أمن معان يهتز.. والدولة لا تفعل شيئا

جفرا نيوز -
 
جفرا نيوز- خاص
منذ أشهر تتسلل ظواهر أمنية مقلقة جدا، وغريبة إلى العاصمة الأردنية القديمة تاريخيا معان، إذ تتراخى أجهزة الدولة هناك إزاء ظواهر ومعطيات وانطباعات كثيرة، وسط قلق متنامٍ لأهالي المدينة الذين ضاقوا ذرعا إزاء التصرفات "المليشياوية" لبعض العصابات الإرهابية، التي يتردد بين أهل المدينة أنهم من حملة "كل المحرمات" شرعا وقانونا، إذ يتباهي أفراد العصابات الإرهابية بأنهم يتاجرون في الحشيش، ويسرقون أرزاق العباد، وفوق ذلك يحملون ويخزنون أسلحة كثيرة خفيفة وثقيلة.
وإزاء هذا الوضع الشاذ تُظهِر الأجهزة الأمنية الأردنية وتحديدا جهاز الأمن العام إرتخاءا ليس مقبولا تحت أي تبرير، فحتى لو كان هذا الإرتخاء مقصودا، ومن قبيل الصبر والتأني في المعالجة، فهو مرفوض نهائيا لأن الأمن المهتز في المدينة مقلق جدا، ولأن أهل المدينة هم جزء أصيل، بل ومكون أساسي من مكونات الدولة الأردنية.
على الأجهزة الأمنية وتحديدا جهاز الأمن العام التقدم بقوة لمعالجة الوضع الشاذ، فأهل معان هم أول من يطالبون الدولة بأخذ دورها كاملا، ودون نقصان في المدينة لفرض الأمن والقانون، إذ من المخجل أن تتصرف العصابات المليشياوية وكأنها لا تكثرث لأمن ولا لقانون.
إن الصبر والتأني والتسامح في نهج التعامل السياسي والأمني في الأردن ظلت سمة أردنية خاصة، ونهجا هاشميا منذ أن قام الأردن سياسيا وأمنيا قبل عقود، لكن على هذا النهج أن يوضع جانبا فيما تغلي المنطقة، ويشتعل الجوار الأردني بالحرائق والقذائف، إذ ليس مقبولا أو معقولا ، وتحت أي مبرر أو لافتة أن ينتظر الأردن انتقال بعض هذه الحرائق أو القذائف – لا قدر الله- إلى أراضية بتسهيل أو تخطيط من العصابات الإرهابية والمليشياوية التي آن للدولة الأردنية – كل الدولة الأردنية- أن تتصدى لها. 
إن الأجهزة الأمنية والعسكرية هي سياج الوطن، وحصنه الحصين، فإذا قُدّر للجيش العربي أن يتكفل بحفظ الأرض والعرض من أي خطر خارجي أو "داعشي"، وفيما قُدّر لنشامى المخابرات العامة أن يصلوا الليل والنهار للحصول على المعلومة وجمعها، وتجهيزها، فإن فرسان الأمن العام مطالبين بالحفاظ على الأمن الداخلي بالقول والقعل وبسائر أنواع التضحيات.
وكل أداء للقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية يجب أن يُغطّى سياسيا بسياسات وقرارات فورية للقيادة السياسية والحكومية لإزالة سائر الإهتزازات الأمنية في معان البهية والأبية.