
جفرا نيوز-عمر محارمة
غريب أمر رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، أو ربما أنه غائب عن المشهد الشعبي والإجتماعي الأردني لذلك إعتقد واهما أن هناك من يدفع لمن يهاجمه، فالقصة أقل من هذا و الهجوم على النسور لا يحتاج الا لتذكير أي مواطن به لتسمع سيلا من النقد و التهجم الذي يعكس مكانة الرجل في قلوب الناس.
لو كانت القضية صحيحة لشاهدنا مئات ألاف الأردنيين "يتبغددون" بدُفعات موجهي الهجمات، فالرئيس حاز حتى اليوم القدر الأكبر من سخط الأردنيين و دعواتهم عليه و إحتسابهم الى الله منه، ويكفي أن تستعرض صفحات مواقع التواصل الإجتماعي لدقائق معدودة لتكتشف أن النسور هدف سهام كثيرة تنهال من كل الإتجاهات نقدا و سخطا و كراهية، ولا يمكن أن يكون خلف كل أولئك "ملياردير" قرر أن يبدد ثروته لمهاجمة عبدالله النسور.
بالأمس حين كان الرئيس يزعم أن أحد المواقع الإلكترونية يقبض أموالا لمهاجمته كان الكثيرون وخصوصا في الوسط الإعلامي يحاولون معرفة من هو هذا الموقع، فاغلب المواقع الالكترونية الأردنية تهاجم الرجل وتنتقد آداءه، ونجزم أن ذلك يتم بلا دفعات فقد وفر النسور بآداءه و قراراته وسياسات حكومته مادة خصبة لحنق الأردنيين فتحت لهم الأبواب مشرعة لنقده وتقريعه.
لا نفهم لماذا يفترض الرئيس ان مهاجمته تتطلب من يمولها، هل السبب سياساته الجبائية ام تغوله على قوت الفقراء، ام شخصنته و جهويته الصارخة في ملف التعيينات، ام إخفاق حكومته في تحقيق النمو و كبح التضخم، اول لعله فخورا بالارتفاع المهول للمديونية ويراه انجازا، ام انه معجب بالهجرة العكسية للإستثمارات، أو أنه مزهوا بظلامية فترة حكمه في ملف الحريات التي ما كانت يوما اسوأ مما هي في عهده، الكثير من الاخفاقات التي راقبها وعايشها الاردنيين منذ سنوات ثلاث عجاف ونيف توفر ارضية خصبة للهجوم على النسور ونقده.
إن كان لنا في "جفرا نيوز" أن نفخر بشيء فهو أننا لم نكن في صف الرئيس النسور وأننا لن نكون، ليس لأن هناك من يدفع لنا، فلو قبلنا الدفعات لكنا في صفه لا في صف آخر، بل لأننا إنحزنا لوجع الناس و همهم و وقفنا في صف المواطن دفاعا عن لقمة عيشه، ودعمنا مجلس النواب إحتراما لهيبة المؤسسة التشريعية، وانحزنا للقضاء دفاعا عن استقلاليته ، و إعجابا بآدائها كنا في صف المؤسسات الرقابية كديوان المحاسبة و مؤسسة المواصفات ودائرة الغذاء والدواء التي يؤدي مدرائها عملهم بروح وطنية عالية فكان اقصائهم هدفا للنسور فنجح مع بعضهم ولازال يحاول مع الآخرين.
دولة الرئيس ... لا شك أنك سطرت اسمك في صفحات تاريخ الأردنيين بقوة، وأنك لن تكون كبعض الرؤساء العابرين الذين لا يذكر اغلب المواطنين خير أو شر فترات حكمهم، لكنك بالقطع دخلت الى تاريخ الأردنيين من أسوأ أبوابه، فالاردنيون الذين يذكرون وصفي وهزاع بزهو وفخر ومحبه سيذكرونك في خانة أخرى مغايره تماما، ونجزم انك ستبقى طويلا على رأس قائمة أكثر الرؤساء الذين بغضهم الاردنيين ، و ندعوا الله ان تطول تلك الفترة فلا يأتي للأردنيين من يقترف اسوأ مما إقترفت.