دراسة تكشف عن أجهزة منزلية تتجسّس عليك.. تعرّف عليها

كشف تقرير نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، أنّ "لدى المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، عدّة أجهزة غير متوقّعة في منازلهم والتي تبيّن أنها تقوم بالتجسس وجمع البيانات من المنازل والمستخدمين، ومن ثم يتم إرسالها إلى الصين".

وأضافت الجريدة، نقلا عن دراسة متخصصة، لخبراء في موقع "Which"، أن أربعة أجهزة قد تتجسس عليك، تم تصنيفها عبر ست فئات، وهي: الموافقة والشفافية وأمان البيانات وتقليل البيانات وأدوات التتبع وحذف البيانات. وبناء على هذه التصنيفات، أعطى الباحثون لكل منتج درجة خصوصية إجمالية.

وكان الكثير من الخبراء، قبل هذه الدراسة، قد تحدّثو عن عمليات تجسس ذكية وجمع بيانات يُمكن أن تتم بواسطة الهاتف المحمول أو التلفزيون الذكي، غير أن هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن أعمال تجسّس تتم عبر أجهزة في المطبخ.

وفي السياق نفسه، قال أحد الباحثين والمحرر في موقع "ويتش"، هاري روز: "أظهر بحثنا كيف أن مصنعي التكنولوجيا الذكية والشركات التي يعملون معها قادرون حاليا على جمع البيانات من المستهلكين، على ما يبدو بتهور، وغالبا ما يتم ذلك بشفافية قليلة أو معدومة".

إلى ذلك، تكشف نتائج الدراسة الحديث، أن العديد من المقالي الهوائية يمكنها الاستماع إلى محادثاتك وحتى إرسال بياناتك الشخصية إلى الصين. حيث تم ربط المقلاة الهوائية من نوع "Xiaomi" عبر التطبيق الخاص بها والمثبت على الهاتف المحمول بأدوات تتبع.

وبحسب الدراسة، تبيّن أنه يتم استخدام هذا التطبيق من قبل شركات كبرى لاستخدام ذلك في إعلانات تظهر على "فيسبوك" و"تيك توك"، إضافة إلى شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "Tencent" بينما أرادت مقلاة هواء من نوع آخر، معرفة جنس المستخدم، وتاريخ ميلاده عند إنشاء حساب.

وفي الوقت نفسه، وفقا للدراسة، فقد أرسلت كل من مقلاتي الهواء "Aigostar" و"Xiaomi" بيانات شخصية إلى خوادم في الصين، على الرغم من الإشارة إلى ذلك في إشعار الخصوصية.

ورداً على ذلك، قال متحدث باسم شركة "إكسيومي": "إن الإذن بتسجيل الصوت على التطبيق الخاص بالمنزل، لا ينطبق على تطبيق المقلاة الهوائية التي لا تعمل مباشرة من خلال الأوامر الصوتية والدردشة المرئية".

وأضاف متحدث باسم شركة أخرى: "نحن نعطي الأولوية للخصوصية، وبموجب متطلبات الامتثال الداخلية لدينا، يجب أن تمتثل المنتجات الذكية لقانون حماية البيانات العامة".

إلى ذلك، أردفت الدراسة نفسها، بأنه يتم في الوقت نفسه، "حشو" العديد من مكبرات الصوت الذكية بأدوات التتبع، وهي مكبرات الصوت التي يستخدمها الكثيرون ويربطونها بهواتفهم المحمولة، أو يقومون بتشغيل الأغاني فيها من خلال بطاقات الذاكرة.

أما في ما يخص الساعات الذكية، فقد اختبر الباحثون أكثر ثلاثة أجهزة مبيعا على "أمازون"، ووجدوا أن جهاز "هواوي" يطلب تسعة أذونات هاتفية توصف بكونها "محفوفة بالمخاطر" بما فيها موقعك الدقيق، والقدرة على تسجيل الصوت، والوصول إلى ملفاتك المخزنة، والقدرة على رؤية جميع التطبيقات الأخرى المثبتة.

ورداً على ذلك، قالت الشركة: "إن هذه الأذونات كلها لها حاجة مبررة"، فيما قال متحدث باسم الشركة: "تأخذ هواوي خصوصية المستهلكين على محمل الجد بشكل لا يصدق".

وأضاف: "من الواضح أن الساعات الذكية تتطلب أذونات للوصول إلى عدد من البيانات الشخصية لكي تكون مفيدة في نمط الحياة والصحة واللياقة البدنية؛ ونحن واضحون للغاية بشأن الأجهزة عند إعدادها".

