النسخة الكاملة

سؤال (للكرميد) في عمان

الإثنين-2016-12-19 06:20 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز بقلم عبد الهادي راجي المجالي  مثلما للمصيبة وجع ..لها أيضا درس مهم يجب أن يفهم ويمحص بعناية..ما حدث في الكرك كان رسالة واضحة مفادها :- أن هذا الشعب بالرغم من جوعه وتعبه وصبره الأيوبي ...إلا أنه يخاف على بلده أكثر من خوفه على دمه ...هذا أولا ثانيا :- عمر الكرميد في عمان الغربية , عشر سنين أو أكثر بقليل , ولكن عمر القلعة في الكرك مئات السنين ..والناس هناك هبت للدفاع عن التاريخ ..خافوا للحظة أن يقال عنهم تخاذلوا , أو تراجعوا ... لهذا لم تكن المقاومة أمنية فقط بل كانت شعبية أيضا..... أما الدرس الأهم والذي يجب فهمه واستيعابه هو :- أن المعركة الشرسة دارت في القلعة ..والقلعة في الكرك ليست مكانا لأخذ الصور والتذكارات القلعة هي التي شهدت أحداث الهية , وأمس أعاد الكركية إنتاج (الهية) وانتفضوا ضد الغلو والإرهاب ...والمسافة بين سائد المعايطة الشهيد البطل هي ذاتها المسافة بين قدر المجالي وابراهيم الضمور ...هي ذاتها المسافة بين من هبوا دفاعا عن حريتهم وكرامتهم لقتال تركيا , وبين من هب دفاعا عن كركيته وعن عشيرته وعرشه ووطنه ...وقد التحقت يا سائد المعايطة بالرموز وأنت منهم سيدا مطاعا ..ورمزا وطنيا عظيما ...فمثلما هزم دم الكركية تركيا في العام (1910) هزم دمك الإرهاب ...وعادت القلعة لنا بحجارتها وترابها بهيبتها وقوتها وعزتها ... الناس قاتلت في الكرك ,والشرطة قاتلت , والتاريخ قاتل ... فقط راقبوا المزيج الذي ظهر في الفيديوهات المسربه , فقد عرفت كل الوجوه ...شاهدت عيالنا (الفلسطينية) كانوا في الشوارع يقاتلون ..دفاعا عنها هل تعرفون لماذا ؟ لأنها المدينة الوحيدة التي لا يوجد فيها مخيم ولم يدخلها الفلسطيني لاجئا بل شريكا دخلها وابن عم ..وكان البار بترابها ..لهذا كان يقاتل دفاعا عن حلمه وحياته ...وعن مسقط رأسه وخبزه وعن التاريخ. ...والمسيحي قاتل , لأنها المدينة الوحيدة في العالم العربي ...التي لا ينظر للمسيحية فيها على أنها طائفة , بل حالة وطنية وزعامة ..وتاريخ صاغ تاريخا ..وكنيسة علمت المسلم قبل المسيحي أبجديات القومية والوفاء ... وابن العشيرة قاتل بكل بسالة , هل شاهدتم الشاب الذي دخل للقلعة حاملا الحجارة ؟ حتى بالحجارة قاتلوا...لأن العشيرة مؤسسة , ولم تكن عبئا على الدولة بل هي الحامية لها وهي مصنع العسكرية النجيبة , وهي التي تقدم الشهداء ... فحين يحتاج الوطن لدم يروي زيتونه وتاريخه , تقف العشيرة وحدها في المشهد ..وتخاطبه :- خذ من دمنا ما يكفيك أيها العظيم ... ونسأل برسم دمنا , برسم قلقنا ..برسم كل الحب وكل الوفاء لبلدنا نسأل (الكرميد) في عمان , الذي يحوي أسفله الطاولات الفارهة , ويحمي سيارات (الجاكوار) من ظل الشمس ..نسأل (الكرميد) في عمان الغربية ..أين كنت ؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير