وزير الداخلية حل الملفات العالقة والتعديات .. ويحمل بشائر إصلاحات في اللامركزية والانتخابات
الإثنين-2015-09-16 04:07 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص- كتب النشمي
ظل دخول وزير الداخلية الجديد القديم سلامة حماد أبو ماهر يثير نقاشات في ردهات الصالونات السياسية حتى ترددت مقولات ان الدولة عادت تستعين بالرجال الخبرة الخبرة "فالدهن في العتاقي" في ظل أوضاع ملتهبة في الإقليم، ووجود ملفات على صفيح ساخن في الداخل .
فحماد من مواليد 1944 قرية الرميل – الجيزة عمان يحمل بكالوريوس حقوق من جامعة بغداد ودبلوم المعهد الدولي في الإدارة العامة في باريس عام 1974 الدبلوم الاول في الادارة المحلية والحضارة الفرنسية من جامعة السوربون عام 1976.
وحين جرى تعيين ابن البادية الأسمر استغرب البعض الخطوة، ونسي هؤلاء ان الرجل ابن الوزارة؛ إذ دخلها مدير ناحية وقضاء، ثم متصرفاً للواء العقبة، ثم مديرا لقسم الجنسية والأجانب، ليأتي بعدها وزيراً للداخلية لمرتين.
فهو الوزير الوحيد الذي جاء من رحم وزارة الداخلية، وتدرج في مختلف الوظائف، إلى أن أصبح وزيرا لها، ويكفيه فخرا أنه دار أنزه انتخابات برلمانية في تاريخ الأردن 1989.
فالولاء تجذر في صميم أعماق البدوي الاصيل، وأثار إعجاب بعض الجهات، رغم بقائه في الظل والنسيان لسنوات، فضلاً عن ابتعاده عن كرسي الوزارة، ومع ذلك ظل متزناً هادئاً لم يشاغب مثل باقي النخب.
وبأدب جم قبل شهور رفض تطاول إحدى شخصيات المعارضة في بيت عزاء انتقدت بأسلوب لاذع رموزا عليا في الدولة الأردنية، فطلب منه حماد احترام بيت العزاء، ومشاعر الحضور، وعدم الاساءة للرموز الوطنية؛ لما ذلك من تأثير في تماسك الجبهة الداخلية في ظل الظروف الإقليمية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
جاء أبو ماهر وزيراً من الزمن القديم الجميل بظلال الهيبة والضبط والربط، حيث سبق أن حافظ على سيادة الوزارة أثناء ترؤسه لها، وتميز بها عن باقي الوزارات.
وتلاقت كل الظروف اليوم لإيجاد شخصية أمنية قوية صلبة من وزن ابو ماهر في الحكومة الحالية، تساهم في ضبط الإيقاع الأمني، واحتواء تنامي التعديات على القانون والاضطرابات الأمنية، ولهذا يعول عليه في النجاح، ولا سيما أنه يملك خلطة سرية للنجاح في بيته الثاني؛ وزارة الداخلية في عرجان ومباني المحافظات والمتصرفيات والاقضية المنشرة في كل قرية وقضاء وناحية .
وهو يعرف أن نجاح الفريق في قيادة الوزارة السيادية منوط بتلبية احتياجات الحكام الإداريين، وتذليل السبل لإنجاحهم التي من بينها مزيد من الصلاحيات، حافظ فيها على "هيبة" الوزارة، فهو من المتشددين بالتمسك بصفتها السيادية، لدرجة أنه ألزم كل كوادرها بارتداء البدلة وربطة العنق، كزي رسمي بالوزارة.
ومن اول أيامه في الوزارة الجديدة غضب حماد من رؤية طابور مراجعين امام مبنى دائرة الجنسية وشؤون الاجانب أثناء مروره مصادفة من أمام المديرية، ليقف على حجم البيروقراطية والتراخي الحكومي في خدمة المواطنين والاجانب، وبشكل لا يليق بمواطنتهم، ما حمله على اتخاذ اجراءات صارمة.
وتوالت حركات وزير الداخلية الجديدــ القديم، فاستجاب لنداء مواطنين على إحدى الإذاعات بخصوص أصحاب اكشاك في شارع الأردن، يستغلون المواطنين، فأوعز لمحافظ السلط بالتحرك فورا وهناك عشرات الحالات الفردية الأخرى عن حله لمشكلاتهم.
ومنذ دخول ابن البادية وهو يعرف ما يجري داخلها بذكاء ميداني وفطرة البدوي، وليس من السهل مغالطته في قضية من القضايا، لأنه يعرف جيدا الخفايا والدهاليز، ويمتلك الجرأة السياسية لتنفيذ قناعاته، فأعماله شاهدة عليه، فهو شخصية صارمة، لا يجامل على حساب الوطن، يضع للجميع حدوداً لا يسمح لهم بتجاوزها، نظرات عيونه حادة، وله هيبة توازن وزارته.
من يطالع قسمات وجهة السمراء من شمس البادية يتأكد ان الرجل خلق لتنفيذ القانون وزرع الهيبة، استثمر خبرات السنين التي تجري في دمه، فوظفها لخدمة الوطن والمواطن.
يقول عنه عارفوه إن "أفكاره لا تقبل القسمة، يعشق في الهندسة الخط المستقيم، ويدرك جيدا حزمه وعدم تردده"، فحماد وزيرا عرف بصلابته وحزمه، إلى درجة أن سياسيين وصفوه بأنه "غير قابل للتفاوض"، فكل ردود الفعل الاستباقية له تؤكد أنه شخصية قوية تتمكن من كل ما يتيح لها للدفاع، ويقدم رؤيته لمصلحة المنظومة الأمنية على أي مصلحة أخرى.
"يلتحق بمكتبه باكرا كل صباح، ويفاجئك كل يوم بفكرة مبادرة أو تصور لمشروع.. صبور لا يبالي بالضجيج الذي يمكن أن يثيره اصحاب الأجندات والمشاريع الخاصة الذين تمددوا في زمن التساهل والمرونة، فالأردن عنده اولا أفكاره، يمضي إلى العمل هو لا يفتعل الصراعات، وهو يصلح أوضاعا يجب أن تصحح ولا تقبل التأجيل، والمتضررون من الإصلاح هم من يطلقون النار".
ومنذ استلم ابو ماهر بعد عشرين عاما من مغادرته المنصب شكل فرقا لكل ملف مطروح امامه آنذاك، وبظروف وزمان مختلفين، تتمثل بـ "سيادة القانون" و"العنف المجتمعي والجامعي" و"الواجهات العشائرية" و"الاستثمار" و"التنمية" و"اعادة تأهيل الحكام الإداريين والعمل بمهنية في ملف التنمية وتوزيع المكاسب على المواطنين بعدالة، إضافة الى انعاش الاستثمار في المحافظات التي شهدت هروب مستثمرين منها، حيث يسعى لتوفير كل الأجواء لهم لمكافحة البطالة والفقر.
لكن تنتظر الوزير القديم الجديد حماد ملفات كبيرة، ابرزها: ملف سيادة القانون، والتنسيق الامني العالي المستوى مع مختلف الجهات لتعمل منظومة متكاملة لا تقبل أي خطأ مقصود او غير مقصود أبدا.
وتدل الموشرات الاولية ان اولى خطوات النجاح تحققت له في عودة سيارات الشرطة المدنية لأهالي مدينة معان بتفاهمات ولقاءات مع الاهل، حيث عرف كيف يحاورهم، ويصل لقواسم مشتركة معهم عنوانها عودة الامن، وتنفيذ مطالبهم بالتدرج.
فعادت مجاميع الشرطة المدنية العادية ورجال السير إلى معان؛ ما يوحي ان الأجواء في المدينة أقل إنتاجا للإحباط، وان الحياة تعود لمسارها الطبيعي.
ويجد اليوم على مكتبه، إضافة إلى الملفات الأمنية، ملف أزمة اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى الأردن، إضافة إلى ملف الواجهات العشائري، والتعامل مع أزمة اللاجئين بحنكة التي أعقبت حرب الخليج الأولى، وهو من أدار الملف.
واليوم في ظل أوضاع صعبة، هناك آمال كبيرة معقودة على خريج السوربون الفرنسية، السياسي العريق الذي يعرف كيف يخاطب ابن الريف والمخيم والبادية وكبار الساسة فهو يملك براعة التفاوض، وإن كان التشدد يطبع تدخلاته لذلك.
لذا يتجلى الرهان الحقيقي للحكم على نجاحات هذه الشخصية، فهو يمتلك الجرأة ليقوم بما عجز عنه غيره، الذين لم يستطيعوا الاقتراب من أعشاش الدبابير، المحمية بالنفوذ، أو تلك المحمية بالسلطة الاجتماعية.
وعلى العموم، فإن ابو ماهر عليه قيادة قطار الإصلاح كما اراد جلالة الملك عبدالله الثاني بتنفيذ اللامركزية والأحزاب السياسية مشروع قانون الانتخابات النيابية المقبل وقيادة الانتخابات القادمة ذروة سنام الاصلاح.

