رسالة الملك للنواب....هل وصلت للحكومة ؟
السبت-2015-04-11 12:45 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز-هشام زهران
هرع النواب باتجاه تسريع مدونة السلوك النيابي التي تأخرت لدورات عديدة وتتضمن فرض جزاءات على التهرّب من نصاب الجلسات النيابية الذي عطّل وظيفة مجلس النواب بجناحيها الرقابي والتشريعي وإدى إلى انفلات عقال الجلسات حتى غدا ذلك ظاهرة راق للبعض توصيفها بـ"الهروب من درس القراءة"!!
أحد رؤساء اللجان قال في تصريح لـ"جفرا نيوز" أن لقاءنا مع الملك عبد الله الثاني أكد أن جلالته يعرف كل كبيرة وصغيرة تهم المواطن الأردني" وفي هذا دلالة واضحة على أن النواب انفسهم ليسوا بمنأى عن الرقابة الملكية كما هي الحكومة وان خيار الترحيل مطروح في أي لحظة يشعر فيها صاحب القرار بأن إحدى السلطتين التشريعية او التنفيذية او كلتيهما لاتقومان بالواجب الوطني المطلوب على أكمل وجه.
في ذات السياق نقل مسؤول سابق عن وزير عامل في الحكومة الحالية حادثة نشرتها "جفرا نيوز" سأل فيها المسؤول الوزير عن "سبب غيابه عن جلسة البرلمان" ليرد الأخير بكل برود"الحكومة مروحة"!!
وسواء قصد الوزير بالرد أن لديه معلومات عن استقالة الحكومة أو هي من باب ان الحكومة منتهية الصلاحية على صعيد الأداء العملي فإن في ذلك دلالة على هروب من صنف آخر من "درس القراءة"!!
"تهريب النصاب" لايحمل معنى بريئا في معظم مساراته، فالمسألة ليست كما يظن المواطنون بانها تكاسل واستهتار نيابي ،حيث كانت حكومات سابقة وفي محطات برلمانية هامة يتم فيها مناقشة قوانين حساسة تلجأ إلى صفقات سرية مع مفاتيح نيابية ورؤساء لجان او كتل لتهريب النصاب او تقليل نسبة الحضور لإفشال التصويت على مادة ما في مشروع قانون أو التلاعب بتوجهات النواب الجدد وما إلى ذلك من "فساد خفي" لا يعلمه إلا قليل القليل!!
الملك حين يلفت نظر النواب لظاهرة تهريب النصاب فإنما يذكرهم بأنهم يحملون امانة كبيرة فهم وصلوا إلى القبة كممثلين لأصوات المواطنين ومصالحهم،وهي امانة تركها خيانة،فمجلس النواب ليس مكانا لالتقاط الصور وإلقاء الخطابات والمغادرة بل هو المركز الحقيقي للرقابة والتشريع وليس مصنعا للوزراء ولا ملعبا للحكومة
.
الرسالة ربما تتخطى مجلس النواب إلى مجلس الوزراء أيضا الذي بدأ يفقد حماسه وينسحب من التفاعل المطلوب مع ممثلي الشعب الذين انتقدوا لأكثر من مرة غياب وزراء ومسؤولين عن اجتماعات اللجان وجلسات النواب.

