النسخة الكاملة

النشامى يفتح صفحة جديدة في تصفيات آسيا بعد أن ودع المونديال

الأحد-2016-04-03 09:31 am
جفرا نيوز - عمان - لعل جماهير الكرة الأردنية قد عاشت لحظات حزينة بسبب الخروج المبكر للمنتخب الوطني لكرة القدم من تصفيات مونديال روسيا 2018، عقب الخسارة القاسية أمام منتخب استراليا 1-5، في مباراة جرت الثلاثاء الماضي على ستاد اليانز بسيدني، في الجولة الاخيرة من التصفيات المزدوجة، فحل "النشامى" ثانيا في المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة، ولم يستطع أن يكون بين افضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثماني، ما يجعله ايضا في انتظار خوض تصفيات جديدة مؤهلة لنهائيات كأس آسيا في الإمارات 2019، بعد أن يتم سحب القرعة في ماليزيا يوم الخميس المقبل. وعقب كل اخفاق تثار جملة تساؤلات لعل ابرزها... هل كان بالامكان افضل مما كان؟. وبين الواقع والاحلام اختلط "الحابل بالنابل" وتشوشت الأفكار واصبحت الرؤية ضبابية، فمن قائل أن الخسارة أمام استراليا بـ"خماسية" شكلت "صفعة" لطموحات الكرة الأردنية، إلى من يؤكد بأن بطاقة التأهل "ذهبت مع الريح" عندما فقد المنتخب الوطني خمس نقاط مع قيرغيزستان، جعلت من المهمة اشبه بـ"المستحيلة"؟. مشاعر الاحباط سادت عند الجميع، فثمة من كان يأمل بحضور أردني في "روسيا 2018" بعد أن كاد الحلم أن يتحقق في "البرازيل 2014"، وثمة من يعتقد بأن الوصول إلى كأس العالم يحتاج الى الكثير وان الامر في الفترة الحالية اشبه بـ"المغامرة" التي لم يكتب لها النجاح. مشوار التصفيات مشوار النشامى في التصفيات اشار إلى 5 انتصارات وحالة تعادل وخسارتين وتسجيل 21 هدفا مقابل 7 أهداف في مرماه، ولعل الغريب أن 7 مباريات شهدت دخول هدفين فقط في مرمى النشامى مقابل 5 اهداف في المباراة الثامنة.. بلغة الارقام يبدو الحصاد جيدا، ولو تحقق الفوز على قيرغيزستان في عمان، لكان النشامى اليوم من بين المتأهلين للدور التالي من تصفيات المونديال ومن بين المتأهلين مباشرة الى نهائيات كأس آسيا المقبلة، ولكانت الرحلة إلى استراليا اقل كلفة ومن دون ضغط نفسي مضاعف. وكما هو معروف فإن للخسارة اسبابا كما أن للفوز مقومات... النشامى استهل التصفيات جيدا لكنه انهى نصفها الثاني بخسارتين قلصتا من حظوظ التأهل، خصوصا بعد أن فشل المنتخب في رد الاعتبار امام قيرغيزستان عقب التعادل في عمان. في سيدني قدم "النشامى" اسوأ ما يمكنه تقديمه لعبا ونتيجة.. لم يكن ذلك متوقعا بذلك السوء لكنه أكد بأن المنتخب الوطني لا يحسن اللعب مع المنتخبات الكبيرة خارج ارضه ويفقد زمام المبادرة ويضل طريق الفوز ويتعرض لخسارة كبيرة... ربما يكون مهزوما من داخله حتى قبل أن تبدأ المباراة. 4 مدربين خلال 9 أشهر ربما يكون المنتخب الوطني الوحيد بين منتخبات آسيا الذي دخل التصفيات وانهاها بأربعة مدربين خلال فترة زمنية لم تتجاوز تسعة اشهر.. المدرب احمد عبدالقادر قاد أول مباراة بالفوز على طاجيكستان 3-1 في 11 حزيران (يونيو) الماضي، ثم قاد البلجيكي بول بوت أول مباراة بالتعادل مع قيرغيزستان 0-0 في 3 ايلول (سبتمبر) الماضي، واكمل هاري ريدناب مع المساعد السابق لبوت المدرب عبدالله ابو زمع المهمة في المباراتين الاخيرتين يومي 24 و 29 آذار (مارس) الماضي. حضور مفاجئ حضر ريدناب بشكل مفاجئ كحال سابقه بول بوت.. كان مطلوبا منه أن يحقق هدف التأهل ومنح النشامى الثقة وقيادة المباراتين معتمدا على ارث كروي كبير في الملاعب الانجليزية.. حضر ريدناب قبل أربعة ايام من لقاء بنغلادش وتسعة أيام من لقاء استراليا.. شاهد تسجيلات لمباريات سابقة وقاد تدريبات وأكد احترامه لقدرات النشامى من حيث الموهبة واللياقة، لكنه بعد الخسارة وحين سؤاله على من تقع مسؤولية الخسارة أجاب: "مهمتي لم تتجاوز 5 أيام.. لا يمكنني ان افعل الكثير، ولا يمكنني على نحو مفاجئ ان اجعل اللاعبين يؤدون مثل رونالدو مثلا". من قال له إن من بين لاعبي النشامى من يمكنه أن يؤدي مثل رونالدو او ميسي او أي لاعب آخر؟. التجربة واللغة لقد فاز النشامى على استراليا في عمان 2-0 من دون رونالدو وميسي.. فاز بمعظم اللاعبين الحاليين، لكنه ببساطة لم يكن قادرا على تشكيل اضافة نوعية للنشامى خلال هذه المدة القصيرة لعدة اسباب، لعل ابرزها قصر مدة العمل التي لا تمكنه من معرفة قدرات اللاعبين بشكل جيد، وعدم معرفته بطبيعة اللاعب العربي والأردني لعدم وجود تجربة عمل سابقة خارج انجلترا، ولكونها أول تجربة له على صعيد المنتخبات، بالاضافة لنقطة مهمة تتمثل باللغة حيث أن عدم الالمام باللغة الانجليزية من قبل معظم اللاعبين يجعل افكار المدرب تأتي احيانا مشوشة او مشوهة. والمدرب الانجليزي لم يختر أي من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم قبل حضوره وهذا أمر طبيعي لأن المدرب عبدالله أبو زمع الاقدر على الاختيار، لكن تداخل الادوار حدث فيما يتعلق بالتشكيلة التي لعبت أمام استراليا، كما أن الجهاز الفني ضم سبعة مدربين في استراليا، وكان السؤال الاهم ما هو دور وما هي صلاحيات كل مدرب؟. موعد جديد انتهت التصفيات وبات المنتخب الوطني على موعد مع تصفيات اخرى ستعرف هويتها نهاية الاسبوع الحالي، وإن كانت المباريات ستبدأ العام المقبل، وهنا لا بد من التأكيد على أن المنتخب الوطني يمر بظروف نفسية سيئة وهو عرضة للتفهقر على لائحة التصنيف الدولية، وفقدان بعض المكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية، وأنه لا بد من تجاوز مرحلة التغيير المستمر على المدربين، والاقتناع بأن المدرب العربي الكفؤ هو الاقدر على قيادة المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، والادراك بأن بعض العناصر الاساسية من التشكيلة الحالية "بسبب عامل السن" لن تكون موجودة بعد ثلاث سنوات في النهائيات الآسيوية، ولذلك لا بد من المسارعة ببناء المنتخب القادر على أن يكون منافسا وليس مشاركا فقط في نهائيات آسيا المقبلة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير