيات، الامر الذي بدا وكأنه رسالة لطرفي النزاع في البيت الاخواني بأن المعتدلين فقط هم المرحب بهم.
رأس الطاولة كان رئيس الوزراء القوي السابق عبد الكريم الكباريتي، والذي بات عاهل الاردن يقرّبه من نفسه بصورة كبيرة قبيل تغيير رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله النسور، الامر الذي يوحي بالصبغة الاقتصادية لبعض محاور اللقاء الامر الذي يعززه ايضا وجود رئيس وزراء من وزن المهندس علي ابو الراغب صاحب الرؤية الاقتصادية الهامة.
رؤساء الوزراء الوحيدين الذين حضروا الاجتماع كانوا الثلاثة المذكورين: المهندس ابو الراغب والدكتور الروابدة، إلى جانب الكباريتي، وهم من قدموا خلال الفترات الماضية بعض الرؤى الاقتصادية والسياسية الغريبة على الدولة، فالكباريتي هو صاحب طرح الانفتاح على ايران كونها ملاصقة للحدود الاردنية من جانبيها الشرقي والشمالي، وابو الراغب من طرح فتح السياحة الدينية للشيعة، وتجنيس اصحاب رؤوس الاموال، أما الروابدة فكان صاحب الطروحات الجدلية المتعلقة بقانون الانتخاب والامركزية الحاليين.
المنحى الامني والحدودي على ما يبدو كان الغطاء لتواجد شخصيتين من وزن وزيري الداخلية السابقين سعد هايل السرور ونايف القاضي، إلى جانب الخبير في العلاقات الدولية والخارجية الدكتور عبد الاله الخطيب.
الجامع بين معظم الشخصيات المذكورة كان القوة في الطرح، رغم الكثير من الاسئلة حول الغائبين عن لقاء كهذا، واهمهم رئيس الوزراء الحالي الدكتور هاني الملقي المنشغل منذ يومين بمناقشات الموازنة، رغم كون سلفه الدكتور عبد الله النسور كان يحرص على حضور الجلسات المشابهة حتى في اصعب الاوقات.
رؤساء حكومات سابقين ووزراء اقوياء اخرين بدا غيابهم غريبا، كما بدا بعض الحضور يدل على تنويع اكبر في الخيارات لم يعتاد في لقاء واحد.
في الجانب السياسي بدا الاختيار متجه اكثر لشخصيات معتدلة وودودة وهادئة من وزن الدكتور عربيات كممثل للفكر الاسلامي المعتدل ثم الوزير الاسبق بسام حدادين والنائب السابقة عبلة ابو علبة كممثلين عن اليسار الاردني.
المواضيع المطروحة وفق الخبر الرسمي عن الزيارة يبدو انها كانت ضمن لقاء مطول اكثر من كونه لقاء عابر، ولا يمكن اغفال انفتاح بعض الشخصيات في الطروحات مؤخرا، الامر الذي لا يمكن ايضا عدم التعامل معه على اساس اللقاءات غير ذات المغزى والهدف.
بكل الاحوال، حتى تصريحات الملك في السياق لم تكن "روتينية” وبدت اكثر حدة وصرامة، خصوصا فيما يتعلق بالاوضاع الداخلية، ما يظهر ان اللقاء المذكور قد لا يكون الاخير في سلسلة اللقاءات المفترض عقدها خلال الايام المقبلة

