هل يكرر الابن تجربة ابيه ؟
الأحد-2016-05-29 03:25 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بتكليف هاني الملقي رئيسا للحكومة الاردنية فانه يجدد ارث والده فوزي الملقي اول رئيس وزراء في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال .
ولن يكون هاني الملقي اول رئيس وزراء في الاردن يرث الحكم من والده او جده فقد سبقه الى ذلك رئيس الوزراء السابق سمير الرفاعي والذي شكل حكومتين في عهد الملك عبدالله الثاني بعد ان كان جده سمير ووالده زيد شكلا عدة حكومات في تاريخ الدولة الاردنية .
نظرة سريعة الى السيرة الذاتية لفوزي الملقي ،ذو الاصول السوريه ،نجد ان فترة تولية لرئاسة الوزراء كانت لنحو عام فقط ! ، و تشي بانه كان دبلوماسيا رفيعا ، مؤمن بالاصلاح والديمقراطية وهو ما يتمنى الاردنيون ان يجدوه في رئيس الوزراء المكلف هاني الملقي . لكن الرياح ربما تأتي بما لا تشتهي السفن ! نظرا لتغير الظروف كافة.
وعلاوة على اهتمام الاب فوزي والابن هاني بالشأن العلمي والذي كان مدخلهما للسياسة ، فان ما يجمعهما ايضا العمل بالسلك الدبلوماسي والارتباط بالوثيق بالقصر.
وبالعودة الى التاريخ فانه يخبرنا ان الملقي الاب بدأ دراسته في مدرسة إربد عام م1916 ثم ذهب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على شهادة (B.S.C) أي البكالوريوس في العلوم سنة 1932.
وعند عودته للأردن بعد تخرجه عين معلماً في وزارة المعارف الأردنية عام 1932 ، لمدة ست سنوات ، ودرس في مدرسة الكرك ومدرسة السلط ، وعمان.
وقدمت الحكومة البريطانية منحة دراسية لأحد الطلبة الأردنيين للحصول على درجة الدكتوراه في الطب البيطري ، وقد نُسب اسم فوزي المقلي لهذه المنحة بناءً على دراسته للعلوم الطبيعية ، فسافر في عام م1939 إلى جامعة رويال دين في أدنبره ، وصادف في ذلك الوقت قيام الحرب العالمية الثانية ، فبقي في أدنبره حتى عام 1942 ، حصل خلالها على درجة دكتور في الطب البيطري.
وتعذر على فوزي بعد أن أنهى دراسته العودة إلى الأردن بسبب ظروف الحرب ، فانتهز الفرصة وانتسب إلى جامعة كامبردج لدراسة القانون السياسي والاقتصادي.
عاد فوزي إلى عمان سنة 1943 في ظروف صعبة عن طريق البحر ، وعند عودته إلى الأردن استقبله الأمير في قصره وأمر بتعيينه رئيساً لدائرة البيطرة في الأردن ،وعين فوزي في عام 1944 مستشاراً اقتصادياً لرئيس الوزراء توفيق أبو الهدى ثم عينه أبو الهدى في وظيفة في غاية الحساسية في الحرب العالمية الثانية وهي "التموين" مديراً عاماً للتموين لضبط حركة الأسعار وانتقال البضائع.
وحاول فوزي من خلال عمله السياسي أن يجمع الأضداد في بعض الأحيان ولم يقبل أن ينحاز إلى أي جهة وهو رجل غير صدامي وكان يفضل الدبلوماسية .
ارتبط الملقي الاب بالمغفور له الملك الحسين بن طلال، خلال عمله في سفارة لندن وباريس ، فتوثقت علاقته بالأمير حسين وقتها ، وعندما تولى الحسين مقاليد الحكم، وكان شاباً تواقاً للتغيير والتطوير وثق بالملقي ، وحمّله هذه المسؤولية فشكل حكومته عام 1953م فصدر قانون المطبوعات الذي منح سقفاً عالياً لحرية الصحافة ، وقانون الاجتماعات العامة في السنة نفسها ، وقانون الأحزاب.
وأسهمت ظروف خارجية وأخرى داخلية باستقالة الحكومة بعد عام من تشكيلها ، أبرزها ضغط المعارضة الاردنية، وهجوم اسرائيل على قبيه والتي استشهد اثرها 70 فلسطيني.
بعد أن ترك فوزي الوزراة أصبح وزيرا للبلاط من 1954 - 1956 ثم بعد ذلك كان يفضل العمل الدبلوماسي فذهب إلى مصر وعمل سفيرا حتى عام 1958 وهي العاصمة التي سيرتادها نجله هاني لاحقا كسفير ،وفي عام1961 عين مندوبا عن الأردن لدى الأمم المحدة بضعة أشهر ثم توفاه الله في عام 1962

