شيخ بني حميدة يولم على شرف الرفاعي - صور
السبت-2015-12-19 04:19 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تصوير جمال فخيده
اقام رئيس ديوان بني حميدة والنائب السابق الشيخ نصر ضامن الحمايدة مادبة غذاء على شرف رئيس الوزراء الاسبق والعين سمير الرفاعي والتي حضرها رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة وعدد من النواب و وجهاء وشيوخ عشائر بني حميدة وابناء عشائر محافظة الكرك وعدد من المسؤولين .
وتاليا نص كلمة العين سمير الرفاعي
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
ابتداءً، أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة الأخ العزيز نصر الحمايدة، على هذه الدعوة الكريمة، وإتاحته المجال أمامي للمزيد من اللقاء والحوار مع هذه النخبة الكريمة، ومع الأهل والأصدقاء أبناء قبيلة بني حميدة المعطاءة، وأبناء محافظة الكرك العزيزة على كل الأردنيين.
هذه المحافظة هي مصنع حقيقي للرجال وهي على مر التاريخ تميزت بالحضور والفاعلية وكانت لها كلمتها الحاسمة في المفاصل المهمة. والكرك التي أنتجت للأردن وللأمة كوكبة من رجالات السياسة والعلم والاقتصاد والقادة الاجتماعيين، وقادة الرأي ورجال الإعلام، هذه المحافظة قدمت أيضا الشهداء الخالدين والتضحيات الكبيرة في خندق الدفاع عن الأردن، وعلى ثرى فلسطين الحبيبة، وقد رفدت القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بالقيادات المميزة وبخير جنود لخير قيادة، قيادتنا الهاشمية الشريفة، التي نستظل بظلالها، ونواصل خلف لوائها المبارك مسيرة البناء والنهضة والاستقرار.
وكما تعلمون، أيها الأخوة الأعزاء، فإن التحديات كبيرة ومتسارعة. ولكن أيضا الفرص كبيرة ونوعية. وقد تعلمنا من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، أن التحديات تحمل معها الفرص. وأن النصر في مجابهة الاستهدافات والمخاطر هو إرادة وعزيمة وتخطيط سليم واستجماع لعناصر القوة.
والحمد لله، هذا هو الأردن، بعد خمسة أعوام على الانهيارات من حولنا وعلى أصعب أزمة واجهتها الأمة العربية في تاريخها، يقف شامخاً أبيّاً وحصنا منيعاً وواحة للأمن والاستقرار. وكل هذا لم يكن ليتحقق لولا هذه الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، وهذه العلاقة الفريدة حيث يبادل الأردنيون قائدهم ولاء بوفاء، وإخلاصاً بعطاء.
في هذه المرحلة يبدو التحدي الاقتصادي هو الأصعب وجزء منه مبرر والمطلوب دائماً هو تخفيف الأثر الاجتماعي للتحديات الاقتصادية، بحيث تكون لدينا دائما رؤية اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الناس ومتطلباتهم عند اتخاذ القرارات المطلوبة. وأنتم تعلمون جميعاً الأثر الكبير لمسألة البطالة على الروح المعنوية لشبابنا ولشاباتنا وعلى العائلات وأيضاً على الطبقة الوسطى ودورها. ولا بد أن تأخذ مسألة البطالة الأولوية دائما في تفكيرنا وتخطيطنا وفي كل جهد نقوم به. فالبطالة ليست مسألة تعطل عن العمل فقط ولكنها مصدر لكل الآفات الخطيرة، وسبب لليأس والإحباط وكل المشاعر السلبية.
وحتى نواجه مسألة البطالة لا بد من خطة وطنية متكاملة تبدأ من معاينة الوقائع وقراءتها بدقة، وتحديد الأدوار وتحفيز القطاعات القادرة على تقديم الحلول. وبكل صراحة، فإن القطاع العام غير قادر أبدا بإمكاناته كلها على استيعاب هذه الأعداد الضخمة من الخريجين كل عام. والمطلوب هو تحفيز القطاع الخاص للقيام بدوره، والبحث عن الاستثمار النوعي القادر على توفير فرص عمل كريمة ودائمة، وتوجيهه للمحافظات من خلال الحوافز اللازمة ودراسة الخصوصية الاقتصادية والتنموية لكل محافظة. وبالأساس، لا بد من شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، ضمن برنامج واضح يضع بعين الاعتبار توفير فرص العمل والتدريب والتأهيل.
هذا الموضوع يأخذنا فوراً للبعد السياسي، وأنا أعتقد أن جميع تشريعاتنا الإصلاحية، يجب أن تلبّي هدفاً رئيسياً، وهو توسيع قاعدة المشاركة الشعبية، ولا إصلاح سياسي بدون شراكة حقيقية. وأنا أعتقد أن ما تحقق على صعيد التشريعات الناظمة للعمل السياسي، هو جيد، ويمثل خطوة للأمام. وبرغم أية ملاحظات فإن البيئة التشريعية الآن ملائمة لانطلاقة جديدة، وستشهد المرحلة المقبلة تفاعلات انتخابية مهمة في البلديات واللامركزية والبرلمان، ونتأمل بأن نرى أثر هذه التشريعات على الحياة السياسية، خصوصاً وأن جوهر مشروع قانون الانتخاب، يشجع التكتلات والبرامج. ومن المأمول أن نصل إلى مرحلة يكون التنافس والتحالف فيها لاعتبارات برامجية وبما يخدم مسيرة الحياة السياسية في بلدنا، ويطور نموذجنا الديموقراطي، ولتحقيق رؤية جلالة سيدنا بهذا الخصوص.
دور الشباب مهم وحيوي في المرحلة المقبلة، وهم الأقدر على تجديد شباب الدولة من خلال تجديد نخبها وفي كل المجالات. وبحكم لقاءاتي الميدانية وتواصلي مع جيل الشباب، أؤكد لكم ثقتي التامة ويقيني بأنهم مؤهلون ومستعدون للقيام بهذا الدور، والمطلوب منا جميعاً هو تعزيز المنابر ودعم المبادرات الشبابية والاستثمار بهذه الطاقة الإيجابية المباركة.
أكرر الشكر لسعادة الأخ نصر الحمايدة، وللحضور الكريم، وأسأل الله أن يحفظ الأردن وأهله، ويديم علينا نعمة الحكم الهاشمي الرشيد، في ظل سيدنا وقائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته

