دموع اوباما
الإثنين-2016-01-18 10:19 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - منى حمزه ابو الراغب
حين يحكم المال القلوب يمتلكها ولا يبقى متسع لدموع الا تلك التي تبكي الانسانية الحقيقية. بكى اوباما اطفال المذبحة في بلاده ونحن منذ اعوام نبكي اطفالنا ونسائنا والرجال وان اختلفت الاسباب . ما زالت المانيا تدفع لليهود تكفيرا عن دموع الهولوكوست وأطالب المجتمع الدولي ان يتم تعويضنا عن محارقنا وعن دموعنا وما ضاع من فرح اطفالنا ان كان بامكانهم ان يجدوا للتعويض قيمة او مقياسا.
دموع اوباما على نشرة الاخبار تلتها نقاشات حول تعديل المادة الثانية من الدستور الاميركي التي تسمح للمواطنين باقتناء السلاح ، وظهر استغلال الحزب الجمهوري للموضوع كعامل يساهم في وصوله الى سدة الحكم في الانتخابات القادمة ، فالجمهوريون يعارضون اوباما والحزب الديمقراطي ، اذ يرون ان منع الاسلحة في امريكا انتقاص من حرية مواطنيها . اذا القضية في حقيقتها ليست دمعا يذرف على الابرياء أو مبدأ يقوم على احترام الحرية بل ورقة قد تربح في الانتخابات.
وبعد البكاء يثور نقاش حول اقتصاديات السلاح وتجارة قيمتها في السوق الداخلية الاميركية تقدر بمليارات الدولارات . اذا الدافع ليس انسانيا فحسب انما هو دافع اقتصادي ومادي ، مما يُذكّر بتاريخ قريب ، بحرب استنزفت بشرا ومالا ودموعا فوق بحور النفط باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، حرب لها فروع واسماء كما سلاسل المحلات التجارية العملاقة ، حرب الخليج الاولى ، حرب الخليج الثانية وهلم جرا ..
اذا الدوافع ليست انسانية دائما وان كنت لا استطيع ان اشكك بدموع اوباما لأن النيّة مطرحها القلب ، ولكن يمكنني ان اشكك بمقدرته على مواجهة شركات صناعة الاسلحة ومنع امتلاكها وحملها في الولايات المتحدة الاميركية ، ان الاطماع الاقتصادية وارباح الشركات الضخمة لا يقف في وجهها برلمان او حكومة او رئيس. فهل نجح رئيس في وقف حروب الخليج ام سيطرت عليه اقتصادياتها ، او هل استطاع برلمان منع صناعة سجائر الدخان وها قد وصلنا الى تشريع يبيح الماريغوانا بدأ في واشنطن وكولورادو ولن ينتهي قبل ان تبيح كل حكومات العالم لشعوبها وسائل التخدير والبانجو والحشيش .
ليست كل الدموع حقيقية ولا كل دوافع الدول والحكومات انسانية ، لكن لله درّ وسائل التزويق الاعلامي التي تجعل من عصا البوص عروس ، وأخبار تُجمّل الحقائق كما دعايات الماسكارا التي تُمنّي عروس البوص بتطويل وتكثيف الرموش بينما عيونها قصيرة او منتوفة الرموش اصلا فلا يبقى لها بعد اكتشاف الحقيقة الا الندم والدموع . ويكذب المثل القائل " لبّس البوصة بتصير عروسة"، بينما يصدق المثل الذي قال " ايش تعمل الماشطة في الوجه العكر".

