
أطفال غزة في قولهم الحقيقة كاملة بحب الأردن

نيفين عبدالهادي
الدقيقة بزمن، واللحظة بألف حكاية، واللقاء بكل ما في القلب من مشاعر، انهم اطفال غزة حين وصلوا ارض الأردن، ارض الحلم كما يراها الغزيون، وصلوا لتلقي العلاج في الاردن، ضمن الممر الطبي الذي اطلقه الاردن بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، وصلوا في الدفعة الثالثة للعلاج، وصلوا لأرض تمنحهم خيرا واملا.
بالأمس، الى جسر الملك حسين وصل ستة أطفال من غزة من مرضى السرطان لتلقي العلاج في الاردن، في ملامحهم تعب سنين، وفي تفاصيل حكاياتهم ويلات أجيال، لكن عندما وطئت أقدامهم ارض الأردن، ليتغيّر كل شيء ويذهب الخوف والقلق والوجع، ففي أمنهم وأمانهم تحقق ما حلموا به لقرابة العامين، ليخرجوا بابتسامات احتاجوها، كما احتجناها نحن في رؤيتهم، لنرى فيهم حلم غد غزّي بفرح وراحة مختلفة.
وصل أطفال غزة يرافقهم عدد من ذويهم، يحملون أمل العلاج، وكذلك أمل الراحة والاطمئنان، فقد اتعبهم المرض، لكن الحرب اتعبتهم أكثر، وصلوا شاكرين مثمنين مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاههم، وما يقدمه من عطاء إنساني بكل حبّ الدنيا، وفي كلمات شكرهم للأردن لا يوجد ما يمكن وصفه، ولا يوجد لغة تحكي هذه التفاصيل التي لا انكر أنها ابكتني ففي مشاعر هؤلاء الأطفال الحقيقة كاملة، وفي عيونهم بريق عظمة الأردن ودوره الذي يقدمه لغزة وأطفالها، وفي دموع فرحهم كل معاني الشكر لوطن لم يخذلهم كما خذلهم العالم، ايّا كان مخزون لغتي وغيري لن تسعفنا لغتنا في عظمة ما شاهدنا وما تابعنا وما رأينا.
من أجمل المهمات الصحفية، بل ليست مهمة انها اجواء حب ورؤية الشكر والامتنان من قلب الغزيين، للأردن، من أطفال غزة رأيت رسائل حب لا تنقل عظمتها لغات الدنيا وبلاغة المعاني، فهم أطفال بحجم قضية، أطفال بحجم وجع الدنيا، أطفال في قولهم شكرا للأردن الحقيقة كاملة.
