إهداء كتاب إلى ابليس
الأربعاء-2016-04-26 06:11 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم خالد ابو الخير
الإجابة تحتاج لا شك إلى تفكير وربما إلى قراءة هذة المقالة التي استعرض فيها غرائب اهداءات الكتب.. وأروعها.
تتعدد أغراض الاهداء، فثمة إهداءات لشخصيات عامة يقصد منها التقرب وربما النفاق!، وتحري الصدق أحيانا في انصافها وربما للتعبير عن مشاعر الامتنان أو الصداقة. واخرى للحب والصداقة، وربما تحت الضغط حين تكون للزوجة مثلا والعائلة مع تعدادهم واحدا واحداً، وثالثة لشخصية أو صديق أو استاذ أو مكان أو حادث سكن الذاكرة وما عاد يحير تغيراً.
إهداء لافت صدره الكاتب الكولمبي غابرييل غارسيا ماركيز لروايته " الحب في زمن الكوليرا"، جاء فيه : إلى زوجتي مرسيدس طبعاً. وطبعاً هذه تحتاج إلى إمعان النظر والتفكير طويلا. ومثله.. اهدى مؤنس الرزاز رواية (اعترافات كاتم صوت) : إلى "قسمت التي رممتني"، وهو إهداء موجه الى زوجته التي وقفت بجانبه في الأوقات العصيبة.
عرف القدماء الاهداء باعتباره أمرا ذاتيا ومساحة للتعبير وربما اضاءة لصفحات الكتاب . ونادرا ما يقع في يدك كتاب لا اهداء فيه، فقد درج المؤلفون على اهداء كتبهم كيفما شاءوا.
ومن الاهداءات القديمة احتواه كتاب "الموشى أو الظرف والظرفاء"،
لمحمد بن إسحاق بن يحي الوشاء أبو الطيب فصولاً ممتعة عن الاهداءات منها: ..
هذا كتابٌ متيمٌ خُطت إليك أنامله
مزج المداد بدمعه فبكت عليك عوازله.
وعلى الرغم من إحتفاء كتاب باساتذتهم، واعترافهم بجميلهم عليهم، إلا أن الشاعر أدهم الشرقاوي اختار أن يهدي كتابه ( كش ملك ) بالقول: إلى مدرس اللغة العربية الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال : ستموت قبل أن تكتب جملة مفيدة ".
ومن غرائب الاهداءات إهداء إلى ابليس.. للمؤلف ابراهيم محمد الجمل في كتابه
(مملكة ابليس : التنظيم الاداري للدولة الابليسية في ظلال القران والسنة) وجاء فيه:"إهداء الى ابليس الشيطان الرجيم: حربا عليك .. وتحذيرا منك.. وكشفا لخططك.. وافسادا لعملك.. أهديك هذا الكتاب".
إهداء إستثنائي
الكاتب يوسف السباعي خالف عادة المؤلفين وما درجوا عليه في إهداء كتبهم، فخط اهدائه في روايته الشهيرة « أرض النفاق» بهذه الكلمات:
الى خير من استحق الإهداء، الى أحب الناس الى نفسي، وأقربهم الى قلبي، الى يوسف السباعي، ولو قلت غير هذا لكنت شيخ المنافقين من أرض النفاق.
وقد صدق.
إهداء غريب ايضاً تضمنته رواية " نباح" لـ " عبده خال" فقد قال: الى كل أوغاد العالم.. لعنة كبيرة.
المغني والمؤلف راسل براند عندما اهدى كتابه السيئ الى أمه كتب: ( كتابي هذا مذكرات عن الجنس والمخدرات وكل ما يخطر على البال أهديه إلى أمي ، أهديه إليك يا أعظم إمراةً في حياتي لكن بحق السماء لا تقرأيه .
..بالنسبة لي، الإنسان الوحيد الذي اهديته نصا أدبياً بعنوان " النمر النبيل"، كان رائع الحس، عالي التذوق.. مبدعاً في كل حالاته.. وما زلتُ عن إهدائي وتوقعي.
.. وحين نشرت مجموعتي القصصية "ليلة واحدة لا تكفي" الصادرة عن دار فضاءات عاام 2007، لم أجد أحدا يستحق اهدائي سوى الفيلسوف الصيني "شوانج تسو".. وجاء بهذه البساطة: الى الفراشة التي حلمت انها " تسو"..
"تسو".. لمن لا يعرف قال مرة: "ذات مرة حلمت انا شوانج تسو انني فراشة، وحينما استيقظت لم أدر هل انا تسو يحلم بأنه فراشة، أم انني فراشة تحلم انها " تسو"..
وحين يمضي الزمن، ازداد تيقناً من ان " تسو" ترك بصمته في احلامي ويقظتي، أكثر من جل من كتبت عنهم، بمناسبات شتى تأريخاً.. وكانوا مثل الحجارة فاقدي المشاعر أو أشد صمماً وبكماً.. واحدهم " كابيتال"".
.. يبقى إن الاهداء حق شخصي، وبصمة خاصة.. وعليه أوقع.