وفي الوقت نفسه، أبرز الباحثون أن ساعة "Kuzil" وساعة "WeurGhy" الذكيتين هما نفس المنتج بشكل أساسي، وهو ما يقول الباحثون: "إنها مشكلة شائعة في الأسواق حيث تبيع العلامات التجارية غير المعروفة سلعاً متطابقة تقريبا". حيث تتطلب كلتا الساعتين الذكية موافقة للعمل، وإذا تم رفضها، فإنها تعمل فقط كساعات أساسية.

كذلك، وجد تحليل موقع "Which" نفسه، أنّ قوائم التلفزيون الذكي "مليئة" بالإعلانات و"متعطّشة" لبيانات المستخدم. حيث تطلبت العديد من الشركات، ومن بينها "سامسونغ" رمزا بريديا عند الإعداد، بينما طلبت شركة "إل جي" رمزا بريديا، على الرغم من أن هذا لم يكن إلزاميا.

وطلب تطبيق تلفزيون "سامسونغ" أيضا، ثمانية أذونات هاتفية محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك القدرة على رؤية جميع التطبيقات الأخرى على الهاتف. فيما لم يتصل تلفزيون "Hisens" الذكي بأي أجهزة تعقب، لكن سامسونغ و"إل جي" ربطتا بالعديد منها، بما في ذلك "فيسبوك" و"غوغل".

وعبر ردّها، قالت شركة "سامسونغ" إن "أمان وخصوصية بيانات عملائنا تعد من أقصى درجات الأهمية. ونحن نستخدم إجراءات وقائية وممارسات أمنية قياسية في الصناعة لضمان تأمين البيانات. ويُمنح العملاء خيار عرض أو تنزيل أو حذف أي بيانات شخصية من خلال حسابات سامسونغ الخاصة بهم".

وقال متحدث باسم شركة "Hisense": "نحن متوافقون مع جميع قوانين خصوصية البيانات في بريطانيا ونلتقط فقط الرموز البريدية لعملائنا لتمكينهم من تلقي محتوى إقليمي محدد، ما يعزز تجربة المستخدم الخاصة بهم".

وتابع: "إذا كان المستخدمون قلقين، فإن العديد من أجهزة التلفزيون الخاصة بنا ستقبل رمزا بريديا جزئيا". بينما رفضت شركة "إل جي" التّعليق على هذه المعلومات.

كذلك، قال متحدث باسم "أمازون": "نحن نصمم منتجاتنا لحماية خصوصية عملائنا وأمنهم ومنحهم السيطرة على تجربتهم.. وعلى سبيل المثال، نقوم ببناء عناصر تحكم سهلة الاستخدام لعملائنا، تتضمن هذه الأزرار أو المصاريع المادية، وعناصر التحكم البسيطة داخل التطبيق، والمطالبات داخل تجربة إعداد الجهاز، وقمنا بإنشاء موارد تشرح كيفية عمل أجهزتنا وخدماتنا والخيارات المتاحة للعملاء".

إلى ذلك، قال متحدث باسم "غوغل" إنّ "خصوصية عملائنا مهمة جدا بالنسبة لنا وتلتزم "غوغل" تماما بقوانين الخصوصية المعمول بها وتوفّر الشفافية إلى مستخدمينا في ما يتعلق بالبيانات التي نجمعها وكيفية استخدامها".

أي نصائح؟

بناء على النتائج، قدّم الباحثون عدة نصائح حول كيفية تحسين خصوصية البيانات، ومن أهم هذه النصائح:

أولا: على المستخدم أن يهتم بما يشاركه مع الآخرين، حيث إن بعض البيانات هي اختيارية أثناء الإعداد، وهذا يعني أنه يمكنك إلغاء الاشتراك، وعليه فلا تشارك إلا ما تشعر بالارتياح تجاهه.

ثانيا: من الضروري التحقق من الأذونات، حيث يُمكنك على أنظمة التشغيل "iOS" و"أندرويد" مراجعة طلبات الأذونات قبل تنزيل أي تطبيق، والتحقق من ما يمكن لكل تطبيق الوصول إليه في إعداداتك وبياناتك.

ثالثا: عليك "رفض الوصول" حيث يمكنك أيضا في إعدادات هاتفك رفض أو تقييد الوصول إلى بيانات مثل الموقع وجهات الاتصال وما إلى ذلك.

رابعا: ضرورة "حذف التسجيلات" حيث باستخدام إعدادات الهاتف أو إعدادات التطبيقات فإنه يمكنك ضبط تسجيلاتك الصوتية ليتم حذفها تلقائيا بدلا من تخزينها بعد فترة زمنية.

خامسا: ضرورة قراءة "إشعار الخصوصية" حيث إن على الشخص أن يستعرض على الأقل السياسة، وخاصة أقسام جمع البيانات، ولدى كل مستخدم الحق في الاعتراض على قيام الشركة بمعالجة بياناته.