النسخة الكاملة

ثالثة عمان .. بين أباطرة المال و الخدمات و رجال الفكر والسياسة

الأربعاء-2016-08-09 02:58 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - عصام مبيضين بدأت شرارة المعركة الانتخابية تستعر في الدائرة الثالثة بالعاصمة عمان، وسط صراع محموم بين تكتلات السياسيين من جهة واباطرة المال والاعمال من جهة ثانية مع حضور لافت لبعض الرموز الاجتماعية ووجهاء الدائرة. الدائرة التي كان يطلق عليها فيما مضى "دائرة الحيتان" يكتنف المشهد الانتخابي فيها بعض الغموض لما فيها من فسيفساء اجتماعية و سياسية متناقضة،وفرز طبقي يضم طبقة من فاحشي الثراء الى جانب مكونات تعاني من فقر مدقع وتواجد لخليط عشائري تعود جذوره الى مختلف مناطق المملكة. وتضم سلة الاصوات لثالثة / العاصمة(241601 ) ناخب وناخبة في احياء عمان الراقية مثل الشميساني عبدون وام اذينة وجبل عمان الى جانب مناطق متوسطة كجبل الحسين وعرجان والمدينة الرياضية ومناطق شعبية كجزاء من مخيم الحسين ووسط البلد و حي السرور والمهاجرين وغيرها. ووفق مراقبين، فإن الدائرة الثالثة في قلب المطبخ السياسي و نافذة واسعة على مباني: مجلس الأمة (النواب والأعيان)، ومقر دار رئاسة الوزراء، وبعض الوزارات السيادية والسفارات العربية والأجنبية وناطحات البنوك والشركات الكبرى . وبينما تسلط الأضواء عليها خاصة وقد سبق لـ"ثالثة عمان" أن أوصلت إلى قبة البرلمان اثنين من رؤساء الوزراء السابقين هما: رئيس مجلس الأعيان الحالي طاهر المصري والعين علي أبو الراغب، إضافة إلى نائب رئيس وزراء سابق هو فارس سليمان النابلسي، الى جانب رموز سياسية كبيرة مثل ليث شبيلات و عبد الرحيم ملحس، ممدوح العبادي، وإبراهيم زيد الكيلاني وتوجان فيصل وغيرهم . واليوم يتنافس على 6 مقاعد منها مقعد شركسي ومسيحي، فإن بورصة الأسماء في الانتخابات تضم: احمد الصفدي - نقيب المحامين السابق صالح العرموطي- خميس عطية – فراس شنانة – سامر قعوار – نائل احمد- عيسى مراد- امجد المسلماني – مروان سلطان – اسامه البيطار- خالد رمضان – لبنى الدجاني - رولا الحروب- ريم بدران ووفق مطلعين، فإن الدائرة الثالثة التي تسلط عليها الأضواء ستشهد معركة حامية الوطيس في القوائم مع تغيرات جوهرية. ووفق مراقبين، خلعت الدائرة الثالثة ثوبها السياسي لتكون الخيارات من المرشحين مفترضين عن عزمهم دخول "المعمعة" الانتخابية في الدائرة. الى ذلك، بدأت تستقطب الدائرة الأثرياء وحيتان المال ورجال الأعمال التي انفكت على زخمها السياسي، وإن كان بوتيرة أقل من السابق، بشكل لافت فخلال السنوات الماضية، وباتت لا تشكل ثقلا سياسيا لتظل الخيارات حتى الآن تدل على ذلك، فنادرا ما تمنح الدائرة حق تمثيلها لنائب خدمي فقط، وإن كانت في الفترة الأخيرة بدأت تخلط بين النائب السياسي والخدمي. ولا يتوقع من الانتخابات القادمة ان تشهد خروقات كبيرة فملامح الخارطة قد تكون واضحة . ووفق تحليلات الارقام، تضع "الثالثة” في دائرة الضوء وعلى مفترق طرق؛ الأول: تمتاز عن كل دوائر المملكة بمعارك انتخابية طاحنة، يتنافس فيها حزبيون وشخصيات سياسية فالأرقام التي ستنتهي اليها تضفي واقعية على هذا الاستحقاق الذي بدأ يرخي بظلاله نسبيا على منطقة يغلب الطابع السياسي والحزبي والمناطقي على مشهدها الانتخابي.
