النسخة الكاملة

نضال الفراعنة يكتب.. تشبيك وطني" هزم الإرهاب عند أقدام قلعة الكرك

الإثنين-2016-12-19 11:13 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- نضال فراعنة
لو كان الأمر لي لن أقوم بمحاكمة مجرمي خلية الكرك على "إرهابهم"، وإجرامهم، بل سأطلب أن يُحاكموا بتهمة "الغباء التنظيمي"، لأنهم اختاروا واحدة من أصلب المدن الأردنية وطنية وصمودا وتضحيات لبث إجرامهم وحقدهم على الأردن والأردنيين، فهؤلاء أو مُشغّليهم لم يقرأوا التاريخ الأردني جيدا، وبالتالي لم يمروا على سيرة الكرك والكركيين، فلم يكن مفاجئا لأي أردني أن يتم تداول مقاطع فيديو تُظْهر هبة أهل الكرك جنبا إلى جنب مع "نشامى العسكر" لحماية الكرك وتحصينها، وهي ليست أول هبة ولن تكون الأخيرة، وهذه هبّات للأردن والأردنيين.
مدينة مشى على ترابها دليوان المجالي، وحسين الطراونة وقدر المجالي، وسيّجها حابس المجالي وهزاع المجالي بالدماء والصبر والصمود لن ينال منها أحد، الذين لا يعرفون الكرك هم وحدهم الذين توقعوا أو تمنوا أن يمر الإرهاب بنجاح، لكن موقف أهل الكرك يُسجّل بماء الذهب، إذ كان الكركيون يهرعون جنبا إلى جنب مع نشامى الأمن العام والدرك في مطاردة الخارجين على القانون، إذ اتصل بي صحافي عربي ليبلغني بأنه وجد صعوبة بالغة في التمييز بين رجال الكرك وشرطتها خلال معاينته لمقاطع الفيديو.
لا نُعزّي أحد لأن شهداءنا لم يذهبوا "فطيس"، هؤلاء شهداء نذروا أنفسهم ودمهم للأردن والأردنيين، وليسوا أول شهداء ولن يكونوا آخر شهداء يفتدون تراب الأردن، فالكرك دائما خزان النخوة والشهامة، وخزان الصبر الوطني النبيل، فالكركية تنهض صباحا لتتوضأ وتصلي الصبح وتطلب من إبنها العسكري أن ينهض للذهاب إلى كتيبته، وهي لا تعلم ما إذا كانت سترى إبنها جسدا أو نعشا في اللقاء المقبل. أغلب الظن أن ما شهدته الكرك هو صفحة من كتاب الشرف الذي ما فتئنا نقرأه عن الكرك ورجالاتها منذ ما قبل الأردن.
قلعة الكرك ظلت منذ قرون مصداً لكل الغزاة والجناة، وهي لم تتردد بهبة من رجالها في أن تكون في ذات الموقف والموقع دفاعا عن الأردن، فهي تلفظ كل إرهابي أو قاطع طريق، فيما تحنو على كل من صعد إليها باحثا عن سيرة رجال شرفاء افتدوا الأردن والأردنيين بدمهم وبارودهم.
هل جاء الدرس من الكرك اليوم "صدفة"؟ الجواب لا، فما حصل اليوم هو منظومة متكاملة فإبن إربد استعد للفزعة، والزرقاء "شدّت شماغها"، ومعان تحضرت لنجدة "الجارة الشقيقة"، والعقبة "استدعت تاريخها"، والطفيلة "جهّزت بارودها"، والبلقاء "ضحكت وإطمأنت" لأنها تعرف قدر الكرك والكركيين فهم "قدها وقدود".. هل هذا كل شيء طبعا لا، فكل هذا "التشبيك الوطني" ظللته "أبعاد أمنية وعسكرية واستخبارية" استعدت من أجل التصدي لكل عابث أو قاطع طريق، وكل هذا لم يكن ممكنا لولا "التغطية السياسية" التي وفرتها "القيادة الهاشمية" لكل هذا "الفسيفساء الوطني".. لا تقلقوا الكرك فيها رجال وتاريخها يفيض شهامة ونخوة، وكل أردني هو مشروع شهيد، لكن الأهم أن في هذا البلد الآمن جندي ب"رتبة ملك" لا ينام دون أن يطمئن بأن الأردنيين أووا إلى فراشهم، وشدوا أغطيتهم.
حماك الله يا وطني
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير