سمير غانم.. أسطورة التي طواها الموت
تصادف اليوم الأربعاء 15 يناير، ذكرى ميلاد النجم المصري سمير غانم، الذي وافته المنية يوم 20 مايو 2021، عن عمر 84 عاماً.
الضحك
بعد كل هذه السنوات، يظل اسم سمير غانم محفوراً بحروف من إبداع في ذاكرة الفن العربي، كأحد أعظم فناني الكوميديا الذين أضحكوا الملايين، وزرعوا البهجة في القلوب بفضل موهبته الاستثنائية التي امتدت لأكثر من نصف قرن.
أيقونة فنية تجاوزت فكرة فنان
لم يكن سمير غانم مجرد ممثل كوميدي، بل أيقونة تجاوزت الأجيال بفضل أعماله المتنوعة التي جمعت بين خفة الظل والإنسانية، لذا تعد مناسبة في ذكرى ميلاده، نستعيد محطات بارزة من مسيرته الفنية والإنسانية، التي جعلت منه نجمًا خالدًا في سماء الفن.
وُلد سمير يوسف غانم، يوم 15 يناير 1937 بمحافظة أسيوط، وكان من الأوائل الذين صنعوا لأنفسهم طريقًا مختلفًا نحو النجومية. تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، حيث شهدت تلك الفترة بداياته الفنية، بتكوين فرقة مسرحية مع زملائه. لاحقًا، التقى بجورج سيدهم والضيف أحمد، ليؤسسوا معًا فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، التي حققت نجاحًا كاسحًا من خلال اسكتشات مثل "طبيخ الملايكة" و"روميو وجوليت".
فرقة ثلاثي أضواء المسرح: سمير غانم، وجورج سيدهم، والضيف أحمد
كان عام 1967 شاهدًا على انطلاق "ثلاثي أضواء المسرح"، الفرقة التي قدمت فناً كوميديًا جديدًا، دمج بين الاسكتشات الساخرة والمسرح الغنائي. ورغم وفاة الضيف أحمد المفاجئة عام 1970، استمر سمير مع جورج سيدهم في تقديم أعمال ناجحة، أبرزها "المتزوجون" و"أهلاً يا دكتور"، التي لا تزال تُعرض حتى يومنا هذا.
"فطوطة" و"سمورة".. أيقونات الفوازير
مع حلول الثمانينيات، خلق سمير غانم عالماً كوميديًا جديدًا من خلال تقديم "فوازير رمضان" بشخصيتي "فطوطة" و"سمورة"، التي أصبحت رمزًا للشاشة الصغيرة في شهر رمضان. تميزت الفوازير بخفة ظلها وتنوع أفكارها، مما رسخ مكانة غانم كأحد أبرز نجوم الكوميديا في الوطن العربي.
دموع خلف الكاميرا.. إنسانية سمير غانم
لم تكن حياة سمير غانم مجرد ضحكات على المسرح، بل حملت مواقف إنسانية مؤثرة. في عام 2003، خلال زيارة وفد من الفنانين المصريين للعراق أثناء الحصار الأمريكي، ظهر غانم متأثرًا، وهو يشاهد معاناة الأطفال في المستشفيات. حاول رسم الابتسامة على وجوههم، لكنه لم يستطع إخفاء دموعه التي ذرفها على الهواء، قائلًا: اللي شفناه النهاردة شيء لم أره في حياتي.
سجل فني حافل بالأعمال الخالدة
قدم سمير غانم أكثر من 150 فيلمًا، من أبرزها: "30 يوما في السجن"، و"إحنا بتوع الإسعاف"، و"البنات عايزة إيه". كما تألق في الدراما التلفزيونية بمسلسلات خالدة مثل: "حكاية ميزو"، و"الكبير أوي"، و"الكابتن جودة". وعلى خشبة المسرح، سجلت مسرحياته مثل: "المتزوجون"، و"فارس بني خيبان"، و"أخويا هايص وأنا لايص" نجاحات مدوية.
خوف من الموت ووداع الأصدقاء
في لقاء تلفزيوني مؤثر، تحدث سمير غانم عن خوفه من الموت وتأثيره فيه مع التقدم في العمر، قائلًا: ما بحبوش، خصوصًا السنة دي. الموت كان فظيعاً. كما أعرب عن حزنه الشديد لفقدان صديقه المقرب غسان مطر، الذي وصفه بأنه الصديق الوحيد في الوسط الفني.
وداع سمير غانم الأخير
في 20 مايو 2021، غيّب الموت سمير غانم بعد إصابته بمضاعفات فيروس كورونا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا، وأعمالًا ستبقى شاهدة على موهبته الاستثنائية. ولحقت به زوجته الفنانة دلال عبد العزيز في أغسطس من العام نفسه، ليظل الثنائي في ذاكرة محبيهما كرمزين للوفاء والإبداع، يتذكرهما الناس كلما رأوا موهبة ابنتيهما دنيا وإيمي.