وبما ان تنظيم المنافسة الانتخابية يعد من اهم عوامل تأمين عدالة الانتخابات وشفافيتها، حرّك "المارد الاقوى" ومن تجمعات ودواوين وروابط أخرى وآخرين من أصول فلسطينية (نابلسية ومقدسية وخليلية وغيرهم) وشامية بالإضافة إلى الثقل المسيحي ومن محافظات أخرى اربد الكرك الطفيلة معان والمفرق ليضف على التنافس في "الثالثة عمان" طابعا سياسيا رغم وجود أرضية للتنافس العشائري لهذا الصراع بين السياسي والخدمي، وان الطابع السياسي للدائرة ذاتها تكتسبه ايضا من تاريخ تمثيلها في المجلس حيث تمكن عدد من المحسوبين على تيارات سياسية من الفوز في فترات فيها يولد لدى الناخبين اتجاهات انتخابية تحكمها المصالح والخدمية وعلى العموم، فتسمية "الحيتان” ليست قياسا بأسماء المرشحين فيها على مر السنين فحسب، وإنما لوجود ناخبين ذوي توجهات سياسية ترسخ خيارهم عند إدلائهم بأصواتهم في صندوق الاقتراع الذي يفضلونه على التوجه الخدمي. ووفق استطلاعات أولية من مراقبين، وبناء على المزاج العام، يظهر ان هناك فرصا لبعض الأسماء للوصول الى العبدلي الاقرب لهم من كل الدوائر في المملكة، ومنهم النائب السابق احمد الصفدي والنائب السابق أمجد المسلماني ومعه نقيب المحامين صالح العرموطي صاحب الصوت السياسي الاعلى، ومعه السياسي خالد رمضان، والنائب خميس عطية، وفراس شنانة، ومروان سلطان، وسعيد شقم، ومنصور مراد، والمنافسة على المقعد المسيحي: سامر قعوار، وغازي مشربش عودة قواس مع منافسة قوية من الآخرين.
وبما ان "الكوتا" النسائية إجراء يرمي إلى كسر الطابع النمطي والذكوري في ممارسة السياسة والحكم وتمكين المرأة في الحياة السياسية، يتوقع في هذه الدورة ترشح عدد من النساء، بعكس الدورات فالمنافسة محتدمة بين النائبين السابقين رولا الحروب وريم بدران ولبنى الدجاني وستكون غامضة وان كانت طابع "الثالثة" يشير الى سيطرة طبقة رجال الإعمال مع عدم اغفال توجهات منظومات سياسية. في "الثالثة" ملامح المعركة شبه محسومة، والتحركات غير المعلنة تنشط بين العائلات الكبرى، والقوائم تحاول كسب اشخاص أقوياء لتكوين لائحة قوية منافسة للائحة الأساسية المنافسة؛ لأن اكثر العائلات التأمت في تجمعات من دون الاتفاق على مرشحيها، مما يفتح الباب امام كل الاحتمالات. وتبقى شائعات تتناقلها الألسن، لكن لا بلورة لصيغة او نواة لبوصلة التصويت، فيما يبدي الجميع اقتناعهم بالتوصل الى لائحة ائتلافية تضم الأحزاب والعائلات والفاعليات بغية تطويق اي انعكاسات ميدانية، خصوصا اذا كانت لها صلة بالانتخابات ذات الطابع العائلي، مع توجه كل عائلة الى ترشيح ممثليها، وترقبها رسائل اطمئنان من كلا الجهتين.
مع انطلاق الحركة الانتخابية، تبقي غرفة عمليات خطوطها مفتوحة من الباكر الحديث عن انسحابات رغم ظهور وساطات كمسعى للوصول الى ائتلاف. والثابت حتى اليوم ان بعض النواب السابقين والنقابيين خبرته وقوة ماكينته تؤهلهم للوصول، خصوصا مع قدرتهم على التحكم في الأمور، وعقد اجتماعات سرية ما امكن خرقها قبل اسابيع من الانتخابات، تسود سخونة في الارجاء، مع تمهل في اعلان برامجها ومواقفها الانتخابية والسياسية. للاتفاق الانتخابي دور كبير في مجريات الانتخابات، في ظل الثقافة الانتخابية السائدة في "الثالثة" يطغى على المعركة طابع خاص، ولها وجوه عدة وألوان، ابرزها الاصفر والاسود والابيض... وتلخص الصراعات المحتدمة بين الخدمي المناطق والسياسي فلمن الغلبة؟  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